عام من التعويم.. 3.6 مليار دولار ارتفاع في إيرادات السياحة

بعد مرور عام على قرار تعويم الجنيه، يمكن التعرف على آثار القرار على قطاع السياحة من خلال قراءة سريعة لإيرادات السياحة خلال العام الحالى.

ويمكن القول إنه رغم نصائح عدم السفر التى ما زالت تتمسك بها دول أوروبية تجاه مصر إلا أن السياحة تمكنت من تحقيق أرباح ومكاسب واضحة بعد قرار التعويم؛ لأن مصر تحولت إلى أحد المقاصد السياحية الأرخص عالميًا.

وارتفعت إيرادات السياحة المصرية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجارى إلى 3 مليارات دولار بعد أن كانت 1.7 مليار دولار لنفس الفترة من العام 2016 بزيادة تزيد على الضعفين 5.3 مليار دولار.

إلا أن مكاسب السياحة مرشحة للارتفاع بشكل ملحوظ فى حال رفعت روسيا نصائح عدم السفر إلى مصر التى تحول دون 3 ملايين سائح روسى بالإمكان أن يرفعوا إيرادات السياحة بـ 3 مليارات دولار سنويًا. كما أن السياحة تترقب عودة مليون سائح بريطانى من الممكن أن يرفعوا إيرادات السياحة بنحو 1.5 مليار دولار سنويًا.

قال عاطف عبداللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر وعضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء إن "تعويم الجنيه" شر لابد منه، وتأثيره إيجابي على قطاع السياحة خاصة مع الانتعاش المرتقب، في حين أنه يرفع من قيمة الدولار مقابل الجنيه وسترتفع أيضا أسعار مستلزمات التشغيل للمنشآت السياحية ولكن السياحة تستطيع تعويض ارتفاع الاسعار بفارق العملة في الدولار الذي يأتي من السائحين.

وأوضح عبداللطيف أن التعويم احدث ارتباك في السوق خلال هذا العام، واثر بلا شك على أسعار السلع بالأسواق لفترة، ولكنه سيقضي على السوق الموازي للعملة لأنه ليس من المنطقي تسعير الخدمات وفقا لقيمتين لعملة واحدة، وفي المقابل على الدولة توفير كميات كبيرة من الدولارات لمواجهة احتياج السوق في ظل تعويم الجنيه.

وأوضح عبداللطيف أن إيجابيات التعويم أكثر إذا تم تنفيذ عدد من الاشتراطات، منها إصدار قانون الاستثمار الموحد ولائحته التنفيذية بمميزات وحوافز غير تقليدية، مما يساعد في جذب رؤوس الأموال الأجنبية والعربية، وكذلك الاهتمام بمصادر دخل الدولار في مصر وعلى رأسها السياحة التي من الممكن أن تحقق مليارات الدولارات في أسرع وقت، لو تم التنشيط لها بالشكل المطلوب ووضع خطة موحدة بين وزارتي الطيران والسياحة من خلال جلب السائحين على طائرات مصر للطيران، والترويج لعروض محفزة، وإعداد برامج سياحية شاملة التنقل بالطيران والإقامة، مع التأكيد على مساندة البنك المركزي للمشروعات السياحية المتوقفة والمتعثرة، مع تطبيق التأشيرة "الأون لاين".

فى سياق متصل يرى سامح سعد مستشار التسويق السياحي، أن تسعير البرامج السياحية للأجانب يكون بالدولار، ولا ينظر السائحون لسعره بالمصري، ولكن تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار بعد التعويم قد يراه البعض إيجابي من حيث منح السائح قوة شرائية أفضل للتسوق، ولكن أسعار السلع في المقابل ترتفع أيضا، وبالتالي تمتص الفارق في العملة، ما يجعل معدل الإنفاق ثابت، وفيما يتعلق بإعادة تسعير البرامج السياحية فهذا يعتمد على العرض والطلب.

وأشار إلى أن تكلفة الخدمات سوف تتأثر سلبا، والذي سيشعر بها بشكل مباشر المصريين في برامج السياحة الداخلية، خاصة أنها تتجه إلى الأقصر وأسوان في الشتاء، والفنادق العائمة شهدت زيادة كبيرة في تكاليف التشغيل.

الجدير بالذكر أن البنك المركزي المصري أصدر قرارا بتحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية فى هذا اليوم العام الماضى، وتم تحديد سعر استرشادي للدولار بلغ 13.5 جنيه، وكان الهدف من القرار مواجهة أزمة توافر الدولار ونشاط السوق السوداء الذي نتج عنه وصول سعر صرف الدولار إلى أكثر من 18 جنيها، وبعد قرار تعويم الجنيه يخضع سعر الصرف لآليات العرض والطلب، ليسجل الدولار حاليا أكثر من 17 جنيها، في البنوك الحكومية مقابل 8.90 جنيه قبل التعويم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً