قال الدكتور قصي المعتصم، المحلل السياسي والخبير العسكري العراقي، اليوم الإثنين 16 أكتوبر، إنه للمرة الأولى تتكاتف كل أطياف الشعب العراقي، لإعادة كركوك من أيدي أنصار بارزاني، إلى ما كانت عليه قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتابع المعتصم، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك": هناك إصرار من جانب القوات العراقية على حسم الأزمة في كركوك وإعادتها إلى الدولة العراقية، كما حدث مع باقي الأراضي، التي كان يسيطر عليها التنظيم منذ منتصف عام 2014.
وأضاف المحلل السياسي، "البشمركة وقياداتها تعلم أن مغامرة بارزاني، ليست في مصلحة الشعب الكردي منذ البداية، واحتفلت معه عدد من التيارات السياسية الكبيرة في الإقليم علنا، مثل كتلة التغيير والحزب الإسلامي".
ومضى بقوله، إنه بالقطع ترجم هذا الخلاف على أرض الواقع بعد اتهامات البشمركة لقادة الاتحاد الوطني الكردستاني "حزب الرئيس العراقي الراحل جلال طلباني" بالخيانة، وتسليم مواقعهم في كركوك للجيش العراقي.
ولفت المعتصم، إلى أن أطماع الأكراد بضم كل الأرض التي تم تحريرها من داعش "أمر غير وارد، فقوات البشمركة استلمت كركوك من داعش بدون قتال، والسؤال.. لماذا حدث هذا؟ وهو الأمر الذي سيدخلنا في حسابات أخرى".
وأوضح، أن معظم الأكراد في الوقت الراهن لا يتفقون مع رأي بارزاني بضرورة الانفصال في هذا الظرف، فحلم الدولة الكردية كبير داخل الجميع، ولكن ليس بتلك الطريقة التي قد تفقدهم كل المكاسب التي حصلو عليها في السنوات السابقة.
وأكد، أن الأكراد جزء من الشعب العراقي الرافض لاستقطاع جزء من الأرض العراقية مهما كانت الأسباب، وكركوك غير تابعة للإقليم وهى استراتيجية بالنسبة للعراق، فبها 40 مليون برميل من النفط العراقي و70 مليون متر مكعب من الغاز وفقا للإحصاءات.
واستطرد قائلا: "كان على بارزاني أن يحسب حسابات دقيقة، ولو كان هذا الاستفتاء قبل دخول داعش لكركوك، لربما اختلفت وجهات النظر، وفي اعتقادي أن استفتاء بارزاني انتهي اليوم بعودة كركوك".
وأشار الخبير العراقي، إلى أن بارزاني قام بمقامرة "غير محسوبة"، من أجل كسب تأييد داخل الاقليم، نظرا للوضع غير القانوني له في رئاسة الإقليم، حيث انتهت مدته الرئاسية منذ أكثر من عامين.