أعلنت الحكومة البريطانية عن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019، عند الساعة 23:00 بتوقيت جرينتش، بعد تعديل سيطرح ضمن مشروع قانون بريكست، الذي لا يزال قيد الدرس في البرلمان.
و الغريب في الأمر هو الساعة التي اختارتها الحكومة؛ إذ كان المسؤولون الأوروبيون يتوقعون أن تكون عند منتصف الليل بتوقيت لندن، لكنها ستكون بتوقيت بروكسل؛ أي أبكر بساعة بتوقيت لندن.
وسيتم إدراج التعديل ضمن مشروع قانون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي سيخضع لمراجعة معمقة على مستوى اللجان اعتباراً من الثلاثاء 14 نوفمبر.
ومن المفترض أن يضع مشروع القانون الذي يُعتبر حاسما في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي حداً لسيادة التشريعات الأوروبية في القانون البريطاني.
مهمة ماي
بعد تصويت البريطانيين لصالح بريكست في استفتاء في يونيو 2016، تقدمت رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، بطلب رسمي في 29 مارس لخروج بلادها من التكتل، وأطلقت بذلك مرحلة مفاوضات تستمر عامين قبل موعد الانسحاب الرسمي.
وكتبت ماي في عدد الجمعة من "تليجراف" لا يشكك أحد في تصميمنا أو عزمنا، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم.
وأضافت ماي سيكون الأمر واضحاً للغاية في الصفحة الأولى لهذا التشريع التاريخي: المملكة المتحدة ستخرج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019 في الساعة 1100 مساء بتوقيت جرينتش.
وتابعت رئيسة الوزراء أنه سيتم إضافة التاريخ والوقت إلى مشروع قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي سيدقق المشرعون فيه الأسبوع المقبل في مرحلة الفحص والتمحيص في إحدى اللجان.
وقالت ماي إن هذا التشريع أساسي لتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة سلسة ومنظمة.
من جهة ثانية، اتهم سياسي مؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي باتخاذ إجراء مثير للخوف بعد أن أعلنت تاريخ وتوقيت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال مايكل هيسلتاين الوزير السابق من تيار المحافظين، وهو عضو في مجلس اللوردات غير المنتخب، قال إن تدخل ماي «يبث درجة من اليقين في اللحظة الخاطئة».
وفي الداخل تواجه ماي مهمة شاقة في البرلمان بشأن مشروع قانون الانسحاب، الذي يشكل العمود الفقري لاستراتيجيتها الخاصة بالخروج من التكتل الأوروبي ، بحسب "رويترز".
وبعد فقدانها أغلبيتها البرلمانية في انتخابات أساءت تقدير الدعوة إليها في يونيو الماضي، يتعين على ماي أن توحد حزب المحافظين المنقسم بشدة على نفسه بشأن عملية الخروج، وتعتمد على دعم حزب آيرلندي صغير لإقرار المشروع دون هزائم.
وسيبدأ المشروع أحدث مرحلة من رحلته في البرلمان يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، عندما يناقش النواب ويصوتون على بعض من 186 صفحة من التغييرات التي جرى اقتراحها حتى الآن. والمشروع في مرحلة مبكرة، ومن المتوقع أن يستغرق عدة أشهر لإقراره في مجلسي البرلمان.
الاتحاد الأوروبي يمهل لندن
ويمهل الاتحاد الأوروبي بريطانيا أسبوعين لتوضيح التزاماتها، وخصوصاً المالية منها في إطار بريكست في ختام جولة سادسة من المفاوضات لم تسمح بتحقيق اختراق حاسم لتنظيم الانفصال بين الطرفين.
وكشفت هذه المفاوضات التي استمرت يوماً ونصف اليوم في بروكسل عن وجود عثرة أخرى هي الملف الإيرلندي إذ إن لندن وبروكسل مختلفتان بشدة حول طريقة تجنب العودة إلى حدود فعلية مع إيرلندا.
وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لبريكست ميشال بارنييه إن الأوروبيين يريدون أجوبة ملحة مع التزامات واضحة وصادقة من قبل الحكومة البريطانية. ورداً على سؤال في مؤتمر صحفي عما إذا كان هناك موعد محدد بأسبوعين لتعطي بريطانيا ردها على قضية فاتورة بريكست التي تقدر بستين مليار يورو، قال بارنييه نعم.
بهذا الشرط فقط يمكن أن يقبل الأوروبيون في قمة الاتحاد المقررة في 14 و15 ديسمبر، بدء مرحلة جديدة من المفاوضات.
وخلافاً للمرحلة الحالية، ستشمل تلك المقبلة العلاقة المستقبلية مع لندن التي تنتظر بفارغ الصبر بدء المحادثات التجارية لفترة ما بعد بريكست.