مواطن مستغيثًا بـ"السيسي" في الإسكندرية:"موتوا أمي وطردوني وبيهدوا شقتي" (فيديو وصور)

"أبوس إيدك مش لاقي حد يقف جنبي.. كل حاجة راحت وبيهدوا بيتي وكسروا شقتي.. وتسببوا في وفاة أمي.. واستخدموا نفوذهم في استخراج ترخيص هدم البيت وأنا ساكن فيه"، بدموع تتخللها الحسرة ووجه شاحب يبدو عليه سمات الضعف والإنكسار، استهل نادر عبد الرحمن سليم، مدرس لغة إنجليزية، يقطن بمنطقة المندرة بحري بشرق الإسكندرية، قصته المأساوية بعد أن تعرض للظلم والتعذيب على يد مقاول استخدم نفوذه وكافة أنواع البلطجة والتعذيب، في فرض جبروته عليه والاستيلاء على شقته لهدم المنزل بالكامل وبناء برج سكني مكانه عنوة، بحسب حديثه.

واستكمل "نادر" حديثه: "أقمت فترة في أمريكا للعمل هناك ثم رجعت إلي مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 للعيش إلى جانب والدتي في شقتي التي ورثتها عن والدي بالعقار رقم 23 شارع إدريس بالمندرة بحري، وكنت أعيش في حالي دون اختلاط بأحد من أهالي المنطقة، وكان هناك مجموعة من المقاولين يدعو "م. ش" و"م. م" و"ح. ح" و"أ. ج" و"ق. ال" قاموا بشراء عقار مقابل لمسكني وبنوا مكانه برجا سكنيا، وفوجئت بهم يعترضون طريقي وأخذوا يمارسون ضغوطا شديدة ضدي للتنازل عن شقتي عنوة حتي يتمكنوا من هدم العقار المتواجد به الشقة لإقامة برج سكني جديد مكانه بالاشتراك مع صاحب العقار".

وأضاف أن هؤلاء المقاولون قاموا بدفع عدد من الأشخاص التابعين لهم لاعتراض طريقه وتعقبه أثناء سيره وتهديده من خلال الأسلحة البيضاء، مضيفا أن العقار لا يوجد فيه سوي 4 شقق شاغلة بالسكان، وأنه رفض بيع شقته للمقاولين وهو سعيد بإقامته فيها، إلا أنهم اتجهوا مباشرة إلي استخدام أسلوب التهديد والوعيد معه، حيث قاموا بتهديده بهدم المنزل فوقه، وبثوا الزعر والخوف في قلبه هو ووالدته، ولم تتحمل والدته الأمر حتي توفتها المنية، قائلا: "أنا مش مصدق إن مصر فيها ناس كده".

وتابع أنه تم الاعتداء عليه عدة مرات من قبل المقاول ورجالهم أثناء قيادته سيارته، حيث فوجئ بإثنين منهم ذات مرة يخرجونه من سيارته عنوة واعتدوا عليه بالضرب والسب وقام أحدهم بإلفاق تهمة له حيث قام باستقلال سيارته وإحداث إصابة في جسده عبارة عن جرح قطعي مستخدما سلاح أبيض "مطواه" داخل سيارته، وقاموا بتكبيل يديه وذهبوا به إلي نقطة شرطة المندرة بعد أن سرقوا سيارته وقاموا باتهامه بالاعتداء عليهم وإحداث إصابة لأحدهم بجرح قطعي، مضيفا: "كانوا للأسف متفقين مع نقطة الشرطة وتم حبسي للعرض علي النيابة بتهمة لم أفعلها وعندما عُرضت علي وكيل النيابة قالي إنت صعبان عليّا بس مش عارف أعملك إيه وقرر الإفراج عنه وتم عرضي علي قسم الشرطة مرة أخري وعندما علم المقاول بخبر الإفراج قام بإلصاق تهمة أخري لي من خلال تزوير إيصال أمانة بقيمة 140 ألف جنيه واتهامات كيدية وتم حبسه مجددا لمدة 5 أيام ثم تم الإفراج عنه.

واستطرد: أن بعض أشقائه قد تضامنوا مع المقاولين للانتفاع من ورائهم وفوجئ بهم يرغمونه بالتوقيع علي عقد إقرار بالتنازل عن الشقة بحجة أن المقاولين ورجالهم لن يتركوه حتي يوقّع علي التنازل وإلا سيلفقون له تُهما جديدة وحبسه، مشيرًا إلى أنه قام بتحرير أكثر من 22 محضر بعدم التعرض له ولممتلكاته ولوالدته إلا أنه دون جدوي، ومنذ أن علموا بذلك قاموا أيضا بتحرير عدة محاضر كيدية ضده.

ولم يكن يعلم المواطن المسكين الذي ظن أنه يعيش في مجتمع مثالي لا ظلم فيه بعد أن قضي بضع سنوات في أمريكا، يخضع لقوانينها الخاصة وجُبِل عليها، أن طبيعة الحياة المجتمعية تختلف من مكان لآخر، إلا أن نقيب المحامين بشرق لخص له الواقع محاولا ابتزازه، قائلا: "مفيش حاجة اسمها قانون.. القانون ده إحنا اللي بنفصله علي مزاجنا، وانسي المجتمع الأمريكي الذي كنت تعيش فيه، هنا لا يوجد قانون أو شئ"، بحسب حديث المواطن.

ويوضح نادر، الأمر بأنه قام بتوكيل محام يدعي "ص. ال" للدفاع عنه والتمكن من الحصول علي حقه، فأقنعه المحامي بأن أسرع طريقة لحل مشكلته أن يذهب إلي نقيب المحامين بشرق المحافظة "ال. م. ال"، بحجة أنه علي علاقة قوية بمدير الأمن وسيساعده في حل مشكلته، فذهب إلي النقيب ليطلب مساعدته، ولم يوكّله بعد للدفاع عنه، فطلب منه النقيب عقد الشقة الأصلي، فعرض عليه بأن يعطيه صورة للعقد وليس الأصل فرفض النقيب، وعندما سأله عن السبب قال بأن ذلك ليبلغ مدير الأمن أن هناك صلة قرابة بينهم وطلب منه بالعودة بعد يومين لأخذ العقد الأصلي منه.

وأضاف أنه عندما ذهب إلي النقيب لأخذ العقد الأصلي بعد أن نصحه أحد أصدقائه بتسجيل الحوار الذي سيدور بينه وبين النقيب خلال مقابلته وذلك من خلال هاتفه المحمول لأنه يشك في صدق حديثه، وبالفعل قام بتسجيل ما تم بينه وبين النقيب، حيث فوجئ بنقيب محامي شرق ينحاز للمقاولين وطلب منه دفع 30 ألف جنيه له لكي يعطيه العقد، مضيفا: "قلت للنقيب أنني تركته لك علي سبيل الأمانة فكيف تطلب ذلك وأنت نقيب المحامين فرد النقيب قائلا: مفيش حاجة اسمها قانون.. القانون ده إحنا اللي بنفصله علي مزاجنا، وانسي المجتمع الأمريكي اللي كنت عايش فيه، هنا لا يوجد قانون أو شئ"، الأمر الذي أصابني بذهول شديد ولم أتمكن من الحصول علي عقد الشقة حتي الآن".

وحصلت "أهل مصر" علي "التسجيل الصوتي" الذي يوضح الحوار الذي دار بين المواطن ونقيب محامين شرق.

وبدموع منهمرة، استكمل نادر حديثه: "أنا نزلت من أمريكا لأعيش بجانب والدتي، واتوفت من أسبوعين بسبب حالة الرعب والخوف والإرهاب الذي يحيط بهم بسبب المقاول ورجاله، لدرجة إني مش مصدق إن مصر فيها ناس كده، أنا أمي ماتت ومش عارف أستخرج شهادة وفاة لها بسبب وجود أوراقها داخل الشقة، والمقاول أغلق باب العمارة بالسلاسل الحديدية ومنعني من الاقتراب من شقتي، وقالولي روح لرئيس الجمهورية يدخلك شقتك لو انت راجل".

وفوجئ المواطن بشروع المقاولين، أمس الخميس، في هدم العقار بما فيه شقته ويحمل ترخيصا صادرا من حي المنتزة ثان بالهدم، الأمر الذي وقع عليه كالصاعقة حيث أنه مازل يمتلك الشقة ولم يتنازل عنها أو يبيعها بالإضافة إلي تواجد جميع متعلقاته والأدوات المنزلية داخل الشقة، مما يعد هذا الترخيص مخالفا للقانون، متسائلا كيف حصل المقاول علي ترخيص بالهدم من قِبل الحي، مضيفا أن هذا الترخيص الذي أصدره الحي يشوبه العديد من الشبهات ويظهر فساد واضح داخل الحي، لافتا إلي أنه استغاث بجميع الجهات المعنية المسؤولة بالمحافظة إلا أنه لم يغيثه أحد.

واستغاث "نادر" بالرئيس السيسي قائلا: "أنا بستغيث بالرئيس ليحل مشكلتي فأنا أعلم أنه أب لكل المصريين ولن يتخلَّي عنّي وعارف إن مصر لسة فيها ناس كويسة، فلقد طرقت كل الأبواب ولكن دون جدوي، واستغثت بالشرطة قالولي "إحنا مش بودي جاردات"، وعملت محاضر وبلاغات لقطاع حقوق الإنسان بمديرية الأمن وللمحامي العام وأرسلت فاكسات لرئيس الوزراء ولم أترك باب قانوني إلا وطرقته.. بيتي بيتهدم وأمي ماتت ومليش مكان بديل أعيش فيه وكل ده علشان ماليش ظهر يحميني ويجيبلي حقي".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً