افتتح السيسي صباح اليوم أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط ببركة "غليون" بمحافظة كفر الشيخ، والتي تقع على ساحل البحر المتوسط، حيث شهدت المزرعة اليوم توافد أعداد كبيرة من ابناء المحافظة عقب حضور الرئيس والوفد المرافق له.
شغل هذا المشروع مساحة 4 آلاف فدان، كما يوفر حوالي 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وقد بدأ العمل في حفر الأحواض السمكية للمرحلة الثانية التي تصل مساحتها إلى حوالي 9 آلاف فدان.
في هذا الصدد توجه محافظ كفر الشيخ بالشكر والتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هذا المشروع الذي أهداه لأبناء المحافظة، مضيفًا أن القوات المسلحة استطاعت انجاز المشروع في فترة وجيزة استغرقت سنة ونصف، ولم تقتصر على تنفيذه فقط، بل وفرت كافة مستلزمات المشروع من مصانع ومساكن العمال.
في السياق نفسه يعلق وكيل لجنة القوى العاملة، محمد وهب الله في تصريح لـ"أهل مصر"..أن المشروع يساهم بشكل كبير في خفض سعر الأسماك، وبالتالي ينتج عنه انخفاض أسعار اللحوم، كما يساهم في حل مشكلة البطالة، لكن لا يقضي عليها؛ لأنها أكثر من 10 مليون.
وتابع الرئيس لديه مجموعة من المشاريع العملاقة التي من المقرر أن يفاجئ بها الشعب المصري في الفترة المقبلة، والتي تهدف إلى خفض أسعار السلع الغذائية بالأسواق وخفض معدل البطالة بالبلاد، وأضاف هذه المشروعات تتنوع بين غذائية وصناعية وتجارية.
بينما قال فايز أبو خضرة عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب أن المشروع ساهم بدور كبير في حل مشكلة البطالة لدى أبناء المنطقة، مضيفًا أن هناك المزيد من المشروعات القومية التى افتتحها السيسي من أجل القضاء على البطالة، مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتشغيل المصانع الموقوفة عن العمل، وهذا المشروع يعالج النقص في اللحوم الحمراء.
وذكر الدكتور حسن العزب الطبيب البيطري بمدرسة الزراعة في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الثروة السمكية من المواد الغذائية التي تعد مصدرًا أساسيًا للبروتين في ظل ارتفاع أسعار البروتين الحيواني، سواء أكان مصدرها لحوم البقر أو الدواجن، حيث يصل سعر كيلو اللحم في بعض المناطق إلى 170 جنيه، في المقابل كيلو السمك بـ 30 جنيه، لذلك يعد البديل الأول عن اللحوم الحيوانية.
وأضاف ما يميز المشروع، أنه تحت رقابة الدولة، وبالتالي نحصل على منتج صحي 100%، في الوقت الذي يلجأ بعض الصيادين عديمي الضمير إلى استخدام الكهرباء والكيماويات السامة في اصطياد الأسماك، مما يتسبب في تواجد أسماك غير صالحة للاستخدام الآدمي ببعض الأسواق المحلية.
وتابع، هذا المشروع يساهم بشكل كبير في خفض البطالة، وبالتالي يحارب الهجرة غير الشرعية، لكن لا بد من وجود خطط تكاملية لتطوير المشروع حتى نحصل على نوع من الاكتفاء الذاتي، ونكون من الدول المصدرة للأسماك، خاصة أن مصر تتمتع بالشواطئ الساحلية، وبالتالي نجلب العملة الصعبة التي تنهض بالدولة اقتصاديًا.
وفي ذات السياق، قال النائب محمد بدوي دسوقي، عضو مجلس النواب، عن دائرة الجيزة، أن مشروع بركة الغليون” يعد أكبر مشروع استزراع سمكي على مستوى العالم، حيث أنه لم يحدث مسبقًا، كما أنه مشروع قومي يفتخر به المصريين، مضيفًا أن المشروع عبارة عن مدينة صناعية متكاملة لإنتاج وتصنيع الأسماك، بالإضافة إلي أنه يوفر العديد من فرص عمل، وسينقل مصر من مجرد مستورد ومنتج إلى مرحلة متكاملة من الإنتاج السمكي الصناعي.
وأشاد بدوي، بفكرة المشروع والشرارة الأولي للتفكير في البدء في تنفيذ مشروع يحول الحالة المأساوية التي مر بها أهالي ضحايا مراكب الهجرة الغير شرعية، والتفكير خارج الصندوق في مواجهة تجار البشر ومروجي الهجرة الغير شرعية، في غلق المنافذ التي يستخدمونها عن طريق إنشاء مزرعة بركة غليون السمكية علي طول 4000 فدان كمرحلة أولي تصل إلي 14 ألف فدان للقضاء ومحاربة الهجرة الغير شرعية، وتشغيل الشباب، وزيادة صادرات مصر السمكية.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن المشروع يسد فجوة غذائية موجودة في السوق المصري، كما أنه يعكس اتجاه الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، فضلًا عن أن أنتاج بركة غليون يقلص نسبة استيرادنا من الأسماك حوالي 30% حيث يحتوى المشروع علي 1263 حوض للأسماك البحرية والنيلية، بطاقة إنتاجية كل 100 يوم نحو 7000 طن سمك، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الدولة في ملف الأمن الغذائي علي كافة القطاعات الغذائية.