السياسي الفلسطيني صاحب الكوفية والبدلة العسكرية، لا يزال حاضرًا في الأذهان وخاصة في قلب كل فلسطيني مازال يذوق مرارة العدوان الإسرائيلي، وفي مثل هذا اليومن رحل الشهيد ياسر عرفات، أحد رموز الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل الاستقلال، الذي كرس حياته في النضال والمطالبة بحق شعبه في تحديد مصيره.
ولد رئيس السلطة الفلسطينية، بـ"حي السكاكيني" في القاهرة عام 1929، لأسرة فلسطينية، وأمضى مراحل تعليمه حتى الجامعية في القاهرة، حيث كان يدرس الهندسة، وترك الدراسة، وانضم بإحدى فرق الإخوان المسلمين التي حاربت في غزة، وبعد حل هذه المجموعات،عاد إلى القاهرة مرة أخرى ليواصل دراسته.
انضم بعد تخرجه من الهندسة المدنية عام 1956، كضابط احتياط في الجيش المصري فور اندلاع العدوان الثلاثي على مصر، ثم سافر إلى الكويت للعمل في أنشطة تجارية حتى أواخر عام 1957، بعد ذلك أسس "أبو عمار" مع أصدقاء النضال، حركة تحرير فلسطين عام 1959 المعروفة باسم "فتح"، وأصبح القائد الأعلى لها، والتى بدأت عملياتها العسكرية ضد العدو، بعد اعلان دولة اسرائيل.
بعد نكسة 1967، انتقل نشاط حركة "فتح" إلى الأردن، لكن قيام بعض التنظيمات الفلسطينية بخرق السيادة الأردنية دفع عرفات للانتقال بنشاط الحركة إلى لبنان، وتواصلت العمليات المسلحة ضد إسرائيل، وحدثت تحولات في نشاط الحركة، وهي إقامة دولة فلسطينية على أي أراض فلسطينية يتم تحريرها، وتوجه عرفات بسبب ذلك إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليقول أمام العالم أجمع مطالب الشعب الفلسطيني، فكسب تأييد الرأي العام الدولي، وأطلق المراقبون الأميركيون على ذلك اليوم اسم "يوم عرفات".
وفي عام 1988، أعلن عرفات الاستقلال الفلسطيني، وانتخب رئيسًا للسلطة الفلسطينية تحت مراقبة أمريكية، حيث فاز بـ88% من الأصوات، وبعد مفاوضات سرية نتج عنها "اتفاقية أوسلو" عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتي بموجبها اعترف الطرفان ببعضهما رسميًا، وفاز عرفات بجائزة نوبل للسلام في ختام 1995، مع إسحاق رابين، وشيمون بيريز.
عام 2000 حاصرته القوات الإسرائيلية فى مقره بـ"رام الله" ومنعته من مغادرته لعامين، وذلك بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وفشل مباحثات "كامب ديفيد"، ومرت الأيام، حتى أُعلن خبر وفاته، فى نوفمبر من عام 2004، ولم تُنفذ وصيته بأن يدفن فى القدس، ودفن فى مدينة رام الله بالضفة الغربية بعد تشييع جنازته في القاهرة.