شهدت قاعة إحدى المحاكم الأمريكية واقعة غريبة، تسببت في ذهول كل من بها حتى القضاة، عندما عفا والد قتيل عن القاتل، بسبب آية في القرآن الكريم.
وحُكم على تري ريلفورد، البالغ من العمر 24 عاماً، بالسجن 31 عاماً، الثلاثاء الماضي، إثر إدانته بقتل صلاح الدين جيتمود، 22 عاماً، في 19 أبريل 2015.
وكان جيتمود يعمل في مطعم بيتزا لتوصيل الطعام إلى المنازل، عندما سُرق وقتل طعناً عقب تسليم البيتزا المطلوبة إلى شقة في ليكسينغتونن بولاية كنتاكي، نقلاً عن "ديلي ميل" البريطانية.
واعتقل ريلفورد واثنان آخران بتهمة قتل جيتمود، لكن هيئة المحلفين الكبرى لم تتهم إلا ريلفورد بالجريمة.
وخلال المحكمة، أصر ريلفورد على أنه ارتكب الجريمة بمساعدة آخرين، إلا أن المدعي العام، كاثي فيليبس، ذكرت أن كل الدلائل تشير إلى تورطه في القتل بمفرده، مؤكدة أنه "نفذ السرقة، وأحضر السكين، وحاول العبث بالأدلة، والتهم بعد القتل البيتزا".
واعترف ريلفورد بالذنب الشهر الماضي بالتواطؤ في القتل والسرقة ومحاولة العبث بالأدلة.
وفي جلسة النطق بالحكم، قرر والد الضحية العفو عن القاتل، واحتضنه في مشهد مؤثر، مؤكداً أن "الغفران هو أعظم الصدقات"، موضحًا أن في القرآن في سورة "التوبة" آية تقول "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
وقال الأب، الدكتور عبد المنعم سومبات، في الكلمة التي ألقاها في قاعة المحكمة، إن ابنه كان شاباً لطيفاً وسخياً وخجولاً، يهوى موسيقى الراب والكتابة.
وعمل سومبات مديراً لعدد من المدارس في أميركا، لكنه يعيش الآن في تايلاند. كما توفيت زوجته عام 2013، قبل عامين من مقتل ابنها.
وكشف الأب أن ابنه كانت أمامه توصيلة واحدة ليلة الجريمة لينهي عمله في ذلك اليوم، ما أضفى المزيد من الألم على الواقعة، وجعل مقتله أكثر مأساوية.
وفي ختام كلمته، صدم الأب المحكمة، عندما تحول إلى قاتل ابنه، وأعلن أنه لا يلومه على الجريمة. وأضاف: "أنا غاضب من الشيطان الذي ضللك حتى ارتكبت جريمتك".
الموقف المؤثر دفع هيئة المحكمة إلى طلب استراحة، وعند العودة تحدثت والدة القاتل وقالت إن ابنها كان طفلا ممتازا، ولكنه انزلق في شبابه إلى إدمان المخدرات.
وخاطبت والد الضحية: "أتحمل مسؤولية كاملة عن فقدان ابنك الرائع. وأشعر بأسف بالغ لخسارتك. ولكن غفرانك أبهرني".
وبعد العفو، تحدث القاتل وأعلن اعتذاره عن الجريمة: "آسف على ما حدث في ذلك اليوم. أحييك على موقفك، رجل قوي يعرف أن شخصاً تسبب في أذى له، ولكنه يظهر يقول ما قلت. لا أتصور مدى الألم والمعاناة التي تمر بها. لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن.
أشكرك على غفرانك"، وبعدها، تقدم الأب نحو القاتل وصافحه، واحتضنه.
ولم يتوقف الموقف عند هذا الحد، بل اندفع أفراد من العائلتين نحو الرجلين، وجهشوا جميعًا بالبكاء.