في الذكرى الـ60 لمشروع "أيزنهاور".. حكاية "مسمار جحا" الذي جلب الخراب للشرق الأوسط

كتب : عبده عطا

ستون عامًا مرت على إصدار "مشروع أيزنهاور" أو "مبدأ أيزنهاور"، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي الرابع والثلاثون فى تاريخ الأمم المتحده "دوايت أيزنهاور"، والتي لاتزال بعض من بنوده تطبق إلى اليوم داخل دول الشرق الأوسط؛ واليوم تهل علينا ذكرى هذا المشروع، والذي راح ضحيته العراق.

تولى "دايت أيزينهاور" رئاسة الولايات المتحدة من 1953 إلى 1961، وقبل ذلك كان رئيسًا لأركان قوات التحالف، خلال الحرب العالمية الثانية، وخطط، وأشرف على عملية غزو فرنسا وألمانيا، خلال 1944 و1945.

ويرجع هذا المبدأ الذي أقره أيزنهاور إلى خطبة ألقاها في 5 يناير 1957، فى الكونجرس الأمريكي حول الوضع في الشرق الأوسط، وحسب ما جاء في المبدأ الذي أقره دايت، فإن من حق أي دولة أن تطلب المساعدة الاقتصادية الأمريكية أو العون من القوات المسلحة الأمريكية إذا ما تعرضت للتهديد من دولة أخرى.

وجاء هذا المبدأ على غرار وقف الإمدادات السوفيتية أثناء الحرب العالمية الثانية إلى دول الشرق الأوسط، وهذا الذي وضعه دولس وزير الخارجية الأمريكي، وجاء من بعده أيزينهاور ليضع السياسة التي بناءً عليها تدخل أمريكا إلى الشرق الأوسط لتملأ فراغ فرنسا وإنجلترا التي كانت تحتل الدول العربية فى ذلك التوقيت.

ويتضمن هذا المبدأ، تفويض الرئيس الأمريكي سلطة استخدام القوة العسكرية في الحالات التي يراها ضرورية لضمان السلامة الإقليمية، وحماية الاستقلال السياسي لأي دولة، أو أي مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما طلبت هذه الدول مثل هذه المساعدة لمقاومة أي اعتداء عسكري سافر تتعرض له من قبل أي مصدر تسيطر عليه الشيوعية الدولية، ليكون بمثابة "مسمار جحا" الذي تستخدمه أمريكا ذريعة للتدخل في شؤون الدول.

وبالمثل أيضا، تفويض الحكومة في تفويض برامج المساعدة العسكرية لأي دولة أو مجموعة من دول المنطقة إذا ما أبدت استعدادها لذلك، وكذلك تفويضها في تقديم العون الاقتصادي اللازم لهذه الدول دعمًا لقوتها الاقتصادية وحفاظًا على استقلالها الوطني.

تحركت كافة الدول العربية بعد إقرار مبدأ أيزنهاور، لتبحث هذا الموقف وبناءً عليه ترفض أو توافق هذا المبدأ، فأسرعت إلى عقد قمة لها بالقاهرة فى 25 فبراير 1957، حضرها كلا من مصر وسوريا والأردن والسعودية.

وبعد انعقاد القمة برعاية مصر خلصت إلى أنها لا تعارض مبدأ أيزنهاور رسميًا، وأنها تسعى قدر الإمكان إلى العمل على عدم تطبيقة على أرض الواقع، لكن الأزمة اللبنانية التي وقعت فى الخمسينات دفعت الرئيس كميل شمعون وفق مبدأ أيزنهاور إلى طلب القوات العسكرية الأمريكية للتدخل من أجل إنهاء هذه الأزمة التي راح ضحيتها على إثرهم آلاف القتلى.

وبعد غزو صدام حسين رئيس العراق لدولة الكويت فى 1990، دفع الجناح العسكري للولايات المتحدة إلى الزج بجيشه بعد طلب دولة الكويت له، من أجل إنهاء هذه الأزمة وفق هذا المبدأ أيضا، وتكرر الدخول مرة ثانية إلى العراق تحت زعم أن العراق بها أسلحة دمار شامل، مادفعهم إلى التوسع فى حالة القتل والاعتقال.

ويعتبر بعض السياسين أن ما وصلت إليه العراق اليوم، من تدهور في الاقتصاد، والتعليم، واحتلال الإرهابين لها، كان هذا هو الذي أرداه أيزنهاور فى مشروعه الذي أصدره فى مثل هذا اليوم 2 ديسمبر 1957.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً