وضع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مطلع الأسبوع الحالي، حجر الأساس لجامعة العاصمة الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتكون الجامعة الخاصة السابعة، دون الإعلان عن بناء جامعة حكومية واحدة.
وبحسب وزارة التعليم العالي، فإن الجامعات الـ 6 التي أعلن عن بنائها، بالإضافة إلى جامعة العاصمة الدولية، هي الجامعات الكندية والأمريكية والبريطانية والمجرية والسويدية والفرنسية"، من أصحاب المصروفات الطائلة التي لا يستطع تسديدها سوى الطبقات ذات الدخول المالية المرتفعة.
ولم تشر الوزارة، في إعلانها أسماء الجامعات الجديدة، إلى ذكر بناء أي فرع للجامعات الحكومية، التي يلتحق بها عادة، أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة.
"أهل مصر" تساءلت عن نصيب أبناء الفقراء من الجامعات المزمع بناؤها في العاصمة الإدارية الجديدة، وعن سبب عدم وجود جامعات حكومية بالعاصمة الجديدة.
وعلق الدكتور حسني السيد أستاذ المناهج التعليمية بالمركز القومي للبحوث التربوية، على عدم إعلان الحكومة ببناء جامعات حكومية بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلًا: "معنى أن في عاصمة إدارية مافيهاش جامعة حكومية واحدة.. أمر خطير، يؤكد استمرار وتواصل مسلسل إهمال التعليم في مصر سواء كان جامعي أو ما قبل الجامعي".
وأوضح السيد لـ"أهل مصر"، أن المعدل العالمي لأعداد الطلاب داخل الجامعات بأن تكون جامعة لكل 2 مليون فرد، ما يعني أن تكون مصر بها 50 جامعة على الأقل متاحة لالتحاق الجميع بها بعيدًا عن التعجيزات المادية التي تتواجد في الخاصة.
وأشار إلى أن مصر تفتقد لنصف النسبة المحددة من حيث عدد الجامعات الحكومية لاستيعاب الطلاب، لافتًا إلى زيادة معدل الكثافات الطلابية داخل الجامعات الحكومية بشكل كبير دون التوسع في البناء.
وحمل الخبير التربوي الحكومة مسؤولية إهمال التعليم في مصر، مشيرًا إلى اتجاهها بخصخصة التعليم، بإتاحته فقط لمن يستطيع أن يدفع، بعد تركها المجال لأصحاب الجامعات الدولية بالتوسع وبناء الجامعات الجديدة ما يحرم الفقراء من حقهم في التعليم.
من جابنه أيد الدكتور حسن شحاتة الأستاذ بجامعة عين شمس، عدم بناء جامعات حكومية داخل العاصمة الإدارية الجديدة، لإنها من المفترض أن تكون في الأماكن المكتظة بالسكان وليست المدن في الجديدة بحسب رؤيته.
وعن مواجهة كثافة الطلاب في الجامعات الحكومية، قال شحاتة لـ"أهل مصر"، على الجامعات الحكومية الكبرى مثل القاهرة وعين شمس وأسيوط التوسع في مبانيها وتقسيم كل جامعة منها لأكثر من جامعة موضحًا،"على سبيل المثال جامعة القاهرة تقسم إلى جامعة القاهرة أ وب وج" لتستوعب الأعداد.
وأضاف، أن الأهم من تعدد الجامعات الحكومية هو معيار ماذا تقدم هذه الجامعات للمجتمع، من حيث تخريج دفعات من الخريجين المهرة والمدربين تدريبات عملية بعيدًا عن النظري الذي تعود عليه الطالب المصري، ما أدى إلى تخريج دفعات غير مؤهلة.
وتابع الدكتور حسن شحاتة" فكرة الجامعات الدولية في العاصمة الجديدة في غاية الأهمية وسيكون مردودها إيجابي.. ولكن لابد أن يراعي في بناؤها ما يلائم البيئة الصحراوية من خلال بناء الأندية الرياضية والفنادقة والطرق وغيرها".