"قتل الآباء لأبنائهم".. ظاهرة خطيرة تصاعدت في الآونة الأخيرة، وباتت تهدد المجتمع المصري ويهتز لها الوجدان دون رحمة أو شفة بدعوى الفقر وتردي الأوضاع المعيشية، لم يعرفوا معنًا للإنسانية أو مشاعر الأبوة، وضحوا بزينة الحياة الدنيا وأغلى ما امتلكوا في لحظات شيطانية.
ترصد "أهل مصر" في هذا التقرير آباء يقتلون أبناءهم على نحو التالي:
أم تعذب نجلتها بوحشية لمرورها بحالة نفسية سيئة
"تعذيب بأدوات حادة ومنع من الطعام واقتلاع الأظافر".. كل هذا تلقته الطفلة "سجدة" من والدتها، بعدما قررت أن تُفرغ طاقتها السلبية في تعذيبها وحرقها بعد مرورها بحالة نفسية لتعاقبها على هجر والدها لهم، دون التأثر ببكائها وتواسلاتها لها.
دخل الأب في علاقة عاطفية مع امرأة أخرى، تملكت منه وجعلته ينفذ كل ما تقول دون نقاش، وبعد أن اراد الزواج منها، اشترطت عليه بأن يترك زوجته وطفلته ويقطع علاقته بهم نهائيا، وافق الأب علي شرطها، وأخبر أم طفلته بأنه يريد الانفصال عنها ولكن دون طلاقها سيتركها علي ذمته حتي لا يتعرض لهم أحد.
لم تجد أمامها سوى طفلتها "سجدة" لتفرغ غضبها وحدقها علي والدها بها، فقامت بعذيبها وكيها بأدوات حادة ومنعها من الطعام واقتلاع اظافرها، وبعد سماع الجيران صراخ الطفلة، اقتحموا الشقة وقاموا بانقاذها.
تلقى قسم شرطة الوايلي، بلاغًا من سكان العقار محل اقامة الطفلة، يفيد أن ربة منزل تدعي "لمياء.س" قامت بتعذيب ابنتها "سجدة" البالغة من العمر 8 سنوات، بسبب مرورها بحالة نفسية ودخولها في الاكتئاب بعد هجر زوجها لها، فقامت بمنعها عن الطعام وقلع اظافرها وتعذيبها بأدوات حادة.
وبعد ضبط المتهمة ومواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة، وأنه تمر بحالة نفسية بسبب هجر والد الطفلة لهم، وتحرر عن ذلك محضر يحمل رقم 70221 لسنة 2017.
تخلص من ابنه المريض بجرعات زائدة
عقب معانته مع نجله الأكبر المريض بمرض انفصام الشخصية، قرر "محمد.ن"، والبالغ من العمر 55 سنة التخلص من نجله، عن طريق زيادة جرعة الأدوية، وبالفعل توفي "محمود. م.ن"، والبالغ من العمر 22 سنة، والذي يقبع في مدينة السلام.
وتمكنت مباحث مديرية أمن السويس من كشف غموض العثور على جثة الشاب متعفنة داخل منزل بمدينة السلام بالمحافظة، وتم إجراء تحريات وتحقيقات موسعة، كشفت أن الشاب لم يتوفى وفاة طبيعية بل قتل عن طريق تناول جرعات علاج نفسى زائدة.
قتل نجليه بسم الفئران خوفًا عليهم من طلقته
وفي مطلع يونيو الماضي، رزقهما الله بطفلين، لكن نشبت بينهما خلافات زوجية انتهت بهما إلى الطلاق وانفصال كل منهما عن الآخر، وذهب الأب وتزوج بسيدة أخرى والأم انشغلت بالحياة وكان الطفلان هما الضحية.
بعد شهور من الانفصال، تزوج الأب بسيدة أخرى، لكن ظلت المشاكل قائمة بينه وبين طليقته وأراد كل منهما أخذ الطفلين عنوة، وزادت بينهما المشاكل والتى انتهت بأن أخذ الأب الطفلين ليعيشا مع زوجته.
جلس الأب فى حيرة من أمره يفكر في حيلة للتخلص من مصاعب الحياة والخلافات مع طليقته، فوسوس إليه الشيطان قتل طفليه، حتى لا تأخذهما طليقته، فأحضر سم فئران وظل يدبر الخطة للتخلص من طفليه ومن حياته.
في الساعة ١٢ ليلا تركت زوجته المنزل للذهاب إلى والدتها لإحضار طلبات لها، فكانت هناك فرصة للأب لتنفيذ جريمته فأحضر كوبًا من الماء ووضع فيه السم القاتل وبدون أى رحمة جعل طفليه يشربان منه وبعد ذلك تناول هو الآخر للانتحار وسقطوا أرضا من شدة الألم، لتعود الزوجة وتجدهم جميعا فى حالة إعياء شديدة وتستغيث بالأهالى لنقلهم إلى المستشفى، ولكن بعد فوات الأوان، فقد توفى الطفلان فور وصولهما وظل الأب القاتل على قيد الحياة، واعترف الجاني بالواقعة.
ألقى أطفاله في "مياة النيل" بسبب ملابس العيد
وفي الواحد والعشرين من يونيو الماضي، شهدت قرية ميت عاصم ببنها،التابعة لمحافظة القليوبية، حاث مأساوى حيث تجرد أب من مشاعر الإنسانية، وقام بإلقاء أطفاله فى مياة النيل، ذلك عقب طلب زوجته نقود لشراء ملابس العيد،حيث،قام بإلقاءوهم في مياة النيل، وقام بإلقاء نفسه، حيث تمكن شباب القرية من إنقاذه ولم يتمكنوا من إنقاذ الأطفال.
التخلص من ابنه بطعنه بصدره بالشارع
في سياق متصل، تمكنت أجهزة الأمن بمديرية القليوبية، ومباحث قسم أول شبرا الخيمة، في آخر مارس 2016، من كشف غموض العثور على جثة لصبي يدعى ملاك.ي، والبالغ من العمر 17 عامًا، تم نقل الجثة لمشرحة مستشفى ناصر العام.
أفادت التحريات أن وراء ارتكاب الحاثة والد الصبي، يوسف ع 65 عامًا صاحب محل ملابس حريمى، وبسؤاله اعترف أنه وراء ارتكاب الجريمه، بعد حدوث مشاجرة بينه وبين نجله أثناء تواجدهما أمام منزلهما، تعدى عليه خلالها نجله بالضرب بعصا خشبية، فبادره بطعنه بسلاح أبيض "مطواه" كانت بحوزته أودت بحياته.. وقدم السلاح الأبيض المستخدم في الواقعة.
مكوجي يتخلص من ابنته بمساعدة زوجته الثانية لهروبها
اتشحت منشأة ناصر بالسواد بعد الوقائع المأساوية الثلاثة التي شهدتها المنطقة، حيث تخلص مكوجى من ابنته بمساعدة زوجته الثانية بتعذيبها لمدة طويلة تخطت 7 أشهر، حيث قام بربطها وتقييدها بحبل فى الكرسى والتعدى عليه بالضرب والتعذيب لتأديبها بعد تكرار هروبها من المنزل فى أوقات مختلفة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وتبين من تحقيقات نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار منتصر فتح الباب، أن الأب "عيد محمد" مكوجى وزوجته الثانية "ليلى عبد الهادى محجوب" كانا يتعديان على الابنة 17 عاما، وتبين وجود آثار تعذيب وضرب خلال مناظرة الجثة، وتبين أن والدها كان يستعين بزوجته لتعذيبها وضربها وتقييدها فى الكرسى لمدة طويلة.
سمكرى يخنق ابنته انتقاما من والدتها
أقدم سمكري خنق ابنته حتى الموت وألقاها بالترعة انتقاما من والدتها، حيث استغل فترة نومها، ثم وضعها فى شيكارة، وجاب بها أنحاء القاهرة حتى ألقاها فى ترعة عين الصيرة، وتكثف الأجهزة جهودها لاستخراج الجثة المفقودة إلى الآن لانتشالها من مكانها.
وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم "هشام سعيد زكي" سمكرى، دائم الخلافات مع زوجتها بصفة دائمة ومستمرة منذ زواجهما من عدة سنوات لشكه فى سلوكها، بسبب كثرة كلام الناس عليها على حد قوله مع أنه لا يملك أى دليل أو حجة على صدق كلامه، إلا أن الوسواس ملأ رأسه بالشكوك وسوء الظن حولها.
وقال فى اعترافاته إنه كان ينوى التخلص من زوجته وقتلها، إلا أن ابنته الكبرى 9 سنوات كانت شبيهة لوالدتها فى ملامحها وتصرفاتها، فانتقم منها فى شخص ابنته، مضيفًا: "استغليت فرصة نومها فى النهار وقمت بخنقها بإيشارب وكتم أنفاسها حتى تأكدت من أنها ماتت وفارقت الحياة، ثم وضعتها فى شيكارة وحملتها على الدراجة النارية، وبدأت أدور بها فى شوارع القاهرة لعدة ساعات لأجد مكانا أدفنها فيه أو أخفيها فيه، حتى توجهت إلى ترعة عين الصيرة، وأنزلت الشيكارة من على الموتسيكل وألقيتها فى الترعة ثم عدت إلى المنزل".
أستاذة علم النفس: من يعذبون أطفالهم مختلون نفسيًا
في هذا الإطار، قالت الدكتورة براء جاسم، أستاذة علم النفس، إن لجوء آباء وأمهات لممارسات عنيفة ضد أطفالهم، تصل إلى التعذيب، ترجع إلى الخلل النفسي، مضيفة: "لا يوجد أي منطق ترجع له تلك النماذج المختلة، وعملت سنين طويلة مع جناة، منهم أب اغتصب ابنه 3 مرات ليتأكد من أن ابنه ليس شاذًا جنسيًا".
وأوضحت أستاذة علم النفس، أن الأمر ليس ظاهرة استثنائية، وأن كان هؤلاء الآباء مختلين عقليًا ومتطرفين، فإن معظم النساء، اللاتي يعانين من قهر الزوج يوجهن غضبهن أيضًا إلى ضرب الأبناء، فهن لا يتمكن من ضرب أزواجهن أو رد ما يمارسونه ضدهن من عنف، فيلجأن إلى الانتقام منهم بطريقة غير مباشرة، مستطردة: "هناك حادثة شهيرة لأم أخذت ابنها وألقته فى الفرن، وكانت تتعرض للضرب طوال الوقت من زوجها، وتصادف أن الولد كان يبكى فى نفس الوقت، فأخذته وألقته فى الفرن".