3 أشهر كانت عمر الطفل بيتر الذي هجره والده بعد أن عرف أن زوجته على علاقة بشخص يدعى "ستيفن باركر"، مهووس بالتذكارات النازية والمواد الإباحية.
لم يكن باركر صاحب الـ31 عامًا الذي انتقل لمنزل بيتر ووالدته في فينسبري بارك بشمال لندن، عام 2006، أحن على الطفل من والديه، فأخذ يتلذذ بتعذيب بيتر إلى أن توقفت ضربات قلبه، خالقًا غضب عارم بأنحاء بريطانيا.
مع كل عام يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للطفولة، الذي يصادف اليوم، يمر طيف الطفل بيتر الذي قتل، بموافقة والدته، في الوقت الذي لم يكن بمقدر الأطباء ومسئولي الخدمات الاجتماعية اكتشاف التعذيب الذي يتعرض له الطفل صاحب البشرة الثلجية والأعين الخضراء، إلا بعد مقتله على يد حبيب والدته وشقيقه.
بعد أيام من الاختلاط القوي بين بيتر وباركر، ظهرت كدمات وخدوش على جسد الطفل، كشفتها ملاحظة الطبيب الدوري، لكن تريسي، تداركت الموقف وأدعت أن طفلها مصاب بالحساسية، ليمر الأمر بسلام ويغادر الطبيب إلكويكي، مطمئًا أن الطفل في أمان.
في الحادي عشر من ديسمبر من ذات العام، نقل بيتر إلى المشفى أثر إصابته بكدمات في الأنف والأرداف والرأس، لكن الأم لم تمل من اخفاء ما يفعله حبيبها في ملاكها الصغير، فادعت أن طفلها يحب اللعب العنيف، أغلق بذلك تحقيق الشرطة الذي فتح فور دخول الطفل المشفى.
تلك الإصابات دفعت مسئولي الخدمة الاجتماعية لإدراج الطفل على قائمة "الخطر"، ليتم نقل رعايته لإحدي صديقات الأم، بدلًا من دور الرعاية، شهور وعاد الطفل للمنزل، الذي كان يقف باركر على أعتابه فاتحًا ذراعيه لبيتر، بابتسامة تحمل المزيد من التعذيب المنتظر.
اقتربت الساعة على الواحدة صباحًا، بيتر تحتضنه عدة أغطية على سريره الوثير، تتصاعد البرودة بأنحاء جسده، في الوقت الذي تتراقص فيه والدته مع حبيبها وشقيقه، لكتشفى بعد ليلة طويلة من المرح أن بيتر مات.
داخل أسوار محكمة أولد بيلي، الجميع ينتظر الحكم على عائلة بيتر، لكن الأم وصديقها يصرون على انكار تعذيب الطفل، الذي تحول قبره إلى ساحة لألعاب الأطفال بأنواعها، لكن فتاة في الـ15 من عمره قصت تعذيب باركر للطفل "يقطلع أظافره ويقص أصابع يده ويتلذذ بضره على رأسه".
حكمت المحكمة على الأم بالسجن لمدة لا تقل عن 5سنوات، ليس للتهمة الموجهة إليها، إنما لحمايتها من الغضب الشعبي، مع براءة باركر.
قبل 6 أعوام من تلك الجريمة، في صباح الثلاثين من سبتمبر عام 2000، هربت العصافير من سماء غزة بحثًا عن مخبأ من طلقات القوات الإسرائيلية الغادرة، على الأرض كان الطفل محمد الدرة صاحب الـ11 ربيعًا، يدفن جسده المرتعش بين زراعي والده، خوفًا من ذات الطلقات.
دقيقة وكان الطفل الذي اتخذ هو ووالده جمال، من برميل أسمنتي بشارع صلاح الدين بالقرب من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين، بوسط غزة، مخبئًا، نائم وسط بركة من الدماء على قدم والده.
لحظة سكون طلقات القوات الإسرائيلية بجسد الطفل، الذي أثار قتله انتفاضة فلسطينية، كانت عدسة المصور الفرنسي كالصقر الذي التقطت مشهد أنفاس الطفل الذي غادرت الأرض، تاركة جسده يخلق جريمة جديدة لإسرائيل في أطفال فلسطين.
لازالت حقوق الطفل التي دعت لها الأمم المتحدة في العشرين من نوفمبر 1954 قائمة في الأوراق الرسمية منذ أول احتفال باليوم العالمي للطفولة الذي يصادف اليوم الأثنين، الذي مر عليه 58 عامًا، لكنها سراب على أرض الواقع.
جريمة تعذيب الطفل بيتر ورمي محمد الدرة بنيران الاحتلال، لم تكن سلسلة جرائم استطاعت الأمم المتحدة كسرها، وأكبر دليل على ذلك استمرار انتهاك الأطفال.
قرص الشمس يحارب في الثاني من سبتمبر 2015، لفرض أشعته على أنحاء تركيا، في الوقت الذي كان الطفل السوري "آلان كردي" تتلاعب الأمواج بجسده الهالك بالقرب من قرب بودروم، إحدى الشواطئ السياحية التركية، بعد أن مات غرقًا.
كان آلان صاحب الـ3 سنوات، وشقيقه غالب البالغ من العمر5 سنوات، ووالدته ريحان التي غرقت هي الأخرى والأب عبد الله، على متن إحدى الزوارق التي تحمل عشرات (الفارين) أو كما يطلق عليهم المهاجرين إلى كندا بعد الصراع الناشب في مدينة كوباني السورية.
انتشرت صورة الطفل الذي جسد معاناة مئات الأسر السورية الهاربة من جرائم تنظيم الدولة الإسلامية، بعد نشرها من قبل إحدى وكالات الانباء التركية، لتخلق ثورة عارمة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر".
كان القدر رحيمًا بأسرة "آلان وغالب"، حيث تم العثور على رب الأسرة "عبد الله" فاقدًا للوعي، بعد أن حاول قيادة الزورق الذي ضربته الأمواج العاتية، لكن كان الغرق هو المصير الذي لحق بأسرته وعدد من المهاجرين بذات الرحلة "لا لا أريد سوى أن أجلس عند قبور أفراد أسرتي لاداري الألم الذي أشعر به"- حسبما أفاد بعد الحادثة.