الإتجار بالبشر هو أمر من الأمور المحرمة دوليا، والتحريم لا يتوقف على القوانين والمجتمعات الدولية فقط، بل تجرمه ايضا الكتب والأديان السماوية، اي أنه أمر غير مقبول في الدنيا أو الآخرة على حد سواء، وبرغم كل هذه المحاذير إلا أن عصابات المافيا لهذا النوع من التجارة يجدون القنوات التي يمكنهم من خلالها ممارسة الأمر، ويساعدهم جشع البعض وضيق ذات اليد للبعض الآخر.
ومؤخرا ظهرت قناة جديدة للتجارة في البشر بسبب الديون المتراكمة على الاسر المختلفة والتي يعاني ربها من عدم وجود القوت الكافي لإطعام صغاره، ومن هنا يجد الطريق كل ضعاف النفوس ببيع بناته عبر الإنترنت لراغبي المتعة والزواج، وهي الصفقات التي يعقدها اشخاص يتبعون شبكة مختصة بهذه الأمور من خلال حسابات وهمية عديدة.
شروط البيع
واصبح البيع عبر الإنترنت متاحا ومباحا لكل المنتجات والاشياء والحيوانات بأنواعها واصنافها، وأخيرا أصبح البشر أيضا ضمن السلع التي يمكن بيعها واستيرادها عبر الإنترنت، وحين تعرض أسرة "إبنتها" للبيع لابد من توافر شروط عديدة، حيث لم يعد البيع لمجرد المتعة الجنسية المحرمة، بل أصبح هناك أغراض أخرى.
ولتعدد الأغراض أصبح ايضا هناك شروط لابد من توافرها في الفتاة لتكحون صالحة للبيع من خلال صفقة تقدر أحيانا بملايين الدولارات، وضمن هذه الشروط عمر الفتاة لأن البيع يبدأ من 6 سنوات، وغالبا يبدأ تعليم الفتاة في هذا العمر التعامل بأسالبي وحشية وأخرى دموية لممارسة العلاقات المحرمة.
كما يشترط العميل أحيانا أن تكون الفتاة "عذراء" لم يمسها أي شخص، وأغلب عملاء هذا النوع من الطلبات يكون للأثرياء العرب، حيث يشعرون بالقوة والنشوة الجنسية عند فض غشاء البكارة للفتاة العذراء.
صورة غشاء البكارة
ويطالب بعض الزبائن بصورة لغشاء البكارة لدى الفتاة لمزيد من التأكد من عذريتها، وهي العملية التي تحتاج لأموال لتصويرها يتكفل بها العميل ايضا، وتوافق على هذا الشرط على التحديد العائلات الهندية، وهي العائلات التي معظم زبائنها من أثرياء الخليج.
أثرياء وتجار بشر
أما عن نوعية العملاء والزبائن في هذا الشأن فنجد الأثرياء العرب من الدول الخليجية هم الأكثر تداولا وتفاعلا عبر هذه المواقع والحسابات التي تختفي بعد فترة محددة، ويدفعون بالدولار في معظم الأحيان، ونادرا ما يبتاعون الفتيات للمتعة في بلادهم بل يفضلون الإتيان بها لدول أوروبية خاصة تركيا واليونان وقبرص خوفا من التعرض للنصب، ويتكفلون بنقل الفتاة وتكلفة الأمر.
أما تجار البشر فهم يقومون بطلب صور لكل جزء في جسد الفتاة على أن يتم الشراء بعد معاينة جسدها بالكامل لضمان سلامتها وعدم تعرضها لعمليات تشوه جسدها خاصة اليافعات منهن، ويدفعون عن طريق التحويل البنكي بشكل مباشر وعبر حسابات ايضا وهمية.
المواقعة في منزل الأسرة
احيانا يطالب الزبون بمواقعة الفتاة في مكان يخص الاسرة وليكن منزلهم، ولا ترفض العائلة صاحبة العرض الأمر أملا في استغلال الفتاة مجددا، حيث كشف تحقيق أجرته بي بي سي في الهند أن هناك عائلات مسلمة فقيرة تزوج بناتها صغيرات السن إلى رجال عرب من بينهم طاعنون في السن مقابل المال في ظاهرة تعرف بـ"عرائس العطلات".
وكشف التحقيق عن قصة الفتاة التي تدعى "فرحين" التي كانت مهتمة بدراسة العلوم، وكان حلمها أن تصبح ممرضة في المستقبل، ولكنها وجدت نفسها متزوجة من شيخ من الأردن يبلغ من العمر 55 عاما في حين كانت بالكاد تبلغ 13 عاما، وأخذها حينها والدها إلى إحدى الغرف، وقدمها إلى ثلاثة رجال ثم قيل لها إنها كانت ستتزوج أحدهم في المساء، ولم تستطع أن ترفض أو تقاوم، بل إنها لم تفهم الأمر إلا بعد المرور به.