قال مينا صليب، شقيق زوجة القمص "سمعان شحاته رزق الله" 50 سنة، كاهن كنيسة "القديس يوليوس الأقفهصي" بمركز الفشن جنوب بني سويف، الذى لقى مصرعه، ظهر اليوم، إثر إعتداء مجهول عليه، بعدة طعنات في الرأس والرقبة والبطن، وذلك أثناء تواجده بمنطقة المرج بالقاهرة، مشيرا إلى إن الشهيد ترك ولدين بالثانوية والعامة وطفلة في المرحلة الابتدائية، دخلوا فى حالة نفسية سيئة فور معرفتهم بالخبر.
وأشار شقيق زوجته، إلى إنه الضحية أحد أبناء قرية "طنبجة"، التابعة لمركز مغاغة، يبلغ من العمر خمسون عامًا، وتم رسامته عام 1999 ثم ترقيتة قمص 2001 ثم كاهن كنيسة القديس يوليوس الاقفهصي، عزبة جرجس.
فيما أعرب أهالي القرية، عن استيائهم وحزنهم الشديد، بسبب مقتل القمص سمعان، مؤكدين أنه يتمتع بسمعة طيبة وعلاقات وطيدة بجميع أهالي المركز مسلمين ومسيحيين، حيث قال محمد عباس، أحد أهالى القرية، إن القمص كان دمث الخلق ومحبوبا بين أهالي القرية وكان يحرص على مشاركة المسلمين مناسباتهم المختلفة، مؤكدا أنهم صدموا بخبر مقتله.
وأكد ثروت فاروق، مهندس زراعي، أن القمص لم تكن لديه عداوة مع أحد فهو يمكث في القرية منذ 15 عاما، ولم نسمع عنه يوما أنه تسبب في أذى أو ضرر لأحد أو أثار مشكلة، وكان يسعى دائما لحل المشكلات بين أبناء القرية والقرى المجاورة.
ومن جانبه، قال القس فلوباتير راعي كنيسة عزبة جرجس، إن الشهيد سمعان، كان فى زيارة لأحد أقاربه بالقاهرة، ومن هناك توجه لأحد معارض بيع حديد التسليح بالقاهرة وبرفقته القس بيمن مفتاح، كاهن كنيسة الملاك بعزبة فرنسيس، مطاي.
وأضاف: "فور نزوله من السيارة بمنطقة المرج، بالقاهرة فوجىء بأحد الأشخاص ينقض عليه بطعنه وفر ثم عاد مرة أخرى وطعنة برأسه وبطنه"، متابعا: "نحن في انتظار ما تسفر عنه تحقيقات النيابة العامة حول الحادث، خاصة وأن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على الجاني".
كانت كنيسة عزبة جرجس، التابعة لمركز الفشن جنوب بني سويف، قد شيعت، منذ قليل، جثمان القمص الشهيد، وسط تزاحمًا كبيرًا، بالشوارع المنطقة المحيطة بالكنيسة، أثناء قداس صلاة الجنازة، الذى ترأسه كل من الأنبا غبريال أسقف بني سويف وتوابعها، والأنبا اسطفانوس، أسقف ببا والفشن وسمسطا، والأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، بحضور عددا كبيرا من الآباء والكهنة وعموم المواطنين الأقباط من مختلف محافظات الصعيد وسط تواجد أمني ملحوظ.
وشارك المئات من أهالى قري مراكز الفشن ببا وسمسطا، فى تشييع جثمان كاهن الكنيسة لمثواه الأخير بمقابر قرية (3) بقرية شنرا، بجوار جثامين شهداء الهجوم الإرهابي، الذي استهدف أتوبيس يقل مجموعة من الأقباط إلى محافظة المنيا، أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل، خلال مايو الماضي.
من جانبه تقدم المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، بخالص العزاء والمواساة للأخوة المسيحيين في وفاة القمص سمعان، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة وأن يلهمنا وذويه نعمة الصبر والسلوان.
كما بعث حبيب، ببرقيتي عزاء لقداسة الأنبا اسطفانوس مطران ببا والأنبا غبريال مطران بني سويف، معربا خلالها عن خالص تعازيه في وفاة الفقيد الذي كان مثالا للعطاء والمحبة والتسامح وقامة دينية وكنسية لها ثقلها في بني سويف.