سيطرت حالة من الغضب علي عدد من أهالي مركز أبو قرقاص جنوب المنيا عقب التهديد بتشريد 12 أسرة مصدر دخلها الأول والأخير "الأكشاك"؛ عقب تهديدات بإزالة أكشاك يستأجرونها بشكل سنوي منذ التسعينات مقابل أجر رمزي يدفعونه للمؤسسات الحكومية.
وعلي الرغم من استئجار 12 كشك منذ التسعينات بمقابل مادي يتم دفعه إلى الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبو قرقاص نظير توفير مصدر رزق للعديد من الأسر إلا أن السكة الحديد طالبت الأهالي بإخلاء الأكشاك تمهيدًا لهدمها يوم الثاني من أكتوبر الجارٍ.
تقول حنان أحمد عبد الحميد إحدى المستأجرات: "استأجرت كشك شرق الترعة بمدينة الفكرية بمركز أبو قرقاص منذ عام 1992 ووالدتي مستأجرة منذ الستينات، لكنني لا أعلم حتي الآن المؤجرين تابعين لأي جهة حكومية لمجل المدينة أم السكة الحديد، لافتًا الي أنه تم رفع دعوى قضائية وتبين أننا تابعين لمجلس المدينة إلا أن السكة الحديد بتحاربنا".
وتابعت: "12 مواطن رزقهم الوحيد تلك الأكشاك وإحنا عايزين نمشي صح وبالحلال وهو مصدر رزقي وليس لدي بديل"، متسائلا: "أين أذهب أعمل في البيوت ولا أسرق ولا أعمل إيه"؟، موضحًا: "لو السكة الحديد تريد تأجير هذه الأكشاك لنا تخبرنا ونحن غير ممتنعين لكن تبقي لنا مصدر رزقنا الوحيد وأنا تعبت من الفلوس اللي بدفعها في القضايا والمحاكم، هم بكدة يضطروننا للسرقة وحالتنا المادية تعبانة".
وأردفت عبد الحميد " مديرية التضامن الاجتماعي رفضت منحي معاش تكافل وكرامة لامتلاكي رخصة كشك لكن أين هذا الكشك الذي تهددنا السكة لحديد بإزالته وإحنا بقينا علي البلاط؟، مشيرًة إلى أن زوجها مريض ولا يقدر علي العمل والكشك هو مصدر الرزق الوحيد الذي تمتلكه موترعى به زوجها وتعليم أبنائها بالمدارس.
من جانبها قال محمد فؤاد أحد مستأجري الأكشاك: "بعد أن تخرجت وحصلت علي مؤهل متوسط نفذت مشروع خردوات ورخصت كشك من مجلس مدينة أبو قرقاص وركبت عداد كهرباء إلا أنه بعد ذلك تمت مطالبتي باحضار أوراق من السكة الحديد وسافرت إلى القاهرة وقدمت طلب بـ 150 جنيه لقطع الأرض "الكشك" وأخبروني أنه سيقوم بعمل رسم معاينة للأرض، لافتًا إلى أنه 12 مهندس أجرى رسم معاينة برفقة معاوني الأملاك وجميعهم وأقروا أنني بعيد عن السكة الحديد ولم أحجب الرؤية أو الإشارات الصوتية والضوئية ومعي أوراق بذلك".
واستكمل: أنتظرنا معاوني الاملاك أن تمنحنا العقود لكن لم يمنحونا العقود، لافتًا إلى أننا نقوم بتجديد الرخصة في كل عام ونقوم بدفع جميع الرسوم من نظافة وغيره ولم نتأخر في دفع أي مبالغ وهي لقمة عيشنا الوحيدة إلا أننا فوجئنا بأن السكة الحديد أقامت ضدنا دعوي قضائية إلا أننا حصلنا علي حكم بالبراءة وجاءت خبيرة من السكة الحديد بالمنيا وأقرت أننا بعيد تمامًا عن حرم السكة الحديد وأننا تابعين إلى مجلس المدينة، مشيرًا إلى أننا فوجئنا بصدور قرارات إزالة صادرة من السكة الحديد دون إنذار لنا سوف تنفذ خلال أكتوبر الجارٍ، متسائلًا: "أين نذهب علي الرغم من إننا نمتلك أرواق تثبت حقوقنا إلا لم يتم الاعترف بها"، مطالبًا بتنفيذ حكم البراءة الحاصلين عليه".واستغاث حمدي عبد النبي أحد المتضررين من إزالة الاكشاك بمحافظة المنيا اللواء عصام الدين البديوي بحل الأزمة، مطالبا بتقنين أوضاعهم في هذه الأكشاك مصدر رزقهم الوحيد.