رغم أن الدستور المصرى، وضع الكثير من المواد التي تؤكد على حماية الطفل، إلا أنه لا يوجد به نص دستورى صريح، ينص على حماية المرأة من الزواج المبكر بشكل مباشر، بعد أن اقتصر الأمر على التزام الدولة برعاية الأطفال وحمايتهم من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسى والتجارى.
وتحت راية الفقر والعوز انتشرت ظاهرة زواج القصر في الريف والمناطق الشعبية، فيضطر الأب أن يضحي بابنته التي لم تتعد الـ 14 عام، وتصيح بين ليلة وضحاها مسئولة عن أسرة وبيت رغم أنها مازالت طفلة.
وقد تطورت هذه الكارثة وسيطر عليها شبكات منظمة للاتجار بالبشر، بعد أن كان يقتصر على مشروعات فردية للوساطة بين الفتاة أو أهلها وبين المشترى، وذلك في عدد من القرى المعروفة في "سوق النخاسة"لينتج عنها الكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية التي تشق كيان الأسر وتقوض بنيانها.
ودق الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ناقوس الخطر فى أحدث نشراته السنوية حول إحصاءات الزواج لعام 2016، فأكد زواج 136 فتاة فى الفئة العمرية من 18-20 عاما تزوجن خلال العام الماضى برجال فى الفئة العمرية من 70-75 عاما.
وأوضح الجهاز فى نشرته السنوية أن 26 فتاة فى عمر 18 عاما تزوجن برجال فى سن 70 عاما فأكثر، فيما تزوجت 14 فتاة فى ذات السن المذكور برجال أكثر من 75 عاما.
ووفقا للبيانات التى أعلنها الجهاز فى نشرته السنوية، بلغ عدد الفتيات فى عمر 20 عاما اللاتى تزوجن برجال فى عمر 70 سنة فأكثر، نحو 52 فتاة، و44 فتاة أخرى تزوجت برجال فى عمر 75 عاما فأكثر.
وأشار أن إجمالى عدد حالات الزواج للفتيات فى عمر 18 عاما خلال العام الماضى، سجلت 269 ألف حالة تقريبًا، و356 ألف حالة زواج لفتيات فى عمر 20 عاما.
كما سجلت حالات زواج الفتيات فى عمر 18 عاما برجال فى عمر 25 عاما العدد الأكبر من إجمالى عدد حالات الزواج للفتيات فى ذلك العمر خلال عام 2016، إذ بلغ العدد 131 ألف حالة زواج "فتيات 18 عاما برجال 25 عاما"، وكذلك زواج الفتيات فى عمر 20 عام، برجال فى عمر 25 عاما، سجل أكبر عدد من بين إجمالى حالات الزواج للفتيات فى عمر الـ20 عاما بـ185.1 ألف حالة.
ويوضح الجدول التالى زواج الإناث فى الفئة العمرية 18- 20 برجال فى الفئة العمرية من 18-75 عام فأكثر.