«خطايا الفضائيات» في البرامج .. سخرية واعتذار وإيقاف و«لسنا مسؤولين»

«كلاكيت المرة الكام؟» تطل علينا القنوات الفضائية ببيانات تنديد ضد محتوى برامج سمحت بإذاعتها على شاشاتها، تتشابه في جرم الفعل وتشترك في الحجة، بأنها غير مسؤولة عن المحتوى.

«الحياة تتنصل من بن آدم»

في بيان لها كآخر حواديت التنصل، أعلنت شبكة تليفزيون الحياة أنها تحترم الشعب السوري وتدعمه ولا تسمح لإهانته، لتضع الفنان أحمد آدم، في مواجهة الجمهور بسبب حلقته التي هاجم خلالها “مذبحة حلب”، قائلة أن ما تم عرضه وجهة نظر أحمد آدم وليست لشبكة تلفزيون “الحياة” دخل من قريب أو من بعيد بما يقال في البرنامج، خاصة أن تنفيذ البرنامج مع أحد الشركات الخاصة التي تقوم بالإشراف على المحتوى.

«الهم طايلني وطايلك»

لهذا السبب لا يمكن انتقاد أداء إعلامي أو فنان يقدم برنامجًا على التليفزيون، فخطأ قناة الحياة لم يكن الأمر الجديد، فهي نفس المشكلة التتي وقعت فيها الكثير في القنوات الخاصة المصرية إن لم تكن جميعها، فسبقها قنوات «cbc والنهار وإم بي سي مصر وقناة القاهرة والناس».

وكانت البداية من قناة النهار، والتي تعرضت لهجوم حاد مرتين متتابعتين كلتاهما بسبب الإعلامية ريهام سعيد، بسبب حلقتين إحداهما دارت حول اللاجئين السوريين وهي التي أثارت استياء العديد من مصر والعرب ولاقت ردود فعل سورية غاضبة، والحلقة الأخرى التي عرفت بـ"فتاة المول" والتي أثارت ضجة كبيرة ضد القناة انتهت بإيقاف البرنامج وتحريك دعوى قضائية ضد ريهام سعيد بعد ان اعتذرت قناة النهار عن الحلقة واكدت عدم صلتها به، إلا أنها لم تمانع عودة البرنامج مرة أخرى بعد التصالح بين فتاة المول وريهام سعيد.

وبسبب السخرية أنهالت الانتقادات على الفنانة الإماراتية أحلام، بسبب برنامجها الملكة، حيث اتهمتها الصحفية اللبنانية نضال الأحمدية بالسخرية من اللبنانيين، بعد أن عايرتهم المغنية بالقمامة المنتشرة في شوارع بلادهم، ووجبة الفلافل التي تعتبر من الأكلات الشعبية الشهيرة في لبنان، لينتهي الموقف بإيقاف البرنامج على تليفزيون دبي، واعتذار الفنانة للبنانيين.

وذات الموقف وقعت فيه قناة "cbc" بعد أن قررت إيقاف برنامج ممكن للإعلامي خيري رمضان، وتقدمت باعتذار للجمهور بسبب الحلقة التي تطاول فيها أحد ضيوف "رمضان" المدون تيمور السبكي أدمن صفحة "يوميات زوج مطحون" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيما عرف بالإساءة لسيدات الصعيد ومصر، غير أنها واجهت مواقف محرجة وانتقادات من الجمهور بسبب برنامج "أبلة فاهيتا" بسبب احتوائه على ألفاظ وتعبيرات وايحاءات جنسية، كما طالبت دعوات كثيرة بإيقاف البرنامج.

وربما تعد أزمة قناة MBC مصر، الأكثر ضجة خلال الفترة الماضية، حيث تسبب برنامج "وش السعد" للفنان محمد سعد في انتقادات حادة للشبكة التي تعد إحدى رائدات العمل الإعلامي في العالم العربي، خاصة بسبب ما وصفه الجمهور بأنه إيحاءات جنسية صريحة وتحرش واضح، وسط مطالبات بإيقاف بث البرنامج.

كما دخلت قناة القاهرة والناس ضمن إطار التجاوزات بعد الضجة التي أحدثها برنامج "نفسنة" في أولى حلقته وخاصة فيما تعلق بتصريحات الفنانة انتصار إحدى مقدمات البرنامج، والتي أثارت الرأي العام أيضًا، وبعد عدد من الحلققات وكثير من الجدل تم استبدال انتصار بالفنانة بدرية، فيما لم يتم إيقاف البرنامج رغم كثرة الدعوات المطالبة بذلك.

وبعد أن أنهت تعاملها مع قناة العاصمة، حتى خرجت بضجة كبيرة على قناة "الحدث" في حلقة من برنامج بدأت تقديمه، وهاجمت الطالب الايطالي المقتول جوليو ريجيني، وقالت "ياسين" عنه "ما يغور في داهية"، هو يعني مفيش غيره بيموت"، لتثير الفنانة حالة من الغضب وصلت إلى حد الصحف الايطالية والعالمية، لتضع القناة ومصر في موقف حرج، حتى تراجعت عن تصريحاتها واعتذرت عنها بعد ذلك.

«الحجة المعتادة.. لسنا مسؤولين»

في تأكيد لعدم مسؤوليتها رغم الاعتذار، قالت “شبكة الحياة”، إنها ترفض بشكل كامل أي أهانة للشعب السوري على شاشاتها، وأنها اتخذت موقفاً حاداً جدًا تجاه ماحدث، وإن الحلقة المقبلة من “بني آدم شو” ستحتوي على اعتذار كامل، لكنها على الجانب الآخر، قالت بأنها غير مسؤولة عن المحتوى حيث أن البرنامج يعبر فقط عن وجهة نظر أحمد آدم وليست لشبكة تلفزيون “الحياة” دخل من قريب أو من بعيد بما يقال في البرنامج، خاصة أن تنفيذ البرنامج مع أحد الشركات الخاصة التي تقوم بالإشراف على المحتوى.

وتعد مسؤولية إنتاج البرنامج في شركة ثم بثه، الحجة التي تستند إليها القنوات في التعامل مع هذه المواقف، في حين أن تكون القناة هي من تنتج البرنامج فهي تكتفي فقط بالاعتذار ووقف البرنامج عدد من الحلقات لحين تسوية الأمر، دون ان يعمل ذلك على الحد من مثل تلك الأخطاء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً