الظاهرة "الترامبية" تخترق بكين.. ترامب الصين يتعهد بفضح شركائه وإسقاط النظام

كتب : سها صلاح

في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تصريحات وتصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو أن الصين حصلت أيضًا على نصيبها من الظاهرة الترامبية.

إنه ملياردير متمرد يتعهد بإسقاط النظام من منزله المريح الذي تصل قيمته إلى 68 مليون دولار في نيويورك، ويُصور نفسه على أنه جيفارا رأسمالية المحاسيب الصينية، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأعلن جو وينجوي، قطب العقارات الصيني غريب الأطوار الذي يعيش بالمنفى، في وقتٍ سابق من هذا الشهر أكتوبر، أن "هدفه الوحيد هو تغيير الصين"، وذلك مساء مؤتمرٍ سياسي كبير في بكين، وعد جو ببث الفوضى فيه عن طريق كشف معلوماتٍ مثيرة عن احتيالٍ وغش في قمة هرم السلطة الصينية.

وسيُزاح الستار غدا الأربعاء، عن المؤتمر الـ19 للحزب الشيوعي، ويعد جو، الذي يستخدم أيضاً الاسم مايلز كوك، حتى الآن، أكثر الشخصيات غير الاعتيادية التي تُهدد بإفساد خطط الرئيس شي.

-على خطى ترامب "تويتر" منفذ هجوم

على مدى شهور، ظل إمبراطور العقارات اللامع يُطلِق الكثير من الادعاءات السيئة، وغير المدعمة بالأدلة في كثيرٍ من الأحيان، حول بعض أكثر الشخصيات قوة في موطنه.

فقد قال جو في إحدى هجماته الأخيرة على النظام السياسي الصيني الهش "بكل صراحةٍ ووضوح، إنهم مجموعة صغيرة من رجال المافيا".

والآن، والمؤتمر على وشك الانعقاد، يدعي جو أن لديه المزيد في جعبته، فغرد على موقع تويتر السبت مُهدداً: "هذه مجرد البداية!".

وتفاخر هذا الأسبوع على تويتر قائلاً: "لا أحد بإمكانه التصدي لسعينا من أجل الديمقراطية، والحرية، وسيادة القانون".

-الأكثر فساداً

وادعى في مقالٍ كتبه بصحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي أن الصين قد أصبحت "الدولة الأكثر فساداً، واستبداداً، ووحشيةً في العالم، باستثناء كوريا الشمالية".

وهو الوحيد، إلى جانب مضيفيه الأميركيين، الذي يمكنه إنقاذها من "الاستبداد والهمجية"، حسب قوله.

جمع جو ثروته كمطورٍ عقاري صاحب دهاءٍ سياسي، ساعدته اتصالاته المرموقة مع كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني على الحصول على مجموعةٍ من المشروعات المُربِحة.

وبقدوم عام 2014، كان غو في المرتبة الـ74 ضمن قائمة أغنياء الصين، مع ثروةٍ تقدر بنحو 1.77 مليار جنيه إسترليني (2.35 مليار دولار) وفقاً لقائمةٍ لكبار ذوي الشأن الصينيين.

-أسباب انشقاقه

ووفقاً لروايته، فر جو إلى الولايات المتحدة في عام 2014، بعدما اكتشف أن السلطات كانت على وشك اعتقاله كجزءٍ من حرب الرئيس شي على الفساد، ولاحقاً انتقل إلى شقةٍ فاخرة بالطابق الـ18 في فندق شيري نيذرلاند بمانهاتن، تُطل على حديقة سنترال بارك.

وتبلغ مساحة مسكنه 16 ألف قدم مربع (1486.5 متر مربع تقريباً)، وأثاثه يتضمن نجف كريستالي، وأثاثاً يعود لملك فرنسا لويس السادس عشر، ونموذجاً لجسر لندن مُركَّباً من مكعبات الليجو.

من هذا المسكن، أطلق جو حملته الغامضة المليئة بالرموز التعبيرية "الإيموجي" على الإنترنت ضد فساد الحزب الشيوعي.

وانتقد جو، في البث على الإنترنت، والمقابلات الصحفية، وتغريداته لـ449 ألفاً من متابعيه على تويتر، خداع الحزب بشدة، وتباهى في الوقت نفسه بثروته وقدرته على جذب الأفراد والشخصيات.

-اليد اليمنى للرئيس

وكان هدف جو الأساسي في حملته هو وانج كيشان، اليد اليمنى للرئيس الصيني شي في حربه على الفساد، والذي يتهم غو أسرته بأنها تمتلك حصةً سرية في مجموعة "HNA"، وهي تكتُّل صيني بقيمة 53 مليار دولار يشتهر ببراعته في عقد الصفقات.

-محاولات للاغتيال

وفي الوقت نفسه، يدعي إمبراطور العقارات الذي يميل إلى المبالغة، أنه عانى "عدة محاولات اختطاف واغتيال لم يسبق لها مثيل في آخر 100 سنة من التاريخ الصيني" في أثناء وجوده بالولايات المتحدة، وقد طلب اللجوء الشهر الماضي (سبتمبر)2017، مُدعياً أن سلامته في خطر بسبب وضعيته كـ"معارضٍ سياسي للنظام الصيني".

-الرجل الثري أختطف المعارضة

ولا يثير جو قلق الحكومة الصينية فقط، ولكن هناك قلق أيضاً في صفوف المعارضين الصينيين المقيمين بالولايات المتحدة، والذين يعتقدون أنَّ هذا الرجل الثري قد اختطف قضيتهم في محاولةٍ للنجاة بنفسه.

وقال ون يون شاو، وهو ناشطٌ مقيم في نيويورك، إن محاولات غو التظاهر بكونه ناشطاً أمر مثير للغضب، ويشك الكثيرون في كونها حيلة لمساعدته في الحصول على اللجوء، وأضاف: "تواطأ غو كرجل أعمال مع الحكومة الصينية. وكل قرش حصل عليه يقطر دماً".

وأضاف "جو ليس مدافعاً عن حقوق الإنسان، إنه يفعل ما يفعله ببساطةٍ من أجل نفسه ومن أجل أسرته، وأصدقائه، وممتلكاته،هذا هو ما في الأمر".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً