تلك الدولة التى تفتقد إلى التراث التاريخي، الذى يعبر عن هوايتها، مما جعلها تسطو على تراث بلدان آخرى، "إسرائيل"، دولة تغتصب كل شئ، تاريخيًا وثقافيًا وحضاريًا، ومايثير الضحك، أن دولة "إسرائيل"لايتجاوز عمرها 70 سنة، أي في عمر رجل لم يبلغ من السن أرذله، ولم تكتفي إسرئيل، بسنوات عمرها الملوثة بالدماء، من حروب واعتداء على حق الغير، وسلب وهدم للحقوق.
وعلى هامش ماتقوم به إسرائيل، استباحت لنفسها الحق في التطبيع الثقافي، ضمن ألوان التطبيع التى برعت فيها على مدار التاريخ، ولم تسلم مصر من تلك البذاءة، بعدما قامت بعرض أفلامنا ومسرحياتنا، وأعادت صياغة كتبنا مرة أخري، وأيضًا اتباع أسلوب المحايلة لإقناع بعض الكتاب والروائيين، ببيع رواياتهم، وتحويلها إلى فيلم أو مسلسل باللغة العبرية.
وهذا ما طال كوكب الشرق "أم كلثوم"، التى يزيد عمرها وتاريخها الفنى عن دولة مثل إسرائيل، بعدما قامت القناة الأولى الإسرائيلية مؤخرا على إنتاج فيلم وثائقى عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، استعرضت فيه كل تاريخها فى السياسة، ومدة علاقتها بالملك فاروق ومن بعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، غير أن "تل أبيب" تعرض أفلام وأغنيات كوكب الشرق، طوال السنين الماضية، وكأنها من بنوا جنسهم، صدق المثل الذى قال إذا لم تستحي افعل ماشئت.
مسلسل الإستفزاز الإسرائيلي، مستمر منذ عقود، عندما قامت "ميخال آدلر" وهي فنانة إسرائيلية، بتادية اغنية "انت عمري"، وعلقت صفحى اسرائيل تتكلم بالعربية، "يتغزل الجمهور الإسرائيلي بمحبوبته أغنية "أنت عمري"، من أروع ما أنتجه الموسيقار الشهير محمد عبد الوهاب وبأداء كوكب الشرق أم كلثوم، مما أثار ثورة غضب لدى الملايين من محبي "كوكب الشرق"، وفي 2012، تم إفتتاح شارع "أم كلثوم"، وإذاعة "صوت إسرائيل" التى تخصص ساعة يوميًا لأغاني كوكب الشرق.
الأمر الذى أشعل ثورة على السوشيال ميديا، غضبًا من ذلم التلصص الإسرائيلي المستمر، واذا عدنا بالذاكرة إلى عام 2014، عندما أعلن "أفيخاي أدرعي" المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، عبر صفحته على فيس بوك، أن كوكب الشرق، وأغانيها أثرت بشكل كبير على الموسيقي في إسرائيل، مما يؤكد لنا عمق وحب الناس، للموسيقي الكلاسيكية.