كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً عن دراسة بحثية جديدة فسرت أسباب سقوط مصر القديمة،وقالت الصحيفة أن الدراسة قد تعيد تمامًا تشكيل المفهوم ،التقليدي حول تأثير التغير المناخي على المجتمعات الأولية.
وقالت الدراسة البحثية أن مصر القديمة ربما انهارت بسبب الاضطرابات التي سببها التغير المناخي والبراكين.
الدراسة المذكورة ترسم صورة لحضارة قديمة مزقتها موجات الجفاف والكوارث.
وبحث القائمون على تنفيذ الدراسة في تأثير الأحداث القاسية التي ضربت مصر القديمة، وخلصت إلى أنها سببت توترات في اقتصادها، وقللت قدرتها على خوض الحروب.يذكر أن حوالي 70 % من العالم يعيشون حاليًا في مناطق تعتمد على الرياح الموسمية لإنتاج المحاصيل، وقد يصبحون ضحايا لنفس المشكلات التي عانت منها الحضارة القديمة.واستغل الباحثون مجموعة متنوعة من الإحصائيات الناجمة عن علم المناخ المعاصر جنبا إلى جنب مع الأوصاف التي أدرجتها الكتب القديمة من أجل استكشاف الطريقة التي ضربت بها الثورات البركانية التدفق النهري من النيل، مما قلص من ذروة الفيضانات الصيفية التي اعتمد عليها المصريون في زراعتهم.وربما أدى ذلك إلى موجات من الجفاف والمجاعة أحدثت في نهاية المطاف اضطرابات وتغييرات سياسية واقتصادية.
واهتم القائمون على الدراسة بالتأريخ الزمني للأحداث للفهم التفصيلي للوقائع التاريخية المرتبطة بحقبة مصر القديمة، مع شرح أسباب اندلاع اضطرابات اجتماعية في أوقات معينة.وكان نهر النيل يمثل أهمية بالغة للمصريين القدماء في عهد البطالمة في الفترة بين 350- 30 قبل الميلاد.
وفي كل عام، كانت الأمطار الموسمية تجلب فيضانا صيفيا يساعد على نمو المحاصيل ودعم المجتمع.وعندما تلفت المحاصيل، بدأت الاضطرابات المجتمعية في الاندلاع.وأنتهت الدراسة إلى أن الأنشطة البركانية تسببت في تغير مناخي مما أحدث إرباكاً لمناطق رئيسية من المجتمع.
من جانبه قال قائد الدراسة جوزيف مانينج أن المصريون القدماء كانوا يعتمدون بشكل حصري تقريبًا على الفيضان الصيفي الذي يجلبه الرياح الموسمية في شرق إفريقيا، من أجل نمو المحاصيل.
وتابع في السنوات التي اندلعت فيها الثورات البركانية، كانت فيضانات النيل تتضاءل، مما تسبب في حدوث توتر مجتمعي كان من شأنه أن يحفز الاضطرابات وارتبط بعديد من العواقب السياسية والاقتصادية.