كارثة تهدد المواطن الواحاتي بالإنقراض.. «أهل مصر» ترصد مراعي أبقار على برك الصرف الصحي في الوادي الجديد.. 4 آلاف بقرة تغذي مركز الخارجة بالسرطان (صور وفيديو)

انفردت عدسة «أهل مصر» بفديوهات حصرية رصدت خلالها كارثة إنسانية تتمثل في رعي الأبقار على مياه الصرف الصحي، واصطياد الأسماك من "مجاري" أو ما يطلق عليها "برك" الشيخ بمدينة الخارجة بالوادي الجديد والتي تتسبب في تسمم لحوم الأسماك وألبان الحيوانات وبالتالي تصيب الأهالي بالسرطان وغيره من الأمراض الخطيرة.

وتعيش محافظة الوادي الجديد مأساة حقيقية يدفع ثمنها المواطن الفقير ففبها تعلو الصرخات من شدة ألم هذا المرض الخبيث (السرطان) الذي تفشى بشكل مفزع داخل أرجاء المحافظة وبالتحديد مركز الخارجة الذي يحمل داخل أراضيه (بركة الشيخ) -تقع على بعد 20 كيلومتر شرق مدينة الخارجة وتبدأ منها المشكلة في تفشى هذا المرض اللعين- وتصل مساحتها إلى 30 و40 كيلو متر من مياه الصرف، تنمو على حوافها مساحات شاسعة من الحشائش والمراعي الخضراء يستغلها المزارعين لتربية الأبقار والماشية والأسماك وبيع لحومها وألبانها التي لا تكلفهم شيئا بل مزيد من الأرباح ومزيد من الإنتشار لتلك الظاهرة المتفشية بشكل كبير داخل أسواق المحافظة والتي تباع ألبانها ولحومها لأهالي الواحة الغير صالحة للاستخدام الأدمي.

بدأت كواليس المشكلة منذ أن تأسس مشروع الصرف الصحي في عام 2004 بمدينة الخارجة، عندما استغل المزارعون الحشائش التي تنمو حول برك الصرف الصحي لتغذية الأبقار والمواشي مستغلين بعد المكان عن أعين الجهاز التنفيذي والأمني بالمحافظة فتوسعوا في تربية أعداد كبيرة من الأبقار والتي يقومون ببيع ألبانها للمحال التجارية بما تحمله من آثار تلك المياه لتصبح ظاهرة خطيرة تهدد المواطن الواحاتي بالإنقراض.

في هذا السياق قال مدير عام الطب البيطري بالوادي الجديد، الدكتور محمد بشير، إن حل هذه الأزمة بتضافر جهود أكثر من جهة لإيجاد الحلول الحاسمة، مشيرًا إلى أن هناك مايقرب من 4 آلاف بقرة تتغذى على حشائش هذه البرك بما تحمله من مواد مسرطنة تؤثر بشكل مباشر على صحة أبناء المحافظة فسلامة الإنسان تبدأ من سلامة الغذاء والماشية التي يتربى عليها الحيوان، ولايمكن التخلص من هذه المنتجات بالتسخين. 

وطالب بشير بضرورة إيجاد حل فوري وسريع لحل هذه المشكلة للمحافظة على سلامة المواطن الواحاتي، مشيرًا إلى أن المديرية ستأخذ العينات وتفحصها وتقرر مصيرها بناء على نتائج التحاليل. 

بدوره قال مؤسس جمعية واحة الخير لمرضى السرطان بالوادى الجديد، المهندس أحمد حسين، إن مشكلة الصرف هي أكبر مشكلة تواجهها المحافظة لعدم وجود محطة تنقية، لآن محطة رفع الصرف الوحيدة تعطلت ولا بديل لها، وعرضنا الموقف علي المحافظ وأكثر من جهة دون أي حلول.

وفي الإطار ذاته، قال أحد المواطنين ممن يعانون من هذا المرض رافض ذكر اسمه "إنه يسافر إلى أسيوط التي تبعد بمسافة 250 كيلومتر عن الخارجة لتلقي العلاج الكيماوي، وأنه يعاني كثيرا من كثرة السفر لأسيوط على الرغم من وجود وحدة علاج بالمحافظة ولكن شدة نقص التخصصات الطبية بالمحافظة تجبرنا على السفر.

وقامت كاميرا «أهل مصر» بمغامرة داخل تلك الغابات التي رصدت خلالها الآلاف من الأبقار التي تتغذى على حشائش الصرف الصحي بشكل مستديم وتقوم بتوزيع ألبانها بما يعادل 5 آلاف كيلو لبن يوميا على سكان مدينة الخارجة وبسؤالنا لأحد سكان المنطقة، أكد على وجود أشخاص مسلحين يدفع لهم المزارعين لمراقبة الطرق المؤدية إلى برك الصرف الصحي وإبلاغهم بقدوم أي مسؤول ليتمكنوا من إخفاء هذه الماشية عن أعين الجهات المختصة. 

كما رصدت عدستنا وجود عدة مراكب داخل برك الصرف الصحي يقومون بإصطياد الأسماك والتي غالبًا ما تكون ميتة وهناك نوع مثل السمك البلطي يتحمل العيش داخل تلك البرك ويقوم التجار والمزارعين بتغذية أسواق المحافظة بتلك الأسماك والتي ببيعونها في أشهر الأسواق بمدينة الخارجة. 

وأوضح الدكتور محمد سيد طبيب التخدير بمستشفى الخارجة، أن المنظومة الصحية بالمحافظة تكاد تكون منعدمة بسبب نقص حاد في جميع التخصصات وخصوصا مرض السرطان من أكثر الأمراض انتشارا بالمحافظة مما يجعل الأشخاص يلجأون للسفر إلى أسيوط لتلقى العلاج، مطالبا الحكومة بتوفير وحدة معالجة للسرطان بالوادي نظرا لأنها من أكثر المحافظات إنتشارا للمرض. 

وأكد سيد أن أسباب السرطان بالوادي عديدة منها، المبيدات المسرطنة التي دخلت مصر في الفترة الأخيرة والصرف الصحي الذي تمتد بحيرته علي 40 كيلو مترًا مربعًا غير معالجة وبها أسماك يتم اصطيادها وبيعها في الوادي وفي خارج الوادي بأسيوط والعبورو.

أما أهالي المحافظة فلم يجدوا حلا إلا انشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك باسم "معنا للقضاء على ألبان وأسماك الصرف الصحي بالخارجة" والذي يرفضون فيه وبشدة الأسماك واللحوم وألبان الصرف الصحي وسط دعوات منهم لمقاطعة هذه المنتجات السامة التي تقضي على حياة المواطن بالواحة وتصيبة بمرض السرطان الذي أنتشر بشكل مخيف ليهدد حياة أهالي مدينة الخارجة بالانقراض.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً