وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إلى بكين، في أول زيارة رسمية له إلى الصين، وذلك بعد انتهاء جدول أعمال زيارته الأولى إلى كوريا الجنوبية التي استمرت يومين.
ومن المتوقع أن يزور ترامب، في وقت لاحق من هذا اليوم "المدينة المحظورة" حيث سيقام عشاء مشترك له مع نظيره الصيني شي جين بينج.
وخلال زيارة ترامب إلى كوريا الجنوبية، وهي أول زيارة قام بها رئيس أمريكي إليها منذ 25 عاما، زار قاعدة "كامب همفريز" للقوات الأمريكية المتمركزة في مدينة بيونغ تايك بإقليم كيونغ كي، حيث التقى مع الرئيس مون جيه-إن الذي استقبله في القاعدة بشكل مفاجئ.
ترامب والرئيس الصيني
وقبل مغادرته البلاد، حاول الرئيس ترامب القيام بزيارة مفاجئة إلى المنطقة المنزوعة السلاح، ملبيا دعوة من الرئيس مون أثناء محادثات القمة المنفردة، إلا أن الزيارة فشلت نتيجة لسوء الأحوال الجوية.
وانتقد الرئيس ترامب، في خطاب أدلى به أمام الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية، بشدة، انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، موجها رسالة شديدة اللهجة ضد بيونغ يانغ، قائلا " لا تقللوا من شأننا ولا تجربونا ".
تعزيز التواصل
في السياق، قال خبير أمريكي كبير في العلاقات الصينية الأمريكية إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القادمة للصين تعد فرصة لتعزيز التواصل رفيع المستوى وستعود بالنفع على العلاقات المستقبلية.
وبدأ ترامب جولته الآسيوية الأولى يوم الجمعة والتي سيقوم خلالها بزيارة للصين لمدة ثلاثة أيام، وهى الأولى من نوعها منذ توليه الرئاسة.
الرئيس الصيني شي جين بينج
وقال تشنغ لي مدير مركز جون لز ثورنتون الصيني في مؤسسة بروكينجيز في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا إن هذا الاجتماع سيقدم فرصة لقائدي البلدين اللذين أسسا بالفعل علاقات ودية دافئة في اجتماع مار لاجو، لتبادل وجهات النظر.
ورحب ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في منتجعه في ولاية فلوريدا الأمريكية في شهر أبريل، حيث وافق الاثنان على تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي وتأسيس آليات حوار رفيعة المستوى.
وقال لي إنه على الرغم من دفاع ترامب عن مبدأ "أمريكا أولا" بعد تولي منصبه، أعترف ترامب بان الولايات المتحدة تحتاج للتعاون مع دول أخرى في الشؤون الدولية."
العلاقات الأمريكية الصينية
في الحقيقة، فإن زيارة الصين في العام الأول من فترة رئاسة ترامب تكشف بالفعل الأهمية التي توليها إدارة ترامب للعلاقات الصينية الأمريكية، وفقا لما ذكره المسؤول في المؤسسة الفكرية الأمريكية.
وخلال زيارة ترامب للبلاد التي من المقرر أن تستمر من 8 إلى 10 نوفمبر ستكون التجارة الثنائية، أحد المجالات التى تشهد نزاعا متزايدا بين الجانبين، من القضايا التى من المتوقع على نطاق واسع ان تتصدر جدول اعمالهما.
يم جونج-اون زعيم كوريا الشمالية
ويعد الاعتراف بالخلافات الاقتصادية أمرا "طبيعيا" تماما بين القوى الكبيرة، وقال لي إن التعاون وروح المنفعة المشتركة مازالت سائدة في العلاقات الصينية الأمريكية.
وقال لي إن الصين والولايات المتحدة، كأكبر اقتصادين وأكبر سوقين في العالم ، بامكانهما إيجاد طريقة لتكملة بعضهما البعض.
وأضاف لي أن "تنمية قطاع الخدمات الصيني والأسواق المحلية وتركيزها على الصحة العامة والتنمية الخضراء تتناسب تماما مع مصالح الشركات الأمريكية التي تتمتع بالقوة في هذه المجالات."
حزام الحرير
وذكر خبير السياسة الخارجية أن خطة ترامب الكبيرة لتنمية البنية الأساسية يجب ان تعطي الفرص أيضا للمستثمرين الصينيين بالنظر الى نجاح الصين في هذا المجال خلال الثلاثة أعوام الماضية.
وأشار المسؤول أيضا إلى مبادرة الصين حول بناء طريق حزام الحرير الاقتصادي وطريق الحرير الملاحي للقرن الـ21 (مبادرة الحزام والطريق) والتي يعتقد انه هناك فرصة هائلة للصين والولايات المتحدة للتعاون من خلالها.
وتعد المبادرة التي تم إطلاقها في عام 2013 ،برنامجا لجمع دول في أسيا وأوروبا وإفريقيا معا عن طريق شبكات برية وبحرية. وفقا ل الشبكة الصينية.
وفى إشارة إلى تصاعد حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، موضوع آخر محل اهتمام مشترك للرئيس الصيني ونظيره الأمريكي، قال لي إنه "تحدي خطير للغاية" للمنطقة والعالم كله.