التاريخ الأسود للـ"كواري" في هدم "الحضارات".. ذراع الإرهاب دمر الآثار في أفغانستان ومصر والعراق وسوريا.. و"اليونسكو" علي موعد مع الاختيار الصعب

كتب : سها صلاح

يخوض مستشار أمراء الدوحة، القطري حمد الكواري، في وقت لاحق اليوم الجمعة، معركة الحسم في انتخابات رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو، بعد أن مهد طريقه عبر "دبلوماسية الشيكات"، لصبح صديق هادمي الآثار قاب قوسين أو أدنى من ترؤس منظمة من بين أولوياتها حماية التراث الإنساني.

وبينما يتأهب أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو للتصويت في خامس وآخر جولة لحسم انتخاب الرئيس الجديد الذي يخلف البلغارية إيرينا بوكوفا، تحوم ذكرى ما جرى في مارس عام 2001، حيث حطم أصدقاء أمراء قطر في حركة طالبان، تمثالين أثريين ضخمين منحوتين على منحدرات وادي باميان في منطقة هزارستان بوسط أفغانستان، شمال غرب كابول، يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي.وتتولى المنظمة الدولية المتخصصة، برامج أساسية هي التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام، كما تدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقني وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمي للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان.وتعود علاقة أمراء الدوحة بطالبان أفغانستان، إلى سنوات مضت، حيث تدفق ممثلو الحركة سرا إلى قطر"، لكن عدد ممثلي طالبان وأنشطتهم في الدوحة راح يتزايد بصورة تدريجية. ويوجد في قطر أكثر من 20 من عناصر طالبان رفيعي المستوى نسبيا يعيشون رفقة عائلاتهم منذ 4 سنوات.لكن ذكرى تدمير تماثيل بوذا وغيرها في أفغانستان لن تكون الوحيدة التي تطوف اليوم في باريس، إذ ستخيم أيضا ذكرى أقرب لتدمير آثار العراق وسوريا على أيدي حلفاء قطر من إرهابيي القاعدة والدواعش.ووفرت الدوحة المال للمليشيات المتحاربة على الأرض السورية والعراقية؛ الأمر الذي أدى إلى خروج تنظيم داعش الإرهابي، الذي كان معولا لتدمير التراث العالمي في تدمر السورية.ودمّر داعش آثارا في تدمر بشرق سوريا، مدرجة على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي للبشرية، والأمر نفسه جرى في العراق.الصدمة من اقتراب الكواري من رئاسة المنظمة الدولية دفعت صحف فرنسا للقول إن "نتائج تصويت انتخاب مدير جديد للمنظمة، التي يجب أن ترعى التراث العالمي للإنسانية، مؤسفة".لكن باريس تدفع على ما يبدو ثمن التهاون في التعامل مع قطر التي حلّ أميرها قبل أسابيع ضيفا على الإليزيه.لكن اليقظة المتأخرة للوسط الثقافي والإعلامي في فرنسا، الذي ندد بمواصلة قطر تقديم الرشاوى لبعض دول المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو، سيختبر اليوم صدق نبوءته التي أكد خلالها أن "منظمة اليونسكو ليست الفيفا"، في إشارة لاقتناص قطر إقامة كأس العالم على أراضيها في 2022 عبر تقديم رشاوى مالية في قضية فساد دولية لا تزال التحقيقات فيها جارية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً