يبدو الإصرار باديًا على وجوه الكثيرين من أبناء الطرق الصوفية وكافة الشعب المصري فى إتمام احتفالهم بالمولد النبوي، رغم التهديدات الموجهة لهم والعمل الإرهابي الذي أودى بحياة 300 شخص ما بين راكع وساجد وأكثر من مائة مصاب فى مذبحة مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء الأسبوع الماضي.
وتعد المذبحة التي نفذها المسلحون من أكبر الأعمال الإرهابية على مر تاريخ مصر، من حيث عدد الضحايا، وآليات الهجوم، حيث تواجد على باب المسجد قرابة 25 شخصًا من العناصر الإرهابية حاملين فى أيديهم أعلام مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ أمطروا الرصاص على المصلين الذي لم يفرق بين صغير وكبير.
وتسابق وزارة الأوقاف الزمن، للاحتفال بالمولد النبوي، حيث أقامت اليوم الأربعاء احتفالية فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة وعدد كبير من الوزراء ورجال الجيش.
بدأ افتتاح الحفل، وزير الأوقاف، مختار جمعة، والذي شدد على محاربة الأزهر لقوى الإرهاب في شتى بقاع الأرض، ثم وجه كلامه للرئيس السيسي قائلا: "يا سيادة الرئيس سترى من هذا الشعب الكريم ما تأمله فيه وستظل مصر بفضل الله أبية على الانكسار وعاصية على الانهزام والإحباط، وستحطم أحلام وأوهام المخططين لتدمير الأمة العربية على أبواب مصر".
وأكد شيخ الأزهر فى كلمته أيضا على أن الأزهر سيشارك كافة المسلمين فى احتفالهم بمولد رسول الرحمة والإنسانية، مشيرا إلى أن رسالة الإسلام الخاتمة جاءت لتحرر العقل والفكر والوجدان، وإعطاء كل ذي حق حقه.
وبالمثل طمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي الشعب المصري خلال كلمته بالاحتفال بأن الأعمال الإرهابية لن تضعف من عزيمة المصريين فى التعمير وتحقيق النهضة الإقتصادية، معربا عن خالص تعازيه للشعب المصري فى حادث ضحايا مسجد الروضة، مؤكدًا على إتمام المصريين احتفالهم بالمولد النبوي.
وفى السياق ذاته قال رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية البرلماني عبد الهادي القصبي، إن احتفالات الصوفية بالمولد النبوي قائمة وسيتم عقدها في موعدها دون تأجيل، وستكون داخل ساحات المساجد الصوفية على مستوى الجمهورية بجميع المحافظات.
وأضاف القصبي، فى تصريح له على أنه سيكون هناك بثا مباشرا للاحتفال من مسجد الإمام الحسين مساء الجمعة، ولكن لن يكون هناك موكب للاحتفال، والذي كان يستمر 5 ساعات بدءًا من مسجد الجعفري حتى الحسين، موضحًا أنه تم إلغاء موكب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، كمبادرة من الطرق الصوفية للتخفيف على الأمن المصري، والتضامن مع شهداء قرية الروضة، ولكن السلطات الأمنية لم ترفض تأمين مواكب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وتابع: "أن تبرير الاستهداف بأنه استهداف للصوفيين بالتزامن مع المولد النبوي نظرة قاصرة تماما، فالإرهاب لا يستهدف فئة معينة من الشعب المصري، ومن يتابع الأحداث يجد أن آلاف من القوات المسلحة والشرطة تم استهدافهم، وتم استهداف الكنائس وقتل مئات الأقباط، إذن تصوير المشهد على أنه خلاف في وجهات النظر ضيق للغاية"، مؤكدًا أن الإرهاب يسعى لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب المصري وإحباطه، مشيرا إلي أن مثل هذه الأحداث لا تزيدنا إلا إصرارا في مواجهة الإرهاب واستكمال خطوات التنمية، داعيا الشعب بالوقوف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء علي الإرهاب.
وشدد القصبي، أن أهل التصوف لن يقوموا بغلق أي ضريح أو مسجد صوفي خشية الإرهاب، مضيفا أن أهل التصوف لن يطلبوا شيئا لهم وأن كل ما يطلبوه هو الحماية لكل المصريين.