خرافات شعبية يتداولها البسطاء والعامة من المجتمع الفيومي، لمسمى واداي الريان والحيتان التي يقطنها الكائنات البحرية العجيبة والفقريات على جوف الصحراء، لدرجة أن هناك من يطلق على هذا الوادى (وادى المساخيط). وعموما وادى الحيتان أو جهنم أو المساخيط هو صندوق العجائب الذى ربما تكشف الأيام الكثير من كنوزه وخباياه، حيث أوضحت أن هذه الكائنات هى بقايا لمجتمعات وأقوام متجبرة سخطها الله وخسف بهم الأرض وترك سبحانه وتعالى هذه الشواهد لتدل عليهم ومؤكد أن سنة هذه التفسيرات هو الأساطير.
قال الدكتور نبيل حنظل " الخبير والمستشار السياحي والإستراتيجي لمحافظة الفيوم في تصريح خاص لـ" أهل مصر "، إن حادث الواحات الدامي الذي نشب أول أمس الجمعة، لم يكن في حدود وزمام وادي الحيتان بمحافظة الفيوم، ولكن هي بالصحراء الموازية لوادي الحيتان والريان ولكنها بالقرب منها، حيث أن صحراء الجيزة تأخذ شكلا طوليا ملاصق لصحراء الفيوم، وصحراء الفيوم صحراء مفتوحة بها طرق مؤدية إلى محافظات القاهرة والجيزة وللصحراء الغربية " صحراء ليبيا "، بالإضافة إلى الطريق المؤدي للوحات الغربية والذى يقدر بحوالي 150 كيلو متر من المدق المنشأ بعد.
وتابع " حنظل "، منطقة وادي الحيتان عمرها يقدر بحوالي 40 مليون سنة، وإقامة المدقات كي يسهل على الزوار الوصول لمناطق الحفريات الموجودة بها الآن، خشية من تضليل الطريق الصحيح، فمنطقة وادي الريان لا يعبر بجول بها ويتفقدها سوى الزوار ومسئولي البيئة، كونه طريقا داخليا بداخل المحمية، فلم تحدث من قبل فى هذه المنطقة أي تردد أمني وماشبه، وماحدث بهذه المنطقة في حدود الجيزة وليس الفيوم، موضحا بأن صحراء الجيزة تأخذ شكلا طوليا ملاصق لصحراء الفيوم، مشيرا بأنه لم تكن هناك أي أحدث سوى أزمة شق طريق خاص للدير المنحوت بصحراء وادي الريان والحيتان التابعة لمركز يوسف الصديق.
وذكر " حنظل "، أن هذه النكبة الأليمة تحدث لأول مرة في تاريخ الفيوم، علما بأن صحراء الجيزة والقاهرة والواحات صحراء مفتوحة فيسهل على البؤر الإرهابية التمركز بها، وهي قريبة من الصحراء المحيطة في الفيوم ويسهل الدخول بها من الصحراء الغربية، بدليل أن العديد من أهالي الفيوم يشقون طريقا من داخل الصحراء للسفر وهروب البعض إلى دولة ليبيا ومنها حتى الآن وهو الهجرة غير الشرعية من خلال العبور من الصحراء الغربية للفيوم، مشيرا إلى أن الجيش والدولة تحاول منع هذه الظاهرة التي أودت بحياة الآخرين سواء بالقبض عليهم أو بموتهم.
وأوضح " حنظل "، بأنه كان من المخطط شق طريق من وادي الريان ليصل إلى الإسكندرية، وهو بمثابة حلقة وصل بين الفيوم والإسكندرية والقاهرة، ومن ثم تطور المشروع إلى فكرة طرحها لدكتور فاروق الباز، ليبدأ من الإسكندرية ليصل إلى أسوان، وكانت فكرته تحت الإنشاء ولم تنشأ بعد، ساردا لبداية المشروع سنة 1972 في عهد الدكتور محمود عبد الأخر محافظ الفيوم الأسبق، حيث شاركت بأول بعثة استكشافية ترأسها المحافظ وقت إذن والمستشار العسكري وبعض المسئولين بذاك الوقت، وكانت البعثة بدايتها من الفيوم حتى وادي الريان مارة بالإسكندرية وذلك لإنشاء طريق مباشر من الفيوم للإسكندرية لاختصار المسافة لـ150 كيلو متر، ولكن لم يتم الشروع سوى فى مدقات بالصحراء للمارة.
وأوضح الخبير الإستراتيجي للمحافظة، أن ما تشهده منطقة وادي الريان والحيتان من استثمارات بالفترة الماضية والتي أعلن عنها المهندس إبراهيم محلب وافتتاح الكثير من المشروعات على طرفي الطريق المؤدي إلى وادي الريان والحيتان، بمثابة رواج تنموي واستثماري وخدمة الطريق والهدف منها توليد عناصر هامة كالسياحة والمشروعات التنموية الهامة، حيث يشكل تنمية للدولة وطفرة هائلة، مؤكدا أن التعمير يطرد الإرهاب.
وأضاف " حنظل "، من الممكن أن تتسبب هذه المعلومات الغير متزنة لصحة الموقع الجغرافي والضبابيه لحقيقة الأمر وإلصاق تهمة الإرهاب بالفيوم، يكون طارد للسياحة داخل المحافظة، مشيرًا إلى أن ماحدث بصحراء قريبة من صحراء الفيوم، كونه طريق خاوي بلا تنمية أو منشئات ولا حياة به، فهناك طريق دائري جديد ينشأ وتحيطها صحراء الفيوم.
جير بالذكر أن وادي الحيتان منطقة تراث عالمي تقع منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالي 4 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفًا مفتوحًا كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة.
وترجع أهمية وادى الحيتان لانه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالإنقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها. ومن النباتات البرية مثل: الأتل - الرطريط الأبيض - العاقول - السمار - الغاب - البوص - الغردق - الحلفا وغيرها.