أبحرت كاسحة الجليد الصينية شيوهلونج من شنجهاى اليوم الأربعاء لبدء رحلة الاستكشاف الصينية الـ34 بالقطب الجنوبى (أنتاركتيكا).
وتستغرق رحلة الفريق الموجود على متن شيوهلونج والمكون من أكثر من 300 عضو 164 يوما، حيث سيقومون بالإبحار لمسافة 37 ألف ميل بحرى قبل عودتهم إلى شنجهاى فى شهر إبريل بالعام القادم.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية بأن كاسحة الجليد الصينية ستصل إلى نيوزيلندا للتزود بالإمدادات بعد حوالى 18 يوما، وبعد ذلك، ستبحر جنوبا إلى الساحل الغربى لبحر روس، حيث سيجرى الباحثون أعمالا خاصة بمشروع بناء المحطة الصينية الخامسة فى القطب الجنوبي، حيث تعد مهمتهم تلك احد أهم الأهداف لهذه الرحلة.
وقال يانغ هوى قن - الذى يقود الفريق الاستكشافى - إن الباحثين سيقومون بمجموعة من المهام الأخرى خلال الرحلة مثل مراقبة الأراضى والمحيطات والغلاف الجوى وجرف الجليد والاحوال البيولوجية وإنشاء شبكة مراقبة القطب الجنوبى والمسح لحماية البيئة البحرية.
كانت مصلحة الدولة الصينية لشئون المحيطات أكدت - اواخر أكتوبر الماضى - أن الصين تخطط لبناء محطتها البحثية الخامسة فى القطب الجنوبي.
وقال مدير مكتب البعثات القطبية التابع للمصلحة تشين وى جيا إن الباحثين الصينيين اختاروا موقع المحطة، التى ستقام فى جزيرة إنكسبريسيبل فى خليج تيران نوفا فى بحر روس.
وأضاف أن القاعدة الجديدة ستكون محطة دائمة للبحوث وسيكون بوسعها القيام بالعديد من عمليات البحث العلمى بشكل مستقل فى القطب الجنوبي.
ويعد بحر روس، وهو خليج عميق فى المحيط المتجمد الجنوبي، أقل الأنظمة البيئية البحرية تغيرا على وجه الأرض - ويعتبره العلماء بمثابة معمل حى يمكنه التعريف بتاريخ الحياة فى القطب الجنوبي.
وبحسب تقرير نشر مؤخرا بوكالة شينخوا للانباء، قامت الصين ببناء أربع محطات للبحوث فى القطب الجنوبى على مدار 30 عاما من البحوث، حيث تعمل تشانغتشون وتشونغشان كمحطتين دائمتين، فيما تعمل تايشان وكونلون كمحطتين صيفيتين.
وتقوم الصين - حاليا - ببناء أول كاسحة جليد محلية الصنع "شيوهلونغ 2"، التى من المتوقع أن يكتمل بناؤها بحلول 2019. ويقول العلماء إنها ستقدم ضمانة قوية لبعثات الصين القطبية.
وتعهدت الصين - فى مايو الماضى - بتعزيز قدراتها على استكشاف ودراسة القطب الجنوبى وكشفت عن خططها لتشييد محطتها الدائمة الجديدة هناك وبناء كاسحات جليد حديثة، وتطوير قدرتها الجوية على المسح والنقل والقيام بدراسات علمية وبيئية فى انحاء المنطقة.
جاء ذلك فى ورقة بيضاء اصدرتها ادارة الدولة الصينية للمحيطات بشأن برامج الصين المستقبلية فيما يخص القطب الجنوبى وذلك بمناسبة الاجتماع الاستشارى الاربعين لمعاهدة القطب الجنوبى الذى كانت العاصمة الصينية استضافته فى ذات الشهر وشارك فيه حوالى 400 مندوب من 42 دولة و 10 منظمات دولية حيث تركزت المحادثات بين الحضور على تطبيق نظام معاهدة أنتاركتيكا وتأثيرات تغير المناخ على المنطقة والسياحة والابحاث العلمية والمناطق الخاصة بحماية وإدارة أنتاركتيكا.
والقطب الجنوبى يطلق عليه بجانب انتاركتيكا اسم القارة القطبية الجنوبية. وتعد القارة القطبية تلك مصدرا للكثير من الموارد الأساسية فى المستقبل لسكان القارات الأخرى. إذ يمكن أن تؤلف أحد مصادر استخراج الصادات (مضادات الحيوية) المتركزة فى النباتات المجهرية البحرية.
وهى تحتوى على ثروة معدنية وافرة لم يكشف بعد إلا القليل منها كالأورانيوم والنحاس وقليل من الفحم. وتكمن أهميتها أيضاً فى جبالها الجليدية المصدر الاحتياطى للمياه العذبة، وفى رياحها التى هى مصدر لتوليد الكهرباء، وفى جليدها الذى يجعل منها برّاداً طبيعياً لحفظ الأغذية. وهى بلا شك أرض خصبة للأبحاث الأساسية فى علوم المناخ والجليديات والمحيطات وغيرها. ويتوقف مستقبل هذه القارة على درجة الاتفاق بين الدول التى وطئت أرضها أقدام أبنائها ومدى إمكان تدويلها وجعلها قارة للمحبة والسلام.