تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الجمعة، عددا من الموضوعات المهمة، منها الأوضاع المتوترة بالشرق الأوسط، والاجتماع الوزاري العربي المقبل.
ففي مقال بعنوان "شبح الحرب المخيم دائما!"، قال رئيس تحرير جريدة "الأهرام" علاء ثابت إن رائحة الحرب تفوح من الصحف والمواقع الإلكترونية بينما الحرب على الأرض ما زالت "محتملة"، مع أن الأخبار والتطورات في الأيام الأخيرة مزعجة بل ومخيفة بكل تأكيد، مشيرا إلى أن الكل تقريبا يكتب عن أن وقوع الحرب في المنطقة داخل لبنان أو انطلاقا منه أو بسببه بات قدرا محتوما لا فكاك منه.
وأضاف أن كثيرين لا يريدون التوقف عند ما يمكن أن يحول بيننا وبين الانزلاق إلى حرب، لافتا إلى أن العرب سيخسرون فيها لا محالة، حتى وإن كسبوها بالمعنى العسكري، موضحا أن خسائر أو مساوئ الوضع الراهن لا تبرر ويجب ألا تبرر الذهاب لخسائر أكبر مؤكدة، مع أن الوقوف في وجه السياسة الإيرانية وتدخلاتها في المنطقة والعمل على بتر أذرعها التي تعبث بحاضر ومستقبل المنطقة أو على الأقل تقليم أظافر إيران، أمر مطلوب وضروري بل وواجب على كل القوى العربية والإقليمية.
وأكد الكاتب أن الحرب ليست الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف، بل إنها الوسيلة أو الملجأ الأخير، ويجب أن تكون كذلك مع الاستعداد الجيد لها ولنتائجها، مشيرا إلى أن تلك الحقيقة يعلمها الجميع في المنطقة وخارجها ويدركونها جيدا، ويعلمون أيضا أن المنطقة دفعت أثمانا باهظة، وما زالت تدفع، لحروب، عمل كثيرون من داخل المنطقة ومن خارجها علي اندلاعها أو على الأقل أسهموا فيها.
وقال ثابت إن تاريخ الحروب في المنطقة من نوعية الحرب المحتملة الآن لا يشير إلا إلى خسائر فادحة، وبكل تأكيد فإن ذلك يمثل حجر الزاوية في السياسة التي تبنتها مصر سواء خلال الحروب والأزمات السابقة أو إزاء الأزمتين السورية واليمنية ومحاولات قرع طبول الحرب مجددا في المنطقة، فسياسة مصر قامت وبشكل ثابت ومستمر على تبني الحلول السياسية للأزمات، وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار، وتسعي الآن لوقف كرة النار التي تتدحرج في المنطقة.
وأشار إلى تأكيد الرئيس السيسي ذلك المبدأ في منتدي شباب العالم بقوله: "لست مع حل أي قضية بالحرب ولنا تجربة في الحرب وهي خسائر مادية وبشرية، وتتأثر العلاقات بشكل كبير جراء الحرب.. والحروب دائما تجارب مريرة ولها نتائج صعبة جدا".
وأوضح أنه في هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية سامح شكري لست دول عربية، حاملا إليها رسائل من الرئيس السيسي تتعلق كلها بضرورة وكيفية تبريد الأوضاع بما يمنع وقوع كارثة الحرب، انطلاقا من مسئوليتها القومية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، والتزاما منها بمبدأ أن الأمن القومي العربي والأمن الخليجي في القلب منه خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ومن ثم فإنها لا تملك ترف البقاء بعيدا في حالة اندلعت حرب يكون أحد طرفيها دولة عربية بحجم وقوة تأثير المملكة العربية السعودية، لذلك أكد سامح شكري أثناء لقائه ولي العهد السعودي إدانة مصر البالغة الاعتداء الذي تعرضت له المملكة من قبل ميليشيات الحوثي بمحاولة استهداف الرياض بصاروخ باليستي، كما خرج اللقاء بتأكيد أن "استقرار ورخاء كل من مصر والسعودية هو صمام الأمان للمنطقة العربية بأسرها، وأن أي ضرر يصيب أي دولة من الدولتين هو ضرر للطرف الآخر، وأي تقدم ورخاء لطرف هو بالتبعية مصلحة عليا وفائدة للشعبين".
وقال الكاتب إن التهديد بالحرب أو توقع حدوثها في الشرق الأوسط ليس جديدا، ومراجعة ما كتب خلال السنوات بل والشهور الماضية كافية لتأكيد ذلك، الأمر الذي جعل من تعبير "الشرق الأوسط على صفيح ساخن" أكثر التعبيرات دقة في وصف حال الشرق الأوسط، ومع ذلك تغلبت الحكمة العربية في كثير من المواقف لتمنع نشوب الحرب.
وأوضح أن اندلاع الحرب في بعض الحالات كان الخيار الذي لم يكن ممكنا تجنبه، والحرب المحتملة الآن وإن كانت مرغوبة من أطرافها المحتملين إلا أنهم مازالوا غير راغبين في خوضها مباشرة أو بأنفسهم، خاصة إيران التي تجيد لعبة الحرب عبر الوكلاء، وهو الأمر الذي يعني أنه ما زالت هناك فرصة لمنع وقوع حرب مدمرة وإن كان لا يعني أن سخونة الصراع ستظل تفرض نفسها على المنطقة لفترة ليست قصيرة.
وخلص في نهاية مقاله إلى أن العامل الأهم الذي يجب أن يأخذه الجميع في الاعتبار هو أن المنطقة ــ كما أكد الرئيس السيسي ــ فيها ما يكفيها من اضطراب وإشكاليات تؤثر على أمننا واستقرارنا، وأنه لابد من التعامل بحذر شديد حتي لا تضاف إشكاليات أو كوارث أخرى في المنطقة.
أما الكاتب محمد بركات ففي عموده "بدون تردد" بجريدة الأخبار وتحت عنوان "الاجتماع الوزاري العربي"، أشار إلى الأهمية البالغة للاجتماع الوزاري القادم للجامعة العربية المقرر انعقاده يوم الأحد القادم بناء على دعوة من المملكة العربية السعودية.
وقال بركات إنه من الواضح أن الدعوة للاجتماع تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث الأمة العربية تعيش هذه الأيام ومنذ فترة ليست بالقليلة في ظل موجات متتابعة وكثيفة من التوتر والقلق، ناجمة عما يجري على أرضها من قلاقل وما يحدث بين دولها من خلافات وصراعات ملتهبة ومتفجرة.
وأضاف أنه إلى ذلك هناك الأزمة اللبنانية التي انفجرت فجأة ودون تحسب أو توقع، بالإعلان المفاجئ لرئيس الوزراء سعد الحريري عن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، وهو ما بعث بتخوفات كثيرة من انفجار وشيك للأوضاع اللبنانية يطيح بالتوازنات القائمة هناك والتي تحفظ التماسك الهش لصيغة الحكم هناك من السقوط.
وأوضح أنه طبقا لما صدر عن الحريري من تصريحات، فإن السبب الرئيسي في الأزمة اللبنانية، هو تردي الأوضاع هناك نتيجة استقواء حزب الله، وسيطرته على مواقع ومراكز السلطة والحكم، بعد أن تحول إلى قوة ضاغطة خارجة عن السلطة الشرعية في الدولة اللبنانية، وأصبح مجرد ذراع وأداة لايران في تنفيذ أهدافها وبسط نفوذها في سوريا ولبنان، واليمن أيضا، واصبح وسيلتها في تهديد العرب والخليج بصفة خاصة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
وأشار إلى أنه حال أضفنا إلى ذلك أن الاجتماع يأتي في ظل استمرار الأزمة القطرية مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فلنا أن ندرك قدر مصداقية القول بأن الاجتماع الوزاري العربي يأتي في ظل موجات من التوتر والقلق تحيط بالأمة العربية من كل جانب.
أما الكاتب ناجي قمحة ففي عموده "غدًا.. أفضل" بجريدة الجمهورية وتحت عنوان "الشهيد البردوني" أشار إلى سقوط المدير العام محمد سيد البردوني شهيدا في موقع عمله بالهيئة العامة لنظافة محافظة الجيزة خلال اجتماعه بالعمال بعد يومين فقط من توليه إدارة الهيئة، أمضاهما في مجهود شاق انتهي بجلطة في المخ سببها الإجهاد الشديد.
وأكد الكاتب أن الفقيد البردوني استحق لقب الشهيد لإخلاصه في العمل وصدقه في الوفاء بالمسئولية التي تولاها رغم العوائق البشرية والإدارية المبتلاة بها المؤسسات الحكومية خاصة الإدارة المحلية.
وشدد الكاتب على ضرورة عدم نسيان من سقطوا في ساحات العمل الشريف باذلين الجهد لبناء الوطن وخدمة المواطنين متغلبين على نوازع الأنانية والأطماع والشللية وتعويق الناجحين وغيرها من السلبيات التي تقود إلى الفشل، لولا نضال الشهداء الذين يتصدون لها في كل موقع عمل وطني مع كل العاملين الشرفاء الحريصين علي النجاح.