بات علماء بالولايات المتحدة الأمريكية - من خلال دراسة حديثة - على مقربة من تطوير تقنية لتصوير المخ يمكن أن تحدد الأفراد الأكثر ميلا للإقدام على الإنتحار.
فقد قامت مجموعة من الباحثين فى جامعة"كارنيجى ميلون" بالتعاون مع جامعة "بيتسبرج" فى الولايات المتحدة بتطوير آلية لتصوير المخ يمكن ان تميز بدقة يبن الأفراد ومدى معاناتهم من أفكار إنتحارية .. و عكف "مارسيل جاست"، الباحث فى قسم علم النفس فى جامعة"ميتشيجان" أحد المشاركين فى الدراسة ، على دراسة حالة 34 شخصا ، من بينهم 17 ميلا إنتحاريا ، و 17 شخصا لا يعانون من هذا الميل .
وقد تم تقديم ثلاث قوائم من 10 كلمات للخاضعين للدراسة ، شملت مجموعات من الكلمات السلبية مثل :" الشر"، "القسوة"، "المتاعب"، إلى جانب قائمة بكلمات إيجابية مثل :" جيدة"، الهم ، و الثناء ، فى حين ضمت القائمة الثالثة كلمات ذات الصلة بالإنتحار مثل:الموت ، اليأس و التعثر".. كما خضع المشاركون فى الدراسة للفحص عن طريق أجهزة الرنين المغناطيسى الوظيفى للمخ ، مما مكن الباحثين من رصد إستجاباتهم العصبية لكل كلمة.
ووجد الباحثون أن الاستجابة العصبية للمشاركين فى الدراسة تركزت حول ست كلمات:"الموت"،"القسوة"،"المتاعب"،"الهم"، و"جيدة"و"الثناء" ، وذلك عبر خمس مناطق محددة من المخ كانت أفضل للتمييز بين المشاركين ممن لديهم ميول إنتحارية .. ومن خلال تدريب"خوارزمى آلى"، لاستخذام هذه البيانات ، وجد الباحثون أنهم باتوا قادرين على تحديد الأشخاص الذين يعانون من ميول إنتحارية وبدقة تصل إلى 91% .
ويعد الانتحار السبب الرئيسى العاشر للوفاة فى الولايات المتحدة ففى كل عام يلقى نحو 44،193 شخصا حتفهم بالانتحار ، ليعادل حوالى 121 حالة إنتحار كل يوم وتشمل عوامل الخطر للسلوك الانتحاري ، مشاعر الإكتئاب ، القلق ، والإجهاد ، فضلا عن التاريخ المرضى العقلى وتاريخ تعاطى المخدرات أو الكحوليات.. ويأتى إظهار العدوانية الزائدة أو العزلة ، وزيادة معدلات تعاطى الكحوليات والمخدرات ، بل والتحدث عن الإنتحار وبكون الشخص بات عبئا على الآخرين فى مقدمة العوامل المساهمة والدالة على زيادة فرص إقدام الشخص على الإنتحار.