بوعد أطلقه باسم الحكومة في رسالة كتبها إلى اللورد Lionel Rothscild الرئيس وقتها للجالية اليهودية بإنجلترا، فأبلغه بدوره للاتحاد الصهيوني، وهو ما طلبه منه مُطلق الوعد آرثر بلفور وزير الخارجية البريطاني في نهاية الوعد الذي تلته مشاركة بريطانية في 1918 بتأسيس "الجامعة العبرية" بالقدس، المدينة التي زارها بعد 7 سنوات وألقى خطاب افتتاحها فيها وتدشينها.
الجامعة العبرية الأولى اشتهرت سريعاً، لأن مجلس أمنائها الأول كان يضم كبار المشاهير من اليهود، بينهم العالم النفساني النمساوي سيغموند فرويد، كما وصاحب "النظرية النسبية" ألبرت أينشتاين، الرجل الذي وفر لها دعما ماليا مهما ومستمرا للآن، وبشحطة قلم.
أوصى أينشتاين عند تدشينها في أول إبريل 1925 على "جبل المشارف" بالقدس، أن تعود لصالحها بعد وفاته حقوق بيع كل تصريح لاستخدام اسمه أو صورته، ووفق سيرة الجامعة تضمنت أن بلفور ساعد في 1918 بتأسيسها، أي بعد عام من بدء الانتداب البريطاني على فلسطين، وكان أبرز من وصل إلى القدس لتدشينها.
جاء بلفور بحرا إلى الإسكندرية التي وجدها في 23 مارس 1925 غاضبة عليه من الوعد الذي عمل عليه وقطعه، فغادر إلى القاهرة بالقطار وحل ضيفا فيها على اللورد أللنبي، وبالقطار غادرها إلى فلسطين التي استقبلته بالاحتجاجات، إلى درجة أن حكومة الانتداب "طلبت مسبقا من وزير الحربية البريطاني أن يمدها بفوج فرسان مدرع أُرسله من مصر" طبقا للوارد بأرشيف صحيفة "الأهرام" المصرية عن زيارته التي استمرت أسبوعين، ورافقه فيها محرر منها، وصف البلاد بأنها كانت في حالة هيجان وإضرابات غاضبة عليه حين وصل، خصوصا يوم تدشين الجامعة.