يدرس البابا فرانسيس الأول، رأس الكنيسة الكاثوليكية، قرارا اعتبره البعض أنه الأكثر أهمية وجرأة منذ عدة قرون، الأمر الذي يتماشى مع النهج المتسامح الذي اتخذه البابا منذ توليه مسؤولية الكرسي الرسولي.
أحد مسؤولي الفاتيكان يضغط على الكنيسة الكاثوليكية للنظر في إمكانية السماح للرجال المتزوجين بالعمل ككهنة في منطقة نائية في حوض الأمازون، وذلك بسبب نقص عدد رجال الدين في المنطقة، حيث أن هناك كاهن واحد فقط لكل 10 آلاف كاثوليكي.
شبكة "سي إن إن" الإخبارية أوضحت أن المطران اروين كراوتلر، سكرتير لجنة منطقة حوض الأمازون، يريد طرح هذا الموضوع على جدول الأعمال خلال اجتماع في الفاتيكان في عام 2019، وذلك بحسب ما قال لوكالة " KNA" في النمسا.
ويركز الاقتراح حول مسألة السماح للرجال الكاثوليكيين المتزوجين المؤمنين بالعمل كهنة، بما في ذلك إقامة القداسات وسماع والاعترافات.
وقد أيد الكاردينال البرازيلي كلاوديو هومز، رئيس لجنة الأساقفة لمنطقة حوض الأمازون وصديق البابا المقرب، الفكرة المقترحة.
وتشهد المنطقة نقصا في الكهنة، وكان البابا فرانسيس قد دعا إلى عقد اجتماع خاص لأساقفة المنطقة لمعالجة مشاكله
وكان البابا فرانسيس قد أعلن، في حوار له في مارس 2017، أنه سيكون مستعدا لدراسة هذه القضية.
ووفقا للفاتيكان، المنطقة التي تشمل أجزاء من بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وغيانا الفرنسية وبيرو وفنزويلا وسورينام، ويصل سكانها نحو 2.8 مليون نسمة، تتألف من 400 قبيلة من السكان الأصليين يتحدثون حوالي 240 لغة. وعلى الرغم من أن معظم السكان من الكاثوليك، فإن عدد الكهنة قليل بسبب بعد المسافة.
وعلى الرغم من أن القضية تقتصر حاليا على إمكانية السماح للرجال المتزوجين بأن يصبحوا كهنة، فإن بعض مراقبي الفاتيكان يعتقدون أنه يمكن أن يكون خطوة أولى نحو مناقشة أوسع حول شرط عدم الزواج.
صحيفة "دايلي ميل" البريطانية ذكرت أن الخطة التي ينظر فيها الفاتيكان لن تسمح للكهنة الحاليين بالزواج، ولكن بعض رجال الدين السابقين الذين تركوا الكهنوت لإنشاء أسرة قد يسمح لهم بالعودة.
ويعتقد اللاهوتيون أن قضية الكهنة المتزوجين يمكن أن تكون مقبولة، كما أنهم يعتبرون أن عدم الزواج هو مسألة انضباط داخل الكنيسة وليس عقيدة.
وتسمح الكنيسة ببعض الاستثناءات للقاعدة، إذ يمكن للكهنة في الكنيسة الشرقية الكاثوليكية أن يتزوجوا، وكذلك الكهنة الإنجيليين المتزوجين الذين تحولوا إلى الكاثوليكية.