"هي مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة".. هذا هو الوصف الأمثل لمدينة العلمين الجديدة، حلم المصريين على الساحل الشمالي، وإنجاز عظيم يعكس قدرة الشعب المصرى على تحدى الصعاب وتحقيق حلم التنمية وبناء حضارة جديدة لمصر المستقبل.ومن المقرر أن يضع الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا السبت، حجر الأساس لمدينة العلمين الجديدة، بحضور ومشاركة ممثلى 50 دولة أجنبية وعربية، وعدد من الوزراء، وقائدي المنطقتين الشمالية والغربية العسكريتين، ومساعد أول وزير الداخلية لمنطقة غرب الدلتا، ومحافظ ومدير أمن مطروح، كما تشهد العلمين فعاليات الاحتفال باليوبيل الماسى للذكرى الـ75 لمعركة العلمين التى وقعت أحداثها أثناء الحرب العالمية الثانية.وفي رحلة استغرقت أكثر من ساعتين على طريق "الإسكندرية - مطروح"، انتقلت "أهل مصر" إلى مدينة العلمين الجديدة لنقل الصورة الحقيقة لتلك المدينة الساحرة التي تقع علي شاطئ البحر المتوسط وتزينه.ورغم مشقة الرحلة التي استغرقت بضع ساعات، إلا أن حجم الإنجازات والمجهودات المبهرة ترفع هذه المشقة وهذا العناء، فما أن تقترب من الوصول إلي المدينة الجديدة إلا ويزداد فضولك وأخذ خيالك يسابق الزمن حول شكلها ومعالمها.- خلية نحل من العمال:
وعلي بُعد 100 متر من الشاطئ تظهر بدايات المدينة الجديدة حيث الممشي السياحي والذي تم الانتهاء من بناء 750 متر منه، وهو مصمم وفق أحدث الأساليب العالمية، وما أن تطأ قدمك داخل المدينة الجديدة إلا وتفاجأ بخلية نحل تعمل سواء العمال أو الآلات أو الأوناش من أجل تنفيذ المهمة بنجاح، فالعمال منتشرون في كل مناحي المدينة، وسط أجواء من التفاؤل والنظرة الإيجابية للمستقبل، روح فريق العمل تسيطر علي وجدان الجميع، تشعر كأنك داخل ملحمة وطنية، وإرادة سياسية قوية.وتجولت كاميرا "أهل مصر" وسط أبطال كتيبة الكفاح من العمال والفنيين، جاءوا من كل مكان في أنحاء الجمهورية ليرسموا صورا كانت حلما في خيال كل مصري، ليكون لهؤلاء الجنود الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة ما أرادوه وهو تحويل هذا الحلم إلي حقيقة.- حدود المدينة:
وتوجد المدينة الجديدة ملاصقة للمدينة القائمة حاليًا، وتمتد حتى حدود قرية "سيدى عبدالرحمن" غربًا، وحتى امتداد "ترعة الحمام" جنوبًا، يحد المدينة البحر المتوسط من الشمال، ويمتد عمق منطقة الدراسة لها في حدود 70 كيلومترًا حتى "منخفض القطارة"، وتنقسم إلى قطعتين رئيسيتين؛ الأولى مساحتها نحو 7 آلاف فدان، وتسمى القطعة الشاطئية، وهى محصورة بين الطريق الدولي (مطروح – الإسكندرية)، وشاطئ البحر المتوسط، وحدودها قرية "مارينا" شرقًا، وحتى "ميناء الحمراء" في "سيدي عبدالرحمن" غربًا، أما القطعة الجنوبية فتقع إلى الجنوب من الطريق الدولي، وتبلغ مساحتها نحو 41 ألف فدان.من جانبه يوضح المهندس محمد سعد، مدير عام التنفيذ بجهاز مدينة العلمين الجديدة، في حديثه لـ"أهل مصر"، أن إجمالي مساحة المدينة 48 ألف فدان، وتصل مساحة المرحلة الأولي 8 آلاف فدان، وهي عبارة عن مدينة سكنية متكاملة ومشروع ضخم للغاية وتنافس أحدث المدن العالمية.وأضاف "سعد"، أنه يتم حاليا إنشاء المنطقة الشاطئية وتصل مساحتها 140 فدان، وتم البدء في إنشاء الممشي الشاطئي فيها والذي أمر به الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ليكون هناك مكان ومتنفس للشعب المصري - بمختلف فئاته دون تفرقة بين غني وفقير - من الذين لم يتمكنوا من الحصول علي وحدات سكنية داخل القري السياحية المغلقة المحاطة بأسوارها علي طول الساحل الشمالي، مضيفا أنه وفقا لتعليمات الرئيس أن يكون المكان متاح لعامة الشعب للتمتع بمياه البحر والجو الساحلي.- 15 برج سكني:
وأشار مدير عام التنفيذ، إلى أن هناك ممشى شاطئي يجري إنشاؤه ويصل طوله 14 كيلو متر علي أعلي طراز وأحدث الأساليب العالمية، وهو أيضا مخصص لكافة فئات الشعب للاستمتاع وقضاء أفضل الأوقات، وسيتم إنشاء "مساطب" ليجلس المواطنون عليها، فضلا عن إقامة جراجات للسيارات، مشيرا إلي أنه تم الانتهاء من إنشاء 750 متر من الممشي ويتم الآن العمل علي استكماله.وأكد "سعد"، أنه خلال عام فقط سيتم الانتهاء من 7 كيلو متر من الممشي ومن المقرر أن يتم افتتاحه في "شم النسيم" القادم، وهذا الممشي سيكون مفتوح للجمهور، وسيتم إنشاء غرف خلع للملابس وملاعب كرة قدم وملاعب كرة طائرة وسلة، وتوفير جميع وسائل الترفيه للمواطنين.وأضاف المدير العام، أنه تم بدء العمل في إنشاء 15 برج سكني يتراوح ارتفاعهم من 38 دور إلي 42 دور على نفس المنطقة الشاطئية أيضا، موضحا أنه يتم حاليا إنشاء "الخوازيق" للأبراج، حيث تستغرق أعمال الأساسات والإنشاءات تحت الأرض وقتا طويلا نظرا لأن طبيعة التربة هناك تحتاج أولا إلي مجهود كبير لعمل عملية إحلال وتدعيم لها حتي تستطيع الشركات المنفذة العمل والبناء عليها.وأشار إلي أن حجم الاستثمارات التي عُرضت حتي الآن حوالي 28 مليار جنيه وذلك في المرحلة الأولي فقط التي يتم إنشائها حاليا، وهناك العديد من الطلبات المقدمة من جانب المستثمرين لإنشاء فنادق داخل المدينة، فهناك شركة أمريكية عرضت إنشاء 3 فنادق نظام 7 نجوم، وهناك شركة أخري أخذت 350 فدان وتُجهز حاليا لبدء العمل عليهم.- إنشاء مقر للرئاسة:
وتابع المدير العام، أن هناك أيضا مقر للرئاسة يتم إنشاؤه، حيث تم الانتهاء من الهيكل الخرساني وتم البدء في تشطيب المباني الخاصة به، كما تم الانتهاء أيضا من بناء الهيكل الخرساني لمقر رئاسة الوزراء وسيتم البدء في مرحلة تشطيبه.وأوضح أن المنطقة القبلية للمدينة تم إنشاء وحدات سكنية فيها للشباب يبلغ عددها 1920 وحدة جميعها جاهزة حاليا للتسليم، حيث تم الانتهاء منها بشكل تام ولم يتبقي سوي تشطيبات للوحدات من الداخل مثل أعمال الديكور والتشطيبات النهائية، وتم الانتهاء من تركيب "السيراميك، وأدوات النجارة والسباكة، وتوصيل الكهرباء"، ووفقا للنظام المتبع ستكون الوحدات متاحة بعد أن يتم طرحها مباشرة، وهي متاحة لجميع الشباب علي مستوي الجمهورية.وقال "سعد"، إن مدينة العلمين الجديدة هي مدينة متكاملة مثل مدينة الإسكندرية تحتوي علي مستشفيات ومدارس وأندية وقاعة مؤتمرات عالمية وكل ما هو متوفر في أحدث المدن يتم إنشاؤه داخل المدينة حاليا، حيث الرسومات الهندسية جاهزة والشركات المنفذة متوفرة وستبدأ تنفيذها، لافتا إلي أن المرصود للمدينة حاليا هو إنشاء البنية الأساسية وهناك أمر الإسناد الخاص بشركة المقاولون العرب وهناك أيضا العديد من شركات القطاع العام تعمل في إنشاء البنية الأساسية.- 7 شركات تنفذ الأبراج السكنية:
ولفت إلي أن هناك 7 شركات قائمة على تنفيذ إنشاء الأبراج السكنية، و4 شركات قطاع عام تعمل في إنشاء البنية الأساسية والمرافق، وذلك في المرحلة المؤقتة الحالية فقط، هذا بخلاف عدد كبير جدا من المستثمرين المتكالبين لإنشاء مشاريع بالمدينة من دول الخليج والسعودية وأمريكا وأوروبا وغيره، وجميعها تم تخطيطها ودراستها.وأكد مدير عام التنفيذ، أن هذه مدينة العلمين الجديدة ستكون بمثابة "فتحة خير علي مصر" وأحد أسباب نهوضها، ويتضح ذلك من خلال حجم الاستثمارات المتواجدة، والتي ستوفر الآلاف من فرص العمل للشباب والأجيال القادمة.وأضاف أن الرئيس السيسي سيضع حجر الأساس للمدينة خلال احتفالية افتتاح مدينة العلمين الجديدة، المقرر إقامتها ٢١ أكتوبر الحالى، بمناسبة مرور ٧٥ عامًا على معركة العلمين، بحضور كبار المسؤولين من عدد من الدول المختلفة.وأكد أن هناك الآلاف من فرص العمل المتوفرة للشباب بمدينة العلمين الجديدة حاليا، حيث يوجد نقص في العمالة والموظفين في منطقة الممشي الشاطئي ومنطقة الأبراج التي يتم إنشاؤها لاستكمال المشروعات.وبعث "سعد"، برسالة طمأنة للشباب، قائلا: "بلدكم في إيد أمينة والقائمين عليها يعملون علي توفير مجالات وفرص عمل لكم، ودعكم من الجلوس علي المقاهي والكافيتريات فهناك الآلاف من فرص العمل متوفرة حاليا في مدينة العلمين الجديدة لمن يريد أن يعمل، ولكن لا يأتي شاب ليطلب العمل مديرا يجلس علي مكتبه ويتقاضي 20 ألف جنيه أو 10 ألاف جنيه راتب شهري، ولكن يجب أن يبدأ من نقطة الصفر ويضع قدمه علي درجات السلم وينطلق نحو تحقيق هدفه".وتابع بأن الشباب هم زهرة مصر وعليهم ألا ينساقوا وراء الأفكار السامة التي يبثها داخلهم أصحاب القلوب والنوايا السيئة الذين لا يريدون استقرارا لهذا البلد، فمصر بخير وتسير علي الطريق الصحيح، مؤكدا أنهم سيجنوا ثمار تلك المشروعات العملاقة والإنجازات في القريب العاجل وسيشعرون بها ويرونها بأنفسهم.