"حمال الهموم يا صغير".. حكاية تلميذ بين "السباكة" والدراسة (صور)

"التحق كغيره بدراسته، إلا أنه لم يكن مثل أصحاب سنه، فضيق المعيشة وقلة ذات اليد جعلته يتخلى عن حقوقه المشروعة من لعب ومزاح، فما إن ينهي يومه الدراسي حتي يعود إلى منزله ليقف كتفا إلى كتف مع والده، فمشقات ومصاعب الحياة جعلت من صاحب الخمسة عشر عاما رجلاً، فالمسئولية هنا مشتركة".

أحمد راضي عبد الله، ابن قرية زهرة البحرية التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، طالب في الصف الثالث الإعدادي يعمل في مهنة "السباكة" منذ ما يقرب من عامين بعد أن قرر مساعدة والده في تحمل مشقات الحياة والغلاء الذي أصبح عبء علي جميع المواطنين.

فى السابعة من صباح كل يوم يستيقظ أحمد ليرتدي ملابسه، ويلتحق بزملائه فى طريقه إلى مدرسته، وفور الانتهاء من فترته الدراسية يتجه إلى منزله ليتناول الغداء، ويرتدى ملابس عمله ليبدأ مهمة أخري، فهذه المرة "سباك".

عمل "أحمد" بمهنة "السباكة" لم يمنعه من تأدية ما عليه من مهام الدراسة وحفظ ما أقره معلمه له أثناء الشرح في المدرسة، فهو لم يكن كغيره من أبناء جيله يتردد على الدروس الخصوصية، نظراً لإنشغاله بعمله بالإضافة إلى عدم امتلاك والده مصاريف دروسه.

أصر "أحمد" أن يعمل بعد الإنتهاء من فترته الدراسية لمساعدة والده في مصاريف البيت لضيق الحالة المعيشية وقلة راتب ابيه الذى يعمل في مهنة النقاشة، قائلاً: "طلبت من والدى عدم العمل في نفس المهنة لحبى لمهنة السباكة". 

بكلمات تعبر عن الأمل والسعادة، انهى "أحمد" حديثه قائلاً: "الحمدلله مبسوط بشغلي وبتمنى لما أكبر افتح محل سباكة أمارس مهنتي اللي اعتز بها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة برشلونة وبريست بدوري أبطال أوروبا (لحظة بلحظة) | التشكيل