تعتبر قرية الروضة غرب مدينة العريش، أحد معاقل الطرق الصوفية التابعة للطريقة الجريرية الأحمدية، الذين ينتمون إلى الشيخ سالم أبو جرير التابع لقبيلة السواركة.
بحسب بيانات رسمية تابعة لمحافظة شمال سيناء، يقطن قرية الروضة، حوالي 2500 نسمة، وتقع غرب العريش بحوالى 30 كيلو مترا، وتمتاز بالمسجد ذو المئذنة المرتفعة الذي يظهر من مسافة بعيدة، وتقع الطريق الدولي مباشرة بين العريش وبئر العبد، وتعتبر أحد معاقل الطريقة الصوفية الجريرية الأحمدية، حيث توجد زاوية للطريقة بجوار المسجد، ولكنها تخلو هى والمسجد من الأضرحة، ويعمل غالبية سكان القرية فى صناعة الملح والزراعة الموسمية.
لم يكن استهداف الصوفيين المصلين هى الأولى، ولكن سبقها العديد من الاستهدافات كان أبرزها استشهاد شيخ الزاهدين سليمان أبو حراز، بعد اختطافه على يد عناصر بيت المقدس الإرهابية وقاموا بذبحه، ومعه أحد الشيوخ العارفين بالله، وكانت الواقعة هي الأولى فى استهداف الصوفيين، معللين أنهم من العارفين الخارجين عن دين الله.
وفي نوفمبر من العام 2016 قامت عناصر إرهابية بتفجير ضريح "شميعة" و"صبيحة" الكائنين ضمن مقابر مزار بقرية الروضة غرب العريش، وتم نسف غرفتين صغيرتين بداخلهما شاهد القبرين ضمن سلسلة أضرحة تحتويها المقبرة ويحضر إليها الأهالى للتبرك بها، وسبقه تفجير ضريح وقبر "الشيخ زويد" على ساحل مدينة الشيخ زويد، وضريح "الشيخ حميد" فى منطقة المغارة بمركز الحسنة فى وسط سيناء، وضريح "الشيخ سليم" فى منطقة مزار بمركز بئر العبد.
وانضم لقرية الروضة، أعداد كبيرة من الأسر التى نزحت من جنوب الشيخ زويد حيث استقروا فى عشش قرب مساكن أقاربهم من قبيلة السواركة التى يتكون فيها عدد كبير منهم.
شهود العيان أكدو أن عدة مجموعات مسلحة وصلت إلى محيط مسجد الروضة على متن دراجات نارية وسيارات وقاموا بزرع عبوات خارج المسجد ومن ثم أطلقوا دفعات من الأعيرة النارية على المصلين الذين تدافعوا للخروج من المسجد مما فاقم عدد الخسائر، ما تسبب في استشهاد 200، وإصابة 120 آخرين في حصيلة أولية.
وانطلقت من ثكنات العريش دبابات ومدرعات من الجيش والشرطة وعربات الكشف عن المفرقعات على هيئة أرتال للوصول للمكان وإغلاق القرية والطريق الدولى تماما.
وقال الأهالى إنه لم يتم إجلاء الوفيات من المسجد، حيث تم نقل الأهالى من خارج المسجد إلى داخله وتم وضعهم بجوار بعضهم البعض فى مشهد حزين لم تمر به القرية قبل ذلك.