أصبحت الأخطاء التحكيمية تفوق كل التوقعات رغم استخدام كل أساليب التكنولوجيا الحديثة، مازالت هناك قرارات مثيرة للجدل غيرت تاريخ منتخبات وأخرى أجهضت حلم فرق.
وإذا كنا نؤمن بأن الحكم يبقى مجرد إنسان ممكن أن يصيب أو يخطئ إلا أن بعض الأخطاء لا يمكن أن تغتفر وتدرج في خانة "الممنوع" نظرا لفداحتها وتأثيرها على مصير الفرق خاصة في البطولات.
وجاء هدف ليونيل ميسي أمس أمام فريق فالنسيا ليعيد للأذهان الكوارث التحكيمية في تاريخ الساحرة المستديرة.
بن ناصر جعل مارادونا يسجل أشهر هدف في تاريخ الكرة العالمية.الحديث عن الأخطاء التحكيمية القاتلة يجعلنا نبتدئ هذا الموضوع بأشهر حادثة على مر التاريخ والتي كان بطلها الأرجنتيني دييغو مارادونا، حيث استطاع هذا الأخير وفي مباراة الدور الثمن النهائي من كاس العالم 1986 أمام المنتخب الانجليزي تسجيل أشهر هدف "غير شرعي" على مر التاريخ، ففي مباراة عصيبة بين المنتخبين وبينما كان التعادل السلبي يجمع الفريقين استطاع دييغو أن يسجل هدفا بعد ارتقائه لكرة عرضية عن طريق قبضة يده اليسرى التي لم يحرك لها حارس المنتخب الانجليزي الشهير بيتر شيلتون ساكنا، وفي الوقت الذي ظن اللاعبون أن حكم المباراة التونسي بن ناصر سيعلن عن لمسة يد منذرا اللاعب، أشار هذا الحكم إلى شرعية الهدف الذي أثبتت الإعادة التلفزيونية بأنه سجل فعلا بقبضة اليد، لتتأهل بذلك الأرجنتين إلى الدور القادم بعد فوزها في المباراة بنتيجة (2-1) ويقصى الإنجليز بسبب خطا فادح من الحكم، الذي أصبح يشتهر بأخطائه الكثيرة والفادحة.
كأس العالم 2002... مونديال الأخطاء التحكيمية.وإذا كان الاعتراض على الحكام وأخطائهم أمرا قد ألفناه فإن ما حدث في كأس العالم 2002 الذي أقيم بكوريا الجنوبية واليابان فاق كل التصورات، حيث تلقى الاتحاد الدولي لكرة القدم العديد من الاتهامات بسبب الأخطاء الجسيمة لحكام المباريات في هذه الدورة، وهي نفس الرسالة التي وصلت إلى رئيس لجنة الحكام للفيفا، خاصة بعد أن ساعدت هذه " الأخطاء" في وصول البلد المضيف كوريا الجنوبية لأول مرة في تاريخها وتاريخ المنتخبات الآسيوية إلى الدور نصف النهائي، وبعد أن أقصت فرقا من العيار الثقيل على غرار المنتخب الإيطالي والمنتخب الإسباني، والغريب أن جل الأخطاء التي وقعت في هذه الدورة كان المنتخب الكوري طرفا فيها، مما جعل بعض الأطراف تؤكد على وجود مؤامرة من أجل الوقوف إلى جانب البلد المضيف لمصالح شخصية لا يعلم سرها إلا رئيس الفيفا.
الحكام رفضوا هدفا صحيحا لإيطاليا وآخرين لإسبانياوإذا كان منتخب كوريا الجنوبية قدم مشوارا طيبا في هذه الدورة استحق عليه كل الاحترام والتقدير، مؤكدا بأن كرة القدم ليست حكرا على الأوروبيين ومنتخبات أمريكا الجنوبية، فإن الأخطاء التي ساهمت في تأهله إلى النصف النهائي من منافسة بحجم كأس العالم جعلت منه متهما من قبل الصحافة والنقاد والملاحظين قبل أن يكون صاحب إنجاز، والجميع منا يتذكر مباراة ربع النهائي التي جمعته بالمنتخب الإسباني حين حرم الحكم منتخب "لاروخا" من هدفين صحيحين، خاصة الهدف الثاني الذي أثبتت الإعادة التلفزيونية صحته بعد أن أوضحت بدقة عدم خروج الكرة التي أرسلها المهاجم خواكين، ليتأهل المنتخب الكوري إلى الدور نصف النهائي عن طريق ركلات الترجيح، وقبلها قابل المنتخب الإيطالي في الدور ثمن النهائي أين تكرر نفس الخطأ الجسيم بعد رفض الحكم الإكوادوري بايرون مورينو هدفا شرعيا للآزوري وهو الحكم الذي أقصي فيما بعد من إدارة مباريات الدور الثاني، لتتأهل كوريا الجنوبية ويدفع الإسبان والطليان فاتورة أخطاء الحكام.
فرنسا في كأس العالم بسبب خطأ تحكيمي.الحديث عن الأخطاء التحكيمية يعود بنا أيضا للطريقة التي تأهل بها منتخب الديوك على نظيره الإيرلندي في مباراة العودة من الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2010، وإذا كان المنتخب الفرنسي قد نجح في العودة بفوز ثمين في مباراة الذهاب (10) من تسجيل أنيلكا، فإن الأمور كانت مختلفة في لقاء العودة، حيث تخلف رفقاء تيري هنري بهدف قبل نهاية الشوط الأول، وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة، ليحتكم الفريقان إلى الأشواط الإضافية، التي استطاع فيها أصحاب الأرض تسجيل هدف غير شرعي أثار زوبعة من الاحتجاجات من دون جدوى، حيث حملت الدقيقة 103 اللقطة التي جاء على إثرها الهدف بعد أن قام تيري هنري بتوقيف الكرة بيده في لقطة بدت جد واضحة ومررها إلى زميله غالاس الذي سجل هدف التأهل، ورغم اعتراض الاتحاد الايرلندي على الهدف ومطالبته بإعادة المباراة إلا أن الفيفا رفضت ذلك في الوقت الذي اعترف فيه هنري بأنه لمس الكرة بيده.
حكم مباراة تشيلزي وبرشلونة في رابطة الأبطال يبقى الأسوأمن الصعب أن تتقبل خطا الحكم خاصة إذا كان الخطأ مكلفا للنادي أو المنتخب، لكن من الأصعب أن تتجرع الأخطاء المتتالية لنفس الحكم في نفس المباراة، وفي هذا الصدد برز الموسم الماضي بشكل ملفت للانتباه الحكم النرويجي توم رينينغ أوفريبو، الذي أدار مباراة العودة من نصف نهائي كاس رابطة الأبطال بين تشيلزي وضيفه الإسباني برشلونة، وخرج عقب المباراة تحت حراسة أمنية مشددة، بسبب تماديه في غض النظر عن ما يقل عن ثلاثة ركلات ترجيح لصالح النادي الإنجليزي الذي كان متفوقا طيلة أطوار المباراة، وما زاد الطين بلة هو نجاح برشلونة في تعديل النتيجة في آخر دقائق المباراة، وهو دفع لاعبي البلوز إلى وصفه بأقبح الأوصاف أما المدرب هيدينك فقد أكد بأنه أسوا مدرب قابله طيلة مشواره الكروي، ليحرم بذلك تشيلزي من التأهل إلى المباراة النهائية مقابلة الغريم مانشستر والثار منه عما حدث في نهائي 2007