قال المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، إن سلسلة القيمة لصناعة الغزل والنسيج هي سلسلة متكاملة تبدأ من زراعة القطن وتنتهي بالمنتجات النهائية مثل الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية والسجاد.
وتعد مراحل الحلج والغزل والصباغة والتجهيز من أضعف حلقات سلسلة القيمة في مصر وخصوصًا بالنسبة للغزول من الأقطان طويلة التيلة، ويرجع هذا الضعف بالأساس إلى سيطرة قطاع الأعمال العام على هذا الجزء من سلسلة القيمة، وتندرج شركات الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام تحت مظلة الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس.
وأضاف أن صناعة الغزل والنسيج في مصر عانت من حالة من التردد منذ بداية التسعينيات حول مدى ملاءمة خصخصة هذه الصناعة الاستراتيجية، مما أسفر عنها غياب الاستثمارات في شركات الغزل والنسيج في الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام وبالتالي تقادم تكنولوجيات الإنتاج وتدهور الإنتاجية وضعف جودة المنتجات، هذا بالإضافة إلى تضخم العمالة في هذه الشركات عن ما هو مفترض نظرًا لطبيعة هذه الصناعة، حيث يقدر نصيب الأجور من إجمالي تكاليف الإنتاج في الشركات التابعة للشركة القابضة إلى 62% في المتوسط في حين إنها لا يجب أن تتعدى الـ8% في صناعات الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز. وقد ترتب على هذه المشاكل تراكم الخسائر في تلك الشركات لتقترب من 4 مليار جنيه في السنوات الأخيرة.
·
وأوضح أنه على الرغم من الأهمية الكبرى لتطوير الآلات في شركات الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام، إلا أن ذلك لابد وأن يتم في إطار استراتيجية متكاملة واضحة المعالم يتم وضعها بناء على تقييم للشركة القابضة والشركات التابعة لها ويتحدد فيها عناصر أساسية مثل ماهي الشركات التي يمكن استمراراها وما هي مجالات تطويرها، والشركات الواجب تصفيتها، وكذلك كيفية التعامل مع مشكلة العمالة وكذلك كيف يمكن الاستفادة من الأصول المهدرة لشركات قطاع الاعمال العام، فحاليا يتم تأجير الأماكن الشاغرة كمخازن لصناعات أخرى في حين أنه من الأجدى استخدامها في نفس الصناعة.