اعلان

قوم يا مصري.. قصة شاب أقعدته قفزة سباحة.. وأوقفته كرة صلاح.. "أنيس" يروي لـ"أهل مصر" لحظات تمنى فيها الموت

هل تذكرون الشاب الذي رقص بعكازه فرحًا بتأهل مصر لكأس العالم، لتعتمد الفيفا صورته كأداة لبعث الأمل في اللعبة، بل هل شاهدتم الشاب القعيد الذي حاول الوقوف على قدميه من شدة فرح الوصول للمونديال فوقع على الأرض.. "أهل مصر" أقتربت من الحالة الثانية وسلطت الضوء على قصتها. 

وعبر السطور التالية نسرد قصة الشاب "أحمد أنيس"، التي أبهرت الجميع وبعثت فينا روح الأمل والتفاؤل، الذي أثبت أن معوقات النجاح تذوب مع الإيمان والإرادة القوية.

أصل الحكايةهو شاب رياضى، عاشق للعب كرة القدم، مثله مثل الآلاف من الشباب في مصر، ليمارس لعبته المفضلة في إحدى الأندية بالقاهرة، بالإضافة إلى هوايته ممارسة لعبة "كمال الأجسام"، وبعد تخرجه من كلية الهندسة، في عام 2008، قسم عمارة، ليبدأ مشواره العملي، ويشق طريقه أملًا منه في تحقيق المزيد من النجاحات مع بداية السطور الأولى في حياته.

مصير مجهولولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، تعود "أحمد" أن يذهب إلى النادي، ويمارس السباحة، وفي هذا اليوم قفز 6 مرات، من على إرتفاع 10 متر، وفي آخر قفزة، كانت اللحظة المشؤمة، بعدما سقط على رأسه في حمام السباحة، مما أدى إلى كسر في الجمجمة والفقرات العنقية وتهتك في الحبل الشوكي، وسبب له شلل رباعي، كل هذا تحت المياه، ومع إقترابه من لفظ أنفاسه الأخيرة، ذهب إليه أحد أصدقائه وأنقذه.

رحلة علاج ليبدأ رحلة علاج على مدار عام ونصف، فقد فيها الكثير سواء على الجانب النفسي، بموت والدته التي مرضت بعدما وجدت نجلها قعيد الفراش، لا يقوي على الحركة، ودموعه لاتفارقه.

عدم الاستسلام لكن بعد الصمت الرهيب، والسكون القاتل، استيقظ "أحمد أنيس" ليقرر عدم الاستسلام، والتخلص من الحزن الذى أصبح مرادفًا له، وبكل من يحبه، ورغم قسوة الحادث، حاول التغلب على نفسه.وفي يده اليسرى، كان لديه فقط إصبعين اثنين قادرين على الحركة، بدأ العودة والعمل من جديد، من خلال الضغط على الكيبورد، والتحكم في القلم، وتحريك الماوس، هذا كان كافى لينجز أرقى التصميمات، الداخلية والخارجية، للمستشفيات والفنادق، والفيلات.

رحلة تحديرغم أنه كان طوال عمره يكتب ويرسم بيده اليمني، مع إصابته، تدرب على العمل بيده اليسرى، لدرجة أنه كان يأتى بكتب إبتدائي، ويقوم بتمربر القلم على النقط، حتي يعطى لمخه التعليمات بأنه أشول.

رخصة القيادةوظل والده مرارًا وتكرارًا، يقوم بتوصيله إلى المستشفي لتلقي العلاج الطبيعي، وإلى العمل، ليقرر "أحمد: تصميم سيارة خاصة به تتناسب مع ظروفه الصحية، حتي يريح والده، ويخفف عن كاهله، ومع العلم بأن قدمه اليسرى، كانت تتحرك بشكل ضعيف، قرر أن يغير مكان دواسة البنزين، من اليمين لليسار، حتى يستطيع قيادة السيارة والتحكم فيها.يقول "أحمد أنيس" من خلال حديثه مع "أهل مصر"، "جاءت علي أيام يئست فيها وتمنيت الموت، لكن الحمدلله ربنا بث في قلبي روح التحدي، ومع قدمي اليسري التي تتحرك بنسبة 10%، راودتني فكرة، نقل الدواسة إلى اليسار، وتدربت جيدًا على القيادة.ورغم كل ما مر به "أنيس": إلا أنه لا يستطيع الحصول على رخصة القيادة، بعد عرضه على الكومسيون الطبي، حرم من رخصة القيادة ليظل على مدار 5 سنوات يقود بدون رخصة، بسبب اللوايح والقوانين، مع تعرضه المستمر لمضايقات المرور التى تنتهي دومًا برأفتهم بحالته، ويتركوه يذهب.

"مريم".. حياتيالزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا، يقول "أحمد" قابلت زوجتى "مريم"، عن طريق صديق لي وزوجته، ولم أكن أتخيل أن يكون هناك شخص سليم يرتبط بشخص معاق، وعندما حاولن أحكي لها عن الحادث، قالت لي: أنت ليس في حاجة للتحدث عن شئ، لأنى أراك سليم 100%، وفخورة بك لأنك تحديت نفسك، لتستطيع أن تقنع كل من حولها وترتبط بي، كانت هي بطلة القصة الحقيقية، هي سنده وأمه وأخته وبنته ورفيقته في كل خطوة وكل حلم وكل يوم حلو ويوم مر.

راحوا الحبايببعدما كانت أمى وأبي هما سندي في الدنيا، توفوا حزنًا على حالى، وأصبحت وحيدًا، "والدى" الذى توفي أيضًا في حادث بعدما صدمته سيارة وهو في طريقه إلي.

اليوم الموعود يوم مبارة المنتخب مع الكونغو، قررت "مريم" أن أن تحصل على تذاكر المباراة، لعلمها القوي بحب زوجها "أحمد" للكورة، لتقف في طابور طويل، حتى تحصل عليها، وأحضروا تشيرتات، وفور دخولهم الاستاد، قال لهم الأمن "لازم تجلس في أماكن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ممنوع تجلس معك، وفصلونا بالفعل، لتذهب هي إلى المدرجات، وأنا أسفل منها، أنظر إليها من آن إلى آخر، أجد دموعها لاتتوقف، لم أعد أتحمل أن أراها هكذا، لذلك فكرت كثيرًا حتى وجدت لواء شرطة طلبت منه السماح لها بالجلوس جواري، وبالفعل كان إنسان محترم، وسمح لها بالحضور، ولما دخل فينا جول، شافت الدموع في عنيه، لتحاول هي بدورها أن تخفف عني بأننا سوف نفوز مازال هناك وقت، وتوقفت عن تشجيع، وهي ظلت تشجع بمنتهي القوة، مع الدعاء يارب النصر النصر، وأحرزنا الهدف وفرحنا، ولم أشعر بنفسي، ونسيت أنى مصاب، وقمت أجري من الفرحة، لأسقط بعدها أرضًا، لتساعدني زوجتى وأحد الأشخاص على النهوض مرة اخري.فرحة بعد عناء 

دموع الفرحة والحزن، كست وجه "مريم" التى كانت دائمًا من

يمد يده لـ"أحمد"، لتكون الزوجة والحبيبة، التى ضربت أروع امثلة،

الإخلاص والوفاء، تساعده دائمًا على النهوض، وتقف بجواره أينما كان ليخيم على

منزلهم الصغير دومًا مشاعر الفرحة والسعادة، ويصبح "أحمد" ماهو عليه في

الوقت الحالى، شاب ناجح، يحب بلده، ويستقبل الحياة بصدر رحب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً