بعد مرور الشهر الأول من العام الدراسي، تصدرت وقائع الإعتداء المتكرر على المعلمين المشهد بمدارس قري ومراكز محافظة بني سويف، وبدأت الظاهرة هذا العام أكثر تفاقمًا حيث سجلت خلال الـ30 يومًا الأولى أكثر من 20 حالة، منها ما هو الرسمي، الذي تحررت به محاضر شرطية، ومنها ما تم حله بشكل ودي، من خلال نقابة المعلمين.
وإليكم أبرز المشاهد التي حدثت خلال هذه الشهر بمدارس بني سويف:
مدرسة الفشن الصناعية
انطلقت شرارة اعتداءات أولياء الأمور والتلاميذ على المعلمين، من مدرسة الفشن الصناعية، التابعة لإدارة الفشن التعليمية، حيث اقتحم ولي أمر وابنه لفناء المدرسة واعتدوا على أحد المدرسين.
وكشف مصدر مسئول بإدارة الفشن التعليمية عن تفاصيل وأسباب الحادث، مؤكدًا أنها كانت بسبب مشاداة كلامية بين المدرس وأحد الطلاب بسبب تأخره، وادعى الطالب أن المعلم طلب منه مقابل لتغاضيه عن تأخره المستمر، واشتبكا بالأيدي على خلفية المشكلة، ثم فر الطالب مسرعا، وقام بإحضار ولي أمره، واقتحما المدرسة، وقاما بالاعتداء على المدرس، وإحداث إصابات طفيفة به، وتم نقله إلى غرفة الزائرة الصحية بالمدرسة، التى ضمدت له الجروح، وأنتهت الواقعة الأولى وديًا بالإعتذار العلني فى فناء المدرسة، من جانب ولى أمر الطالب وعدًا من أفراد عائلته، للإدارة والمعلمين.
مدرسة أبو بكر ببني سويف
وشهدت مدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية، بحى مقبل الجديد، بمدينة بنى سويف، اقتحام ولى أمر مبنى إدارة المدرسة، واعتدى على مديرة المدرسة بالضرب، وسحل الإخصائية الاجتماعية من "شعرها" أمام المدرسين والعمال والتلاميذ لرغبته في قيد نجله بالفترة الصباحية، رغم أن نجله مقيد بالفترة المسائية.
ونقلت سيارة الإسعاف مديرة المدرسة إلى مستشفى بنى سويف الجامعي بعد إصابتها، كما أصيبت الإخصائية الاجتماعية وعدد من المدرسات بإغماء أثناء اعتداء أسرة ولي أمر طالب آخر على المدرسات، وتحرر محضر بالواقعة في مديرية أمن بنى سويف.
مدرسة عبدالحليم الدرباشي بطما
كما شهدت مدرسة عبدالحليم الدرباشي الابتدائية، بقرية طما فيوم بمركز إهناسيا، واقعة أخرى عندما اقتحم ولى أمر يدعى "محمد.ن.م"، 32 عاما، حاصل على دبلوم، المدرسة واعتدى بالضرب على 3 من المدرسين بحجة دخول ابنه لأحد الفصول والإصرار على جلوسه بالمقعد الأمامي وحرر مدير المدرسة المحضر رقم 14370 جنح مركز إهناسيا ضد ولى الأمر بعد اعتدائه على 3 مدرسين بالسب والشتم والضرب وإلقائه الحجارة على المدرسة مما أدى إلى كسر زجاج النوافذ.
مدرسة إهناسيا
وفى مدينة إهناسيا، فوجئ الأهالى بلافتات معلقة بالشوارع المحيطة بمدرسة إهناسيا الابتدائية بنين، تحمل عبارات اعتذار ولي أمر لمدير المدرسة وأحد العمال، عما بدر منه تجاه إدارة المدرسة، كبداية لحل "عُرفي" وبالرجوع إلى إدارة المدرسة، تبين أنه في بداية الموسم الدراسي، حاول "ولى أمر" إحدى التلميذات نقل نجلته من إحدى المدارس إلى مدرسة إهناسيا، إلا أنه مع زيادة الكثافة رفضت إدارة المدرسة، ووعدت "ولى الأمر" بتلبية طلبه في الموسم الدراسي المقبل.
ومع إصرار "ولى الأمر" على تنفيذ الإدارة لطلبه، تطور الأمر وتعدي على مدير ومعلمي المدرسة بـ"اللفظ" كما تعدي على العامل بالأيدي، أثناء محاولة العامل التحفظ عليه لحين استدعاء أجهزة الأمن، وخرج من المدرسة مهددًا بعبارات الوعيد والترهيب.
فقام كمال عبدالمعز، مدير المدرسة، بتحرير محضر بمركز الشرطة بالواقعة، ومع تدخل أفراد عائلة "ولى الأمر" لدى إدارة المدرسة، اتفقا الطرفان على التصالح في محضر الشرطة، مقابل الاعتذار العلني من ولى الأمر ووالده، في الإذاعة المدرسية أمام جميع التلاميذ والمعلمين والعمال، وتعليق لافتات تحمل عبارات الاعتذار بالشوارع الرئيسية والميادين، بمدينة إهناسيا، لتنتهي الواقعة بهذا الحل "العُرفي" الذي تلجأ إليه بعض الأجهزة الأمنية والقيادات الطبيعية منعًا لتطور الأزمة.
وفي هذا السياق قالت سهام يوسف عبد الله، وكيل مديرية التربية والتعليم ببني سويف، إن قيادات الوزارة تقف صفًا واحدًا بجانب المعلم، ولا تسمح بأي صورة من صور التجاوز في حقه، لافتةً إلى أنها تساند جميع العاملين بالمنظومة التعليمية، قائلة: "كرامة المعلم خط أحمر ولن نسمح بالتجاوز في حقه".
وأصدرت وكيل المديرية، أمر إداري، يحذر مديري المدارس، من استقبال أولياء الأمور، بمقر المدرسة، قبل الساعة الثانية عشرة ظهرًا، حرصًا على انضباط العملية التعليمية وأمن الطلاب والمعلمين، عقب تعدي ولي أمر على مديرة مدرسة و"سحل" أخصائية اجتماعية من شعرها أمام التلاميذ.
وطالبت وكيل مديرية التعليم، مديري المدارس، بعدم التعاون مع أي هيئة أو جمعية لإجراء أي نشاط أو تدريبات أو ندوات، داخل المدرسة، أو دخول أي أشخاص، بغرض عقد أي لقاءات بالمدارس، إلا بعد الرجوع لمدير الإدارة المختص.
وأمرت "يوسف" بغلق أبواب المدارس مع بداية اليوم الدراسي، وعدم السماح بالدخول إلا للمسئولين عن متابعة ومراقبة العملية التعليمية، وذلك بعد التأكد من شخصيتهم، محذرةً مسئولي المديرية والإدارات من التواجد بالمدارس لحضور أي تدريبات أو حفلات، قبل الساعة الثانية عشرة ظهرًا.
من جانبه قال الدكتور جمال عبدالمطلب، أستاذ علم الإجتماع بآداب بني سويف، إن سبب وجود وانتشار ظاهرة الاعتداء على المدرسين ترجع لأربع أسباب، الأول في انهيار منظومة التعليم، فالمدرسة والمدرس لم يعدوا مثل سابق عهدهم، فهيبة المدرس ضاعت وأصبحت المدرسة كوقت فراغ لم يضيف للطلبة جديد، وأولياء الامور فقدوا الثقة في المدرسة والمدرسين، لذلك نسبة الاعتداءات زادت بشكل مسئ لمنظومة التعليم ككل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
