كشف تقرير حديث أن كبرى شركات النفط في العالم تتجه إلى إتمام صفقات عديدة في قطاع الطاقة النظيفة؛ نتيجة ضغوط بشأن تنويع أنشطتها وبالتزامن مع تسارع النمو في التكنولوجيات الخضراء.
ويوضح تقرير نشرته مؤسسة "بلومبيرج نيو إنرجي فينانس" لأبحاث الطاقة، الثلاثاء، أن الشركات الرئيسية للنفط زادت عدد عمليات الاستحواذ والاستثمارات بأكثر من الضعف لتصل إلى 44 عملية خلال عام 2016 مقارنة بـ21 في العام السابق له.
وخلال الـ15 عامًا الماضية نفذت شركات النفط الكبرى 428 صفقة، كما خصصت 6.2 مليار دولار للاستثمار في شركات الطاقة النظيفة، وفقًا للتقرير.
ويشير التقرير إلى أن المبالغ التي تنفقها الشركات الكبرى سنويًا على الطاقة النظيفة لاتزال تمثل جزءًا من الأموال المستثمرة في النفط الخام، ما يعني أن مستثمري النفط حول العالم يركزون على أعمالهم الأساسية بصورة أكبر، فمثلًا خصصت شركة "رويال شل داتش" العالمية مبلغ 25 مليار دولار هذا العام لتغطية النفقات الاستثمارية.
وكانت صناعة الطاقة النظيفة قد جذبت حوالي 290 مليار دولار خلال عام 2016.
ووفقًا للتقرير، فإن الطاقة الشمسية جاءت الأعلى في حجم صفقات شركات النفط الكبرى، في حين جاءت الرياح في المرتبة الثانية من حيث حجم الصفقات، مدفوعة ببدء الاستثمار في مشاريع الرياح البحرية، حيث تتطلع الشركات للاستفادة من معرفتها الفنية في استخراج الوقود الأحفوري من قاع البحر لتثبيت التوربينات في مناخات قاسية مشابهة.
ويرى التقرير أن الشركات النفطية العالمية تميل للاستثمار في مشاريع الرياح البحرية ذات الأرباح المرتفعة، حيث تمتلك "شل" حصة في مشاريع الرياح ببحر الشمال الهولندي في منطقة "بروسيل".
وتظهر البيانات أن الاهتمام بالوقود الحيوي في طريقه للانخفاض، حيث بلغ عدد الصفقات فيه "صفر" في عام 2017، بعد انكماش الاستثمار في القطاع نتيجة انهيار أسعار النفط الذي بدأ في منتصف عام 2014.
وتهاوت أسعار النفط من مستوى 115 دولارًا في مننتصف عام 2014 إلى أقل من 60 دولارًا في الوقت الحالي.
ويرتبط الوقود الحيوي بأسعار النفط، حيث يصل إلى قمة الانتعاش حال ارتفاع الأسعار، والعكس صحيح.
ويذكر التقرير أن ثاني أكبر شركة للنفط والغاز "توتال" قد نفذت أكبر عدد من عمليات الاستحواذ والمشاريع المشتركة مع شركات الطاقة النظيفة، بدعم شرائها حصة الأغلبية في شركة "صن باور" عام 2011، إضافة إلى شراء حصة في مجموعة صانع البطاريات "سافت" العام الماضي.
وتحولت الصفقات الاستثمارية لشركات النفط الكبرى نحو تخزين الطاقة والتكنولوجيا الرقمية، رغم أن هذا التحول لا يزال عند مستويات "ناشئة"، بحسب التقرير.
ويقول أحد المحللين المشاركين في التقرير "ريتشارد تشاترتون" إن شركات النفط العالمية تحدد الفرص والخبرات، لتقوم بالاستثمار على نطاق واسع عندما تجد فرصة تجارية واضحة.