حياة هادئة يكسوها الشعور بالرضي، سعادة يعيشها "إسلام صقر رمضان" صاحب الـ28 عامًا، وزوجته، في منزلهم الصغير، بإحدى القري الريفية، بمحافظ البحيرة، ليرزقه الله بمولودته الأولى "مريم" 4 سنوات، ليتعرض بعدها لإمتحان غاية في الصعوبة، وبكل صدر رحب تقبل الأمر، وتحلى بالصبر، بعدما رزقه الله، بطفلتين توأم، ولكن كانت هناك مفاجأة.اليوم الأول
في 21 يونيو 2015، وبعد 9 أشهر من الحمل الثاني لزوجته، إستعد "إسلام" والأسرة كلها، ليستقبل مولوده الجديد، وفي أحدى العيادات الخاصة، أجريت عملية الولادة، التى استغرقت وقت تجاوز الـ6 ساعات، الجميع ينتظرون في لهفة، ليخرج الطبيب ويبلغه أنه رزق بطفلتين توأم ملتصق من الرأس، لتبدأ رحلة المعاناة التى امتدت إلى عامين ونصف، حتى وقتنا الحالى.رحلة علاج"مي ومنة"
في لقاء خاص داخل منزل الطفلتين "مي ومنة" التقت "أهل مصر" أسرتهما، للكشف عن كافة التفاصيل التى تعرضن لها من يوم ميلادهما..يقول والد الطفلتين "إسلام": بعد ولادتهما، قمنا بنقلهم إلى مستشفي "أبو الريش" التى مكثوا فيها فترة قاربت الـ100 يومًا، وبعدها خرجوا وطوال 4 أشهر من الذهاب إلى العيادات الخاصة، اكتشفنا أن مي لديها ثقب في القلب، لننتقل بهما إلى مستشفي بنها الازهري، ليقضوا هناك 6 أشهر أخري، ولكن دون نتيجة لأن مثل هذه الحالات لا يوجد لها علاج في مصر."خادم الحرمين"
وبعد استغاثات إلى الرئيس السيسي، وخادم الحرمين الملك سلمان، كانت هناك استجابة كبيرة من السعودية، وقام على الفور السفير "أحمد قطان"، بارسال مندوب للتواصل معنا، للتكفل المملكة بعلاج الطفلتين، في مستشفى الحرس الوطنى بالسعودية، لمدة 7 أشهر، لم نتكبد فيها أي معاناة وكل التكاليف بداية من تذاكر السفر حتى الإقامة، تحملتها السعودية، بامر ملكى من خادم الحرمين، إلا ان الفريق الطبي المشرف على الحالة، بعد التواصل مع فريق طبي في أمريكا، علموا أن "مي ومنة" في حاجة إلى السفر الى "أمريكا" ويحتاجون إلى حوالي 5 عمليات حتي يتم الفصل لأن هناك شريان يغذى إحدى الطفلتين.4 مليون دولار
الصدمة عندما علمنا ان "مي ومنة" في حاجة إلى مبلغ 4 مليون دولار حتي يسافرن إلى أمريكا، ويخضعن لتلك العمليات، بما ان حالتهم تزداد كل يوم من سئ لأسوء، وكلما تم الفصل في سن صغير كلما قلت نسبة الخطورة، ولم نجد سبيلًا سوى العودة مرة أخري إلى مصر.بعد العودة
وخلال شهرين من عودة "مي ومنة" إلى مصر ساءت حالتهم نظرًا لعدم وجود الرعاية المتكاملة، كما كان الحال في السعودية، الأب والأم، يتحملان العبء الكبير على كاهلهما، من أكل وعلاج وخدمة، مهما كانت لن تليق بهذا النوع من الحالات المعقدة، ولكن لايوجد بديل.التكافل الإجتماعي
150 جنيه لكل طفلة هذا ماقدمه التكافل الإجتماعي للطفلتين، ولم ياخذوا في الإعتبار الحالة الصحية التى هم عليها، وعندما حاول الأب الاشتراك في "تكافل وكرامة" قالوا له بما أن لديك كهرباء، وتلاجة، أنت غير مستوفي للشروط، في حين ان "إسلام" عامل يوميه يكسب قوت يومه، يومًا بيوم، والطفلتين تكلفة البامبرز واللبن والزبادي، حوالي 2000 جنيه شهريًا، بالإضاف إلى علاج للقلب "كابتوبريل" للقلب، وفي حاجى إلى كرسي متحرك يساعدهم على الحركة.دموع وألم
ووسط حديث والد الطفلتين معنا، لم يتماسك حتي كست دموعه ملامح وجهه الشاحبة، حزنًا على مصير طفلتيه، اللاتين لايقويان على الحركة، وفي كل يوم تواجهان المصير المجهول، هل تنتصر آهات أم مكلومة حزنًا على طفلتيها.. وتقوم الدولة باستجابة سريعة لإنقاذ الطفلتين في أقرب وقت ممكن..؟ سؤال في حاجة إلى إجابة سريعة، بعدما تحركت السعودية وفعلتها من قبل، وتناشد أسرة "مي ومنة" الرئيس "عبدالفتاح السيسى"، بانقاذهم وسفرهم للخارج للعلاج.