واصل تنظيم داعش استهدافه للمدنيين بهجومه على مسجد بقرية الروضة في سيناء يتردد عليه الصوفيون، ظهر الجمعة، بتفجير عبوة ناسفة بجواره، أعقبه إطلاق أعيرة نارية على الناجين، ما أدى إلى سقوط مصابين وقتلى، تزامناً مع احتفالات المولد النبوي الشريف.
استهداف داعش للصوفيين ليس الأول من نوعه، ففي أكتوبر من العام الماضي، اختطف عناصر داعش الشيخ سليمان أبوحراز، أحد أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء، ثم أطلقوا سراحه بعد 3 أيام.. وفي الشهر التالي، نشر التنظيم، فيديو يظهر فيه الشيخ أبوحراز، وهو يُذبح على يد عناصر التنظيم مع الشيخ اقطفيان المنصوري، بدعوى "التكهن والتشرك وادعاء الغيب".
ويهدف التنظيم، منذ بايع داعش رسميا في نوفمبر 2014، التأكيد على أن أهدافه لا تشمل فقط قوات الجيش والشرطة، وإنما تمتد لتشمل المسيحيين والصوفية.
ومسجد الروضة، الواقع على الطريق الدولي (العريش – بئر العبد)، يعتبر أحد المساجد التابعة للطريقة الجريرية، إحدى الطرق الصوفية الموجودة في سيناء.
وفي أكتوبر الماضي أطلق عناصر داعش قذائف "آر بي جي" على الحراس خارج كنيسة سان جورج غير المستخدمة في وسط مدينة العريش.
وبعد الهجوم مباشرة، فرت العشرات من الأسر المسيحية من مدينة العريش إلى مدينة الإسماعيلية، بعد تزايد وقائع استهدافهم في حوادث متفرقة بشمال سيناء.
ويحاول داعش تطبيق نفس الخطة التي طبقها في مدينة الموصل العراقية باستهدافه المدنيين من الأقباط والصوفية، والتي يهدف من خلالها تطبيق المرحلة الأولى من منهجه "إدارة التوحش"، ومفهومها "الشوكة والنكاية"، والتي تعني تنفيذ عملية إرهابية بشكل منهجي ضد فئات معينة، لها تأثير مجتمعي، بهدف الإرباك والتشتت وإحداث الفوضى، لتهيئة الأوضاع، وكسب المزيد من الشعبية في الأوساط الجهادية، ومن ثم تنفيذ استقطاب المزيد من المقاتلين.
بعدها تأتي خطوة استقطاب المقاتلين وتدريبهم، ومضاعفة العمليات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى تحييد المدنيين تماما من المعركة ، عن طريق بث الرعب، والقيام بعمليات إعدام ميدانية، للمتعاونين مع أجهزة الأمن، لكي يسهل عليه التحرك بسهولة في مختلف المناطق، وتنفيذ عملياته.
ودائمًا يستهداف داعش دور العبادة بطريقة "الكمين والإغارة"، والتي تتم من خلال زرع عبوة ناسفة داخل المسجد، بعدها استهداف المصابين بالأسلحة، والمرحلة الأخيرة تستهدف أي محاولة للإنقاذ من الصحة.
ويعتقد داعش أنه بتهجير الأقباط والصوفيين، سيكتسب "رمزية" الولاية الإسلامية، التي سيسوق لها إعلاميا، لاستقطاب أكبر عدد من المقاتلين، بالقدر الذي يمكنه من تحويل سيناء لـ "الموصل 2".
وبدأت حركة التصوف في سيناء على يد الشيخ عيد أبوجرير، في خمسينيات القرن الماضي، والتف حوله مئات المريدين، ويستهدف التنظيم الإرهابي الأقليات الدينية في شمال سيناء، إذ في وقت سابق نفذ أكثر من عملية إرهابية ضد الأقباط، وأجبرهم على النزوح من العريش ورفح إلى المحافظات الأخرى.
ويسعى جديًا تطبيق نفس سياساته في الدول العراق، وسوريا، إذ يستهدف الحسينات الشيعية، والأقباط، ويمارس ضدهم انتهاكات عدة، منها إعدام المدنيين ميدانيًا.
وفجر مجهولون ظهر اليوم، مسجد الروضة بمنطقة الروضة غرب العريش، وأسفر الحادث عن استشهاد 155 من المصلين، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية حالة الحداد بالدولة لمدة 3 أيام على شهداء حادث تفجير مسجد الروضة بالعريش.
وقالت المصادر، إن مجهولين قاموا بزرع عبوة ناسفة في مسجد أن الروضة، أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، ما أسفر عن مصرع وإصابة العديد من المصلين.
وتم نقل القتلى والمصابين إلى مستشفى بئر العبد المركزي، فيما أفادت مصادر طبية بشمال سيناء، أن الحصيلة الأولية في تفجير مسجد الروضة غرب العريش، بلغ 50 ما بين قتيل وجريح.
وقالت المصادر الطبية، أنه تم رفع درجة الاستعداد فى مستشفى بئر العبد المركزى لاستقبال القتلى والجرحى، وعمل اللازم.
ونقلت سيارات الإسعاف القتلى والمصابين إلى مستشفى بئر العبد، وأفاد مصدر أمني، أن رجال المفرقعات انتقلوا إلى موقع انفجار مسجد الروضة بالعريش.
وبحسب مصادر قبلية، فإن المسجد الذي تم استهدافه، تابعًا للطريقة "الجريرية" إحدى الطرق الصوفية داخل قرية الروضة غرب مدينة العريش.
ووفق للمصادر القبلية، فإن منطقة الروضة هي معقل للصوفيين والطرق الصوفية، والتي تعتبرها الجماعات الإرهابية في سيناء "كافرة" ويجب قتالهم، وفق لعقيدتهم الباطلة.
وذكرت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت أثناء خروج المصلين من الصلاة، أتبعها إطلاق رصاص من كل جانب على من حاول الفرار من الانفجار.
وتعرضت سيارات الإسعاف التى تنقل مصابى مسجد الروضة بالعريش إلى هجوم إرهابى، واستهدافها بإطلاق النار عليها من قبل الإرهابيين خلال نقل المصابين، حسبما قال أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، لقناة "إكسترا نيوز".
وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا باللجنة الأمنية لبحث تداعيات حادث تفجير مسجد بالعريش، فى أول إجراء من الرئيس بعد حادث العريش، فيما يتابع القائم بأعمال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي تداعيات تفجير مسجد بالعريش.
وأدان مجلس الوزراء الهجوم الإرهابي الغاشم الذي وقع منذ قليل، على مسجد الروضة بالعريش، ونعى الدكتور مصطفي مدبولي القائم باعمال رئيس الوزراء ضحايا هذا الهجوم الإرهابي داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ومتمنيا للمصابين الشفاء العاجل.