طلب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، أمس الجمعة 1 ديسمبر، الصفح من لاجئي الروهينجا الذين لاذوا بالفرار من ميانمار إلى بنجلادش.
وقال البابا في العاصمة دكا، "باسم كل شيء، باسم أولئك الذين يضطهدونكم، وباسم أولئك الذين أخطأوا في حقكم، وفوق كل ذلك، عدم اكتراث العالم بكم، أطلب منكم العفو"
وأضاف، "أناشد الآن قلبكم الكبير، بأنكم قادرون على أن تمنحونا الصفح الذي ننشده".
واحتشد آلاف المسيحيين وأتباع ديانات أخرى في حديقة في دكا، حيث أقام البابا قداسا، قام خلاله بترسيم 16 قسا.
وهذه هي أول زيارة يقوم بها بابا للفاتيكان للبلاد منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1986.
وأعرب بابا الفاتيكان عن شكره لبنجلادش على مساعدة اللاجئين المسلمين الروهينجا، الفارين من الاضطهاد في ميانمار، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير فعالة لحل هذه الأزمة الحادة.
وقال البابا خلال لقائه رئيس بنجلادش عبد الله حميد، وممثلي السلطات السياسية والدينية والمجتمع المدني: "في الأشهر الأخيرة، روح الكرم والتضامن، التي تعد من سمات مجتمع بنغلاديش، تجلت بشكل واضح في الدافع الإنساني لصالح اللاجئين القادمين من ولاية راخين، الذين منحوا لجوء مؤقتًا وضروريات الحياة. وهذا تطلب تضحيات كبيرة، وجرى ذلك أمام أنظار العالم كله".
وأضاف: "من الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي تدابير فعالة تجاه هذه الأزمة الحادة، وليس فقط بالعمل لحل المشاكل السياسية التي أدت إلى هذا الترحيل الكبير للناس… بل وأيضًا بتقديم المساعدات المالية الفورية لبنغلادش".
وينتمي "الروهينجا" إلى عائلة الشعوب الهندية، ويقطنون في ولاية أراكان (راخين)، الواقعة في غرب ميانمار؛ وبحسب التقديرات لعام 2012، تبلغ أعدادهم في الولاية نحو 800 ألفًا.
وقتل خلال الفترة من 25 إلى 27 أغسطس الماضي، نحو 100 شخص في اشتباكات مسلحة، من بينهم أكثر من 10 من ضباط الشرطة والأفراد العسكريين، كما وصل عدد اللاجئين منهم، وفقا لإحصائيات سابقة للمفوضية، إلى 87 ألف لاجئ.
وتظل أحداث العنف في ميانمار في دائرة الضوء، منذ 2012، عندما أجبر نحو 100 ألف من مسلمي الروهينغيا على الفرار من منازلهم نحو الحدود البنغالية، حيث يقيم معظمهم منذ ذلك ذلك التاريخ وحتى الآن، في مخيمات اللجوء في بنغلادش.
ويرفض المسؤولون الرسميون في ميانمار، لفظ الروهينجا بشدة، ويثيرون مخاوف من، أنه قد يتسبب في إثارة بعض العنف إذا ما استخدمه البابا.