تواصل قطر حبك المؤامرات للإضرار بدول المقاطعة العربية، في عدد من الملفات الحيوية، فبعد إعلان التحالف مع إثيوبيا ضد مصر في ملف سد النهضة بهدف تعطيش 100 مليون مصري، جاء الدور على السودان الذي يسعى النظام القطري لاستقطابه في مواجهة دول المقاطعة، وإقناع الخرطوم على سحب قواتها من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
تنظيم الحمدين بدأ سياسة إغراق الخرطوم بالامتيازات المالية بهدف إقناع نظام عمر البشير بفض الشراكة مع دول المقاطعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وإعلان الانحياز الرسمي لجانب الدوحة، ثم سحب القوات السودانية من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والذي يخوض مواجهات عسكرية مع ميليشيات الحوثيين الإرهابية الممولة ماليا وعسكريا من إيران وقطر وحزب الله.
في إطار هذه الرؤية القطرية، كان من الطبيعي أن يتم الإعلان الخميس، عن اتفاق السودان وقطر على إنشاء أكبر ميناء على ساحل البحر الأحمر، في ظل تقدم التعاون بين البلدين في العديد من المجالات الاقتصادية، وقال وزير النقل السوداني مكاوي عوض أمام جلسة للبرلمان السوداني أن قطر تعتزم أيضًا تطوير ميناء "بورتسودان" ليكون أكبر ميناء للحاويات بما يخدم السودان وجيرانه.
التحرك السوداني القطري جاء ضد دول المقاطعة في المقام الأول، إذ يستهدف الميناء الجديد اقتطاع بعض أرباح قنال السويس المصرية من ناحية، واستباق خطط السعودية المعروفة برؤية 2030 التي تتضمن إنشاء وتطوير العديد من موانئ السعودية المطلة على البحر الأحمر.
وفيما يبدو مؤشرا على رغبة نظام البشير ذي النكهة الإخوانية في الانحياز إلى دوحة الإرهاب، قال مسؤول سوداني في تصريحات إعلامية إن ما ذكر عن تأجير ميناء بورتسودان لشركة دبي للموانئ مجرد شائعة، بما يؤكد أن الخرطوم تفضل حاليا الاستثمارات القطرية على نظيرتها الإماراتية.
ويعد الرئيس السوداني عمر البشير من الشخصيات المثيرة للجدل، إذ ارتبط بتحالفات مع تنظيمات إرهابية مثل جماعة "الإخوان" والقاعدة، إذ سبق له أن استضاف زعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل سفره إلى أفغانستان، كما استضاف عناصر إرهابية وحماها من ملاحقة الأنظمة الأمنية المصرية، فضلا عن تورطه في صراعات إقليمية وقمعه للمعارضين وقتل الآلاف منهم، لذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارا بتوقيفه.