تجددت سلسلة فضائح قطب هوليوود، هارفي واينستين، الذي ثبت عليه التلبس في وقائع تحرش كثيرة بنجمات عالميات وممثلا شهيرات، الأمر الذي دعا إلى إطلاق لفظ "متحرش هولويد" عليه.
الحديث عن "واينستين"، عاد مجددًا، عندما قررت مساعدة سابقة له التحدث وكشف ما وقع منه خلال عملها، حيث خرجت عن صمتها إزاء التحرش الجنسي بها من قبل الرجل الذي لاحقته عشرات الاتهامات من النساء بعد أن قامت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً بنشر تحقيق حول ماضيه "الملوث".
وكانت هذه المساعدة التي آثرت الكلام أخيراً، قد قبلت فيما مضى، قبل قرابة عشرين سنة، بتسوية مالية من القطب المليونيري، لكن يبدو أنها الآن ومع حمى الكلام قررت أن تخوض مع الخائضات.
خرج بملابسه الداخلية طالباً تدليكه
المرأة واسمها زيلدا بيركينز هي واحدة من ثماني نساء على الأقل من الضحايا المزعومات، اللائي وصلن إلى تسويات مع هارفي ووقعن معه اتفاقا للسكوت بهذا الخصوص في الماضي. وقالت بيركينز يوم الاثنين، لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن سوء السلوك الجنسي من قبل القطب الهوليوودي بدأ معها في أول يوم كانت قد التقت به وجهاً لوجه، بينما كانت تعمل بمكتب ميراماكس في لندن.
وذكرت أنه خرج من غرفة المكتب، وعاد إليها بملابسه الداخلية، ثم سألها عما إذا كان يمكن أن تدلك له جسمه.
تسوية وتعويض
وقد تقاسمت هي وزميلة لها مبلغ 330 ألف دولار تقريباً كتسوية لعدم الكلام عن هذه الفضائح، وذلك في أكتوبر 1998، ووقعتا اتفاقات تمنعهما من التفوه علناً بمزاعمهما.
وقالت بيركينز التي تعمل الآن لدى شركة روبرت فوكس للإنتاج المسرحي: "أريد أن أخرق علناً اتفاقي بعدم الإفصاح". وأضافت: "ما لم يفعل شخص ما ذلك، فلن يكون هناك نقاش حول مدى فظاعة هذه الاتفاقات ومقدار الإكراه الذي تعرض له الضحايا".
وبحسب الاتفاق الذي تم بين المرأة وهارفي، فإنه من المفروض أن يخضع الأخير لمعالج طالما رأى المختص أن ذلك ضرويا، وأن يسري هذا البند لثلاث سنوات على الأقل.
كما أن شركة ميراماكس وافقت أيضا وقتها على تعيين ثلاثة محققين في أي شكاوى تحرش جنسي لاحقة من قبل هارفي.
من جهته، تعهد هارفي بأنه إذا أخل بأي من بنود التسوية في غضون عامين أن يقوم بسداد تعويض يقارب 46 ألف دولار أو راتب ستة أشهر على الأقل.
وليس من الواضح هل التزمت الشركة فعليا ببنود هذا الاتفاق المزعوم.
"كان يخرج عارياً ويطلب مني مشاهدته أثناء الاستحمام"
إلى ذلك، كشفت بيركينز أنها طالما تعرضت لمضايقات متكررة من رئيسها. ومضت قائلة: "إن هارفي غالباً ما كان يتجول في الغرفة عارياً، ويطلب منها – بيركينز – أن تشاهده أثناء الاستحمام. وأكدت: "هذا سلوكه الدائم متى كنا معا".
كما أضافت: "كثيراً ما اضطررت إلى إيقاظه في الفندق في الصباح، وكان يحاول سحبي إلى السرير دائما". وقالت إن نقطة الانهيار جاءت بعد أن تقدمت زميلة لها بمزاعم مماثلة، بينما كان طاقم الشركة في فينيسيا بمهرجان للسينما هناك في سبتمبر عام 1998.
وروت قائلة: "قالت لي إن شيئا فظيعاً قد حدث، وكانت في حالة صدمة وبكاء مع صعوبة في الحديث، وأخبرتني أنها غاضبة ومستاءة للغاية ومصدومة جداً".
ومضت تقول: "أخبرتها لابد أن نذهب إلى الشرطة، لكنها كانت تشعر بالأسى الشديد، وكلانا كان لا يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف في بلد أجنبي". وأضافت: "كنت مستاءة جداً، وكانت النقطة المهمة أنه علينا أن نوقفه من خلال كشف سلوكه، وقد حذرني من أنه ومحاميه سيحاولان نقض مصداقيتي إذا ذهبت إلى المحكمة، وأخبراني أنهما سيحاولان تدميري وأسرتي".
لماذا تكلمت الآن؟
وقالت بيركينز إن جزءاً من السبب الذي جعلها تتكلم الآن، "على الرغم من التداعيات القانونية المحتملة" يتعلق بأن التسوية التي تمت في الماضي، "كان يجب أن تكون بطريقة منظمة وعادلة". وأضافت: "أريد أن أشكك في شرعية الاتفاقات التي ليس فيها تكافؤ بين الطرفين، والتي كانت قد اعتمدت على المال أكثر من أي جانب أخلاقي". وقالت: "كذلك أريد من نساء أخريات تعرضن لشيء مماثل ألا يسمحن للصدمة بالاستمرار وأن يناقشن ما عانين، وأن يعرفن أن السماء لن تسقط على الأرض".
كما أشارت إلى أنها "خسرت كل دواخله، بعد أن شعرت بأن القانون كأنما وجد فقط لحماية أناس معينين، وأنه لا علاقة له بالحق والخطأ، فقط يتعلق الأمر بالسلطة والمال".