إذا أردت أن تدخل عوالم السياسة أو المال والأعمال أو أن تستمر في المجال الصحفي والإعلامي فلا تقترب منه، إنه قارون العصر الحديث، حيث تمكن عبر أمواله من السيطرة على زمام العديد من المجالات والصعد في مصر، بدءًا من الإنشاءات مرورًا بالإعلام منتهيًا بالسياسة.
مارس السياسة عبر منابره الإعلامية المتعددة والتي استحوذ على عدد منها كملكية خاصة يتحكم في صنع واتخاذ القرار بها، وأخرى لا تخرج عن نطاق سيطرته كونه يمتلك أكبر وكالة إعلان في مصر، يمكنها حجب التمويل الذي تحصل عليها من الإعلانات التي تمدها به وكالته.
رجل الأعمال الذي يعد وفقاً لآخر تصنيفات النشرات الإقتصادية العالمية أغنى وأكثر الأشخاص ثراءً في مصر، إنه نجيب ساويرس، بدأ التغلغل السياسي منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عندما عمل على إمتلاك وفي بعض الأحيان المشاركة في إصدار صحف خاصة، بتدفقات مالية كبيرة لعل أبرزها كان صحيفة المصري اليوم، وإمتلاكه بشكل كامل لصحيفة "فيتو"، إضافة إلى تغريده في الفضاء من خلال قناته الفضائية "On TV"، ناهيك عن الوكالات الإعلانية التي تسيطر بطبيعة الحال على العديد من الصحف الأخرى عبر تمويلها بالإعلانات.
بعد ثورة 25 يناير 2011 وسقوط نظام مبارك أدرك الملياردير المصري ما يمكنه أن يفعله الإعلام فعلاً على الأرض، فقام بتوسيع سيطرته أكثر عليه عبر استحواذه على فضائية "TEN"، كما حاول السيطرة على تحديد محتوى وسياسات القنوات والصحف الأخرى التي لايمتلكها فعلاً عبر خطة محكمة تديرها وكالة "برومو ميديا" للإعلان التي يمتلكها ساويرس ويديرها إيهاب طلعت، وفي الأونة الأخيرة تواترت الأنباء عن سعيه لإصدار صحيفة ورقية جديدة يكون رئيس تحريرها مجدي الجلاد خاصة بعد تركه لصحيفة الوطن.
لم تكتف ساويرس بالسيطرة على الإعلام المحلي بل قام بشراء 53% من أسهم قناة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية التي تبث بعدد من اللغات وتشاهد في القارة العجوز إضافة إلى 102 دولة حول العالم ليؤكد سيطرته وسطوته على الإعلام بشقيه المحلي والدولي.
بيد أن المفاجأة التي كشف النقاب عنها اليوم هو قيام رجل الأعمال نجيب ساويرس ببيع كامل أسهم شركته المالكة لقناة "ON TV" إلى شركة "إعلام المصريين" التي يمتلكها بالأساس رجل الأعمال الشاب أحمد أبو هشيمة.
خطوة رآها البعض مفاجأة من العيار الثقيل، حيث تمثل تحولًا جذريًا في السياسات والإستراتيجيات التي تحكم فكر ساويرس لسنوات عدة خلت، بيد أن آخرين كثر أكدوا أن هذه الخطوة لم تأت دون دراسة ووعي لمألاتها، بل تؤكد سعي الملياردير المصري إلى توجيه دفة الإعلام ومن ثم السياسة، من وراء ستار عبر وكالة الإعلانات التي يمتلكها "برومو ميديا" يعطي الإعلانات للصحف والفضائيات التي تسير في مداره ويمنع عن تلك التي لا تتعبد في محرابه.
أما الجديد في الأمر، وعلى الجانب الآخر، هو سطوع نجم رجل الأعمال الشاب أحمد أبو هشيمة في مجال الإعلام، بعد نجاحه الصناعي والإقتصادي الذي حققته شركته "حديد المصريين"، مؤكدًا في بيان صحفي له أنه يسعى من خلال شركته "إعلام المصريين" إلى ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الإعلام المصري من أجل إستعادة الريادة المصرية فى مجال صناعة التلفزيون والدراما وفق قواعد تنافسية طموحة، وإيمانًا من الأهمية الكبرى التي يمثلها الإعلام حاليًا على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية.
استحواذ شركة "إعلام المصريين" على الشركة المالكة لقناة "ON TV"، رآه محللون كثر استنساخ لتجربة نجيب ساويرس في الاستحواذ على الإعلام، مشددين على أن رجل الأعمال الشاب "أحمد أبو هشيمة" هو القادم بقوة ليحل محل ساويرس، ليكون صاحب لقب إمبراطور المال والإعلام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
