قبائل الجن في أسيوط.. قصة "شيخ" يقصده رجال الأمن والأثرياء والباحثات عن الانجاب

السحر والشعوذة والدجل خرافات وجدت تربة صالحة للانتشار في قرى الصعيد منذ سنوات طويلة وترسخت مع زيادة نسبة الجهل والفقر بين المواطنين، حتى صارت مصدر رزق وفير للنصابين.

وأجرى المركز القومى للبحوث الاجتماعية، دراسات اثبتت ميول المصريين للدجالين والشعوذة، خاصة في الصعيد حيث أكثر من 29 خرافة يؤمن بها المجتمع الصعيدي ..والطبقة الوسطى بالمدن 42% يقابلها في الريف 47%..

وأشارت الدراسة إلى انسياق المواطنين وراء الدجالين والخرافات لعلاج مرضاهم.

محافظة أسيوط من بين المحافظات التي ترتفع بها نسبة الدجل والشعوذة، خاصة بعد حريق عزبة الجمايلة التابعة لقرية العفادرة بمركز ساحل سليم، واتهام الأهالى للجان بالتسبب بتلك الحرائق والمجهول الذي يشعل لهم بيوتهم بشكل غريب ومرعب أصاب الجميع بالهلع ودفعهم لمغادرة منازلهم والنوم في العراء؛ خوفا من اشتعال النيران ليلا بأطفالهم وذويهم في واقعة هي الأغرب من نوعها.

أحد الأهالى قال "فوجئنا باشتعال النيران بأحد أحواش الماشية وتمت السيطرة على الحريق بمشاركة الأهالي والاعتقاد ان الحريق بسبب لهو الأطفال، وفي اليوم الثاني وجدنا الأمر نفسه يتكرر ووجدنا النار أشد ضراوة من اليوم الأول فقمنا بالاتصال بالمطافئ والتي حضرت علي الفور وبدأ الأهالي في إخماد الحريق".

"الشرطة ألقت القبض علي الجيران بعد فترة بتهمة قيامهم بالتنقيب عن الآثار بالمنزل الذي يجاور الحوش وتطايرت الأخبار بأنهم قاموا بإحضار بعض الدجالين العرافين والروحانيين والذين قاموا بحبس جن وهو ما ترتب عليه هجوم قبيلته وقيامها بإشعال النيران بالمنزل والمنازل المجاورة".. هكذا استرسل المواطن.

وأضاف أنهم لم يهتموا بهذا الكلام لتناقضه مع العقل حتي فوجئوا بالنيران تشتعل للمرة الثالثة وأخبرهم رجال الحماية المدنية أنهم لن يحضروا مرة أخرى؛ لأن هذا الحريق غريب، خاصة أن الأشياء التي تشتعل فيها النيران مبللة وباتت مليئة بالماء ثم أخبرهم "شيخ" أن الأمور ستستقر تماما؛ لأنه تم عقد مصالحة مع الجن وتم استرضاؤهم، والغريب أن ما قاله هذا الشيخ تحقق حيث هدأت الأمور تماما وظلت الدهشة تتملكهم جراء ما حدث.

تناقلت أخبار الشيخ (ف.ط.و) الذى ينشر الدعايات بقدرته على العلاج الروحانى بمركز البدارى، وتوافد العشرات على منزله وأصبح الحجز قبل الزيارة بشهر، تناقل الناس سيرته لقدرته على اختراق الحواجز بأنه طبيب روحانى وليس دجالا.

"عندما تدخل الى حجرته فى الطابق الأرضى ينتظره عشرات المرضى كان المنظر غريبا وتتكدس الكتب الخاصة بالعلاج الروحانى وعلى الحوائط أرقام وطلاسم مخيفة وصور، وعندما تطلب منه توقيع الكشف الروحانى يصر على دفع رسوم الكشف أولا؛ لأنه لا يأخذ شيئا من هذه الأموال، وإنما تذهب إلى الجان الذين يعملون معه".. هكذا وصف أحد الأهالي منزل الروحاني.

وأكد أنه قادر على ربط الرجال وفك الربط الجنسى ومعالجته للمشاهير ورجال الأمن ويتردد عليه بشر من كل الأجناس.

ومن جانب آخر حكى أحد أولياء الأمور أنه اضطر للذهاب لدجال بعد معاناة ابنه في الامتحانات بالصداع الدائم، ولم يستجب لعلاج الأطباء فذهب للشيخ "عرفه"، الذي قام بقراءة بعض الكلمات وأعطاه حجابا يلازمه أثناء مذاكرته ومعه مسكا أبيض للتطيب منه طوال الوقت ودهانا للرأس والعين إذا شعر بأى إرهاق وأخذ 500 جنيه نظير ذلك .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً