"حب وسياسة وثقافة".. مكاتب مجانية في وسط البلد تحت شعار "خذ كتاب وضع كتاب".. مصطفى: لو استمر المشروع سينهض بالبلد.. نهى: أخشى من بائعي اللب والبطاطا (فديو)

على مدار أسبوع كامل، جذب المهندس خالد رياض أحد المهتمين بالثقافة، أنظار المصريين إلى القراءة، بعد أن وضع مكتبة بعدة شوارع بمنطقة وسط البلد "الألفي وعماد الدين".

تعتمد فكرة المكتبة التي أطلق عليها رياض شعار "خد كتاب وضع كتاب" على تبديل القراء للكتب، لمساعدتهم على القراءة في ظل ارتفاع أسعار الكتب.

وتضم المكتبة التي نجحت فكرتها بشهادة عدد من المترددين عليها يوميًا، كتب "أدب، قانون، تنمية الذات، الدين، روايات متنوعة"، لخدمة كافة الأذواق، طبقًا لصاحب الفكرة.

تنوعت أراء من تنقلوا بين رفوف الكتب بمكتبة "خذ كتاب.. وضع كتاب" فهناك من عبر عن إعجابه بتلك الفكرة الجديدة وانتشارها على الشارع المصري، بينما أبدى البعض الأخر رفضه للفكرة معتبرًا أن للعلم والثقافة مكانها المحفوظ والمميز.

"أهل مصر" استطلعت التجربة لمعرفة مدى نجاحها في الشوارع.. فاختارت ملك صاحبة الـ13 عام كتابًا يتحدث عن الحب من مكتبة رياض، بعد أن رأتها أثناء زيارتها لمنطقة وسط البلد. وقالت إن وجود مكتبة لاستعارة الكتب بالمجان دون وجود شروط، مثلما يحدث في بلاد الغرب، فكرة جميلة جدا- حسب وصفها.

وافقا سمير عبد الحاكم البالغ من العمر65 عامًا بالمشروع، الذي وصف المشروع بأنه يساعد على الفكر التعاوني بين الناس، مشيرًا إلى أن الهدف من إنشاء المكتبة هو تبادل الكتب المتنوعة، حتى لا يقتصر العلم على شخص معين، لكن أي فكرة جديدة في بدايتها غير مألوفة، ولا تعتبر ناجحة إلا بعد تعود الناس عليها.

بينما أضافة شهندا صاحبة الـ28 عامًا "أول مرة أسمع عنها بالأمس من الفيس، واليوم جئتُ كي أستكشف المكتبة بنفسي واصطحبت معي مجموعة كتب عن الأدب، والأربعة أجزاء من سلسلة كرامازون، وسوف أخُذ منها مجموعة كتب كي أقرأها ثم أُعيدها مرةً أخرى للمكتبة ليستفيد منها غيري".

لكن لـ"نهى خير" رأى آخر تقول:" إن ثقافة البلد لا تقدس الفكرة وبالتالي تحُد من استمرار المشروع، مؤكدة أنها مستمدة في الأصل من الخارج، فالدول الأجنبية استطاعت تنفيذها بنجاح بسبب عدم تعديهم على حقوق الغير، لكن في مصر أرى أنها لفترة مؤقتة، بسبب عدم وجود النظام الذي يتحكم في الاستخدام الأمثل للكتب وإعادتها، مؤكدة تخوفها الشديد من سوء استخدام الفكرة من قبل بائعي اللب والبطاطا الذين لا يقدرون قيمة الكتاب ويأخذونه بثمن زهيد، ليستخدمونها في أعمال البيع، وأضافة أن ثقافة الناس متجهة إلى تصفح الإنترنت، وسماع المسيقى".

وفي السياق ذاته يقول "مصطفى رشاد رمضان" 57 عامًا خلال زيارته الأولى للمكان: "لو استمر المشروع سوف ينهض بثقافة البلد". وتابع: أنا واحد من الناس لدى مكتبة كبيرة جدًا ممكن أتبرع بها، في حالة استمرار المشروع وإقبال الشباب عليها".

بينما طالبت "هدى مصطفى" 62 عامًا: "بوجود رقابة على المشروع حتى لا يتم استغلاله من قبل معدومي الضمير الذين يتعدون على حقوق الغير بأخذ كتب دون ردها إلى المكتبة مرة أخري".

وأكد الدكتور "محمد الجمل" بكلية الزراعة جامعة الأزهر: "أن الفكرة رائعة، ويوجد بالمكتبة العديد من الكتب القيمة، التي تناولت المجالات المختلفة مثل الدينية، الادبية، الثقافية"، مشيرًا إلى أن الأهم من ذلك هو المحافظة عليها وأن يعلم الناس أنها ملك للجميع حتى لا نتفاجئ بشخص يأتي ليلًا ليحصد ما بها من كتب.

وعلق محمد أحمد بقوله إن الكتب غير مناسبة للعصر الحالي خاصة بعد تعديل القوانين في كافة المجالات، ويجب وضعها في أماكن محددة تجنبًا لأعمال السرقة.

من جهة أخرى أكد يحيى عبد الرحيم، أحد بائعي الكتب بالمنطقة، أن هذا المشروع يحتاج للدعاية، لأن الكثير من الناس لم يسمع عنه، لكن من الطريف أن البعض يأتي ليسألني عن أسعار الكتب بالمكتبة، وعندما يعلم أنها بالمجان يصاب بالذهول، وأضاف من عوامل نجاح هذا المشروع النظام لأنه أساس كل شيء، مضيفًا أن القارئ يبحث عن الكاتب قبل الكتاب.

ووصف طه علي أحد بائعي الفول والطعمية بالمكان الفكرة بأنها أكثر من رائعة، لكن في هذا البلد تحتاج وقت ليتم تطبيقها، بعد نشر ثقافة الأحترام ومراعاة حقوق الغير، مشيرأ إلى أن إنشاء المكتبة لم يتعدى أسبوع واحد، والآن بها ربع كمية الكتب، لأن الناس نادرًا ما يعيدون الكتب إلى أماكنها، وأضاف: أنا لم أقرأ كتابًا من تلك المكتبة، لأنني أجد السهولة في البحث عن المعلومة عبر الأنترنت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: السيسي يدعم قطاع الصناعة باعتباره قطار التنمية للاقتصاد الوطني