قال سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن لم يقصد من رأيه في عقيدة المسيحيين استحلال دماءهم، كما تطرق عبد الجليل، في حواره لـ "أهل مصر" إلى العلاقة بين المسلمين وغيرهم، واستعرض عددًا من القضايا الخلافية..
إلى نص الحوار..
* بعد خمسة أشهر من الأزمة أين الشيخ سالم عبد الجليل؟
الحقيقة أن لا اختفي، ولكن جاء قرار من قبل جهات بعينها بوقفي عن الظهور، وأنا كوني رجل دولة أحترم مثل هذه القرارات، وليس عندي إشكالية لأنني مؤمن بأن التسيير من الله سبحانه وتعالى، وأنا على ثقة كبيرة أن أي قرار يخرج من رجال الدولة فهو يصب في الصالح العام، كما أنني أؤكد على أنني رجل دعوة وبكل تأكيد سيصل صوتي لكل الناس إذا أراد الله.
* من هو الكافر فعلا؟
كلام الله عزوجل هو من حدد هذا، حيث قال في كتابه عزوجل في سورة النساء «إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ( 150 ) أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا».
نحن نؤمن بجميع الرسل، فهذه عقيدتينا، وأن من كفر برسول أو نبي واحد فهو كافر بكلام الله تعالي، فلا يجوز أن نضحك على أنفسنا وأن نخلط الأمور يبعضها البعض وعليه فإن فكرة أن من يكفر بأي نبي فهو كافر، وهذا ما حدد قولي إن المسيحيين كفار أو أي ديانة أخرى بالنسبة لنا كفار.
*وهل مازالت متمسك بأن عقيدة الأقباط فاسدة؟
القرآن الكريم هو من حدد هذه الوسيلة، فالعلاقة بينا وبين جميع البشر هي التعايش، فالقرآن أكد على أننا نتعايش مع جميع الأفراد حتى الملحد الذي ينكر جميع الأديان، فالدين أكد علينا أننا نتعايش مع الجميع دون النظر إلى المعتقدة وأفكاره الدينية.
أما الناحية الشرعية والدينية، فأي شخص لا يقر بـ11 ركن في الإسلام أبرزها أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإتاء الزكاة وصوم رمضان، فهو كافر بعقيدة المسلمين كما أنني كافر بالمعتقد الذي يعتقده، ولهذا أراء أنهم أصحاب عقيدة فاسدة وهذا لا يمنعني من حق التعايش السلمي معهم، وحكمي في تكفيرهم لا يعني استحلال دمائهم أو أعراضهم فهم لهم حق التعايش السلمي.
* بعد الأزمة الأخيرة والتي أقرت فيها تكفير المسيحيين البعض تساءل لماذا لا تكفر داعش كما فعلت مع المسيحيين؟
الجميع يعلم الكوارث التي يقوم بها أعضاء التنظيم الإرهابي، لكن لا يجوز تكفير أي مسلم خاصة إذا أقر الشهادتين وأقام الصلاة، ولهذا فإذا قامت الحكومات بالسيطرة عليهم وتقديمهم للمحكمة، ولكن في الغالب يتم ترك العقوبة لله في الآخرة أمام الله عزوجل لكن لا يمكن تكفيرهم.
* وهل التراث يحتاج إلى تنقية فعلا؟ وكيف يكون ذلك؟
طبعا يحتاج إلى ذلك، وبالنسبة لي أرى أن التراث يتم تنقيته من خلال، ما دخل من التراث وليس منه، ويقوم بذلك علماء محققون متخصصون، يرجعوا إلى المخططات الرئيسية، ويحتاج إلى تنقية فيما يعرض على الناس وفيما لا يعرض، كما يتم التحقيق فيما هو صحيح أم أنه ليس له دليل صحيح، حتى يتم عرضه على الطلاب ويتم كشف حقيقة هذا الكلام، وأريد أن يكون هناك مركز لتنقية ذلك ويكون تابع للأزهر وفي نفس الوقت يكون مستقل.
والمجلس المفروض المعني بذلك هو مجلس الشؤون الإسلامية، وأطلب بعودته إلى مسيره الأساسي، ويتم إحالته إلى رئاسة الجمهورية ويكون رئيسه بدرجة وزير.
* هل يجوز أن تتقدم إمراة لرئاسة الجمهورية؟
رئاسة الجمهورية وظيفة عامة، مع تقديري لها، ولهذا يجوز أن تتولى إمراة هذا المنصب، كما أنه يجوز أن يتولى مسيحي لهذا المنصب.
في القديم كان أمير المسلمين هو الشيخ وهو الإمام، ولهذا كان لا يجب أن يصبح إمراة، لكن الآن هناك فرق بين الرئيس وبين الشيخ والإمام، فالمرأة يجوز أن تصبح رئيسة لكنها لا يجوز أن تصلي بالرجال، والقران سجل عدد من النساء قادن العالم أجمع على رأسهم ملكة سبأ.
* هل يجوز الخروج على الحاكم؟
الأصل في الدين هو عدم الخروج على الحاكم، ولدرجة إن بعض النصوص قالت وإن جلد ظهرك واخذ مالك، ولكن في الإسلام لم يأثم من يقوم بثورة أو خلافة، ولكن الخوف من الكوارث التي تحث خلف كل ذلك.
* ما هو رأيك في الثورات التي مرت على مصر؟
في البداية كنت من أكثر الرافضين لثورة 25 يناير، ليس لان الرئيس الأسبق حسني مبارك ملاك، ولكن كنت مقدر أن يحدث كارثة بعدها، وبالفعل وقع ما حذرت منه خوفًا على الشعب المصري.
ومرت الثورة الأولى وجاءت كارثة حكم جماعة الإخوان، وخلال هذه الفترة حذرت أن تحول الإخوان الشوارع إلى أنهار دماء، وبالفعل لو كانت الإخوان تمكنت كانت حولت مصر إلى بحار دماء.
وفي النهاية أنا لست كاره للثورات ولكني مؤيد لاستقرار الأوطان حتى ولو كان الحاكم لا نريده.
* هل يجوز أن تتقدم إمراة لمنصب الفتوى في مصر؟
منصب الفتوى هو النظر في النصوص والأدلة ومحاولة الخروج برأي شرع يخدم جميع المسلمين، ولا مانع أن تتولى هذا المنصب إمراة، ما دامة مؤهلة لأنها ليست إمامة جامع أو خطبة جمعة، ولكن الفتوى هو منصب ويجب أن تكون مؤهلة بشكل حقيقي، وإذا توافر ذلك لا يوجد مانع من إحداثه.
* تونس بدأت بإعلان المساواة بين الرجل والمرأة في الارث فما رأيك؟
المساواة بين الرجل والمرأة، في المواريث، وهذا خالف للقران والسنة لان القران حدد هذه المسائل، فالإسلام بالفعل لم يساوي بين الرجل والمرأة، الإسلام جاء بالعادلة وليس المساواة.
* ما هو رأيك في جماعة الإخوان؟
جماعة الإخوان كغيرها من الجماعات التي قامت وقتها لمحاربة الاحتلال الإنجليزي، سنة 1928 وهذا تاريخ معروف ومثبت، البداية قامت بشكل محاربة الاحتلال، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الوجه الديني، ولهذا تم إدخال عناصر متشددة تحمل أفكار إرهابية مغلوطة وغير حقيقية، وورطت الجماعة في عمليات إرهابية،والجماعة لم تتخذ موقف ضد هذا، وهو ما جعلها بعد ذلك مرتعًا لهذه الأفكار.