لم يقتصر صراع الفنان الراحل حمدي أحمد، على المجال السياسي فقط، حيث عُرف عنه انتقاداته اللاذعة للحكام، ولكن هذه الحدة المعروفة عنه تطرقت لمجال الفن أيضًا، ولزملائه في المهنة أنفسهم.
وأعادت وفاة الفنانة "شادية"، أمس الثلاثاء، قصتها مع "حمدي أحمد" في مسرحية "ريا وسكينة"، لصدارة المشهد مجددًا، حيث أن خلافًا حادًا نشب بينهما حينها، انتهى باستبعاده من العمل الفني، الذي حقق رواجًا لافتًا فيما بعد.
وأصرت الفنانة الراحلة، على استبدال حمدي أحمد، واستقدام غيره، وإلا لن تكمل المسرحية، حيث تم الرضوخ لطلبها، وهو ماتم بالفعل على الرغم من مرور 8 أشهر من اشتراكه بالعمل.
وعقب ذلك تم إسناد المسرحية للفنان حسين الشربيني، والذي لم يستمر هو الآخر في العرض، ليأتي أحمد بدير، ويخرج العمل غلى النور على هذه الخاتمة.
وفي حوار صحفي سابق له، كشف الفنان الراحل عن هذه الخلاف، موضحًا: "هناك ثلاثة أسباب وراء تركي لمسرحية ريا وسكينة، أولًا هذا أول عمل كان في مسرح القطاع الخاص، وشجعني على ذلك أن المخرج حسين كمال كان يعتمد على كوميديا الموقف وليس الضحك من أجل الضحك، وأثناء العرض وأنا أقف أمام عبدالمنعم مدبولي فوجئت به يقول كلام غير موجود بالنص الذي كتبه بهجت قمر وسمير خفاجي، وبعد خرجوجنا خلف الستار سألني مدبولي (إنت ليه ماضحكتش) فقلت له (عشان أنت مقلتش حاجة تضحك أصلًا إنت قلت حاجة تقرف)».
وأضاف: "قال إنت أزاي تقولي أنا كده؟ قلت له (يا أستاذ مدبولي حضرتك تسكت خالص، هو الضحك بالعافية؟)، قال: (أنا مدبولي نجم الكوميديا، أنا صاحب المدبوليزم)، قلت له: (كوميديا إيه أنت واحد من الذين أفسدوا أذواق الناس في الكوميديا اللي بتقدمها)، وانتهي الموضوع وحضر الزملاء وقالوا لي خلاص يا حمدي إبقي اضحك وخلاص"، مكملًا: "عدنا إلى المسرح ووقفنا فقال نفس الجملة فضحكت غصب عني، فوجدته يقول: (إنت بتضحك ليه يا طويل يا أهبل) فتعجبت أنه يقول هذا الكلام أمام الجمهور، وأنا رجل محترم، ونائب في مجلس الشعب".
أما الأمر الثاني فقال عنه: "المسرحية كانت تنتهي الساعة 3 فجرًا ثم أعود إلي المنزل وأتناول العشاء، وأصلي، فاكتشفت أنني أجد صعوبة في الذهاب إلى المجلس الساعة 11 صباحًا، وفشلت في تغيير مواعيدي رغم أنني كنت أحصل على أعلى أجر في حياتي كممثل خلال فترة المشرحية".
وعن السبب الثالث، أو المشكلة الثالثة، فقال: "لم يكن يجوز أن أستكمل المسرحية بعد ذلك، عندما كنا نعرض المسرحية في مصر كانت مدة العرض 4 ساعات بالإضافة إلي 45 دقيقة تحية الفنانين والكومبارس للجمهور، وعندما كنا نعرض في الكويت، طلبت من الزملاء في المسرحية اختصار الوقت، وقلت لهم: (يا جماعة الناس هنا بتنام بدري عشان كده تحية الجمهور ياريت نختصرها، أنا هدخل مع الكومبارس والأدوار الثانوية وندخل كلنا وبعد كده يدخل النجوم الثلاثة) ووافق الجميع".
وأردف: "دخلت مع كل الناس في المسرحية، ثم دخلت سهير البابلي وحدها، وظلت (تتنطط وتسقف) واستغرقت وقتًا، ثم دخل مدبولي وفعل الأمر نفسه وأكثر، واكتشفت بعدها أنهم يتنافسون معًا على النجم الأكثر حصولًا على التصفيق، ثم دخل مدبولي ليحضر شادية لتحية الجمهور، وعندما تأخر قلت (يالا ياجماعة) فوجدت السيدة شادية تقول: (مين اللي قال ياللا؟) رديت وقلت: أنا يا مدام، فقالت: (أنا محدش يقولي ياللا)، قلت لها: (أنا آسف يامدام حقك عليا)، فقالت: (أيوه كده)، فقلت لها: إنتي بتقولي ايه إذا كنت شادية فأنا حمدي أحمد) قالت: (طظ)، وفي الحقيقة (شتمتها) وقلت لن أكمل المسرحية".
وفي موطن آخر، كشف سمير خفاجي، منتج المسرحية، تفاصيل استبعاد حمدي أحمد وأسبابه.
وقال في حوار صحفي سابق،: "حمدي أحمد وقتها كان عضو مجلس شعب، وكان يرى أنه أهم من الجميع مما سبب خلافات كثيرة بينه وبين شادية التي اشترطت فسخ التعاقد معه لاستكمال العرض، لأنه سبّها".. وأكد أنه لم يتدخل للصلح بينهما "لأن شادية كانت مُصرة على موقفها، وهو أيضاً كان مشغولاً فى تلك الفترة بأعمال أخرى"، بحسب ما جاء في تصريحاته.
وغادرت الفنانة شادية عالمنا يوم أمس، بمسجد الجلاء العسكري، عن عمر ناهز 86 عامًا، ونعتها وزارة الخارجية، مصرحة بأن "مصر فقدت صوتها العذب".