معركة جيش وشرطة وشعب ضد الإرهاب

مرة أخرى يسقط المئات من الضحايا الأبرياء نتيجة تلك العمليات الإرهابية الغاشمة التي طالت رجال وشيوخ وأطفال قرية الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء كانوا يؤدون صلاة الجمعة وهم بين يدي الله سبحانه وتعالى.. إلا أن تلك الفئة الإرهابية أبت أن يستكملوا أداء الفريضة وأمطروهم بوابل من رصاص الغدر والخيانة غير آبهين بأنهم في بيت من بيوت الله وفى معية الرحمن.

لم يكن هدف تلك الجريمة هو الترويع فحسب ولم يكن الهدف هو تحطيم الروح المعنوية وتصدير الإحباط الوطني فحسب.. ولكن كان انتقاماً من قبائل المنطقة التي رفضت إيواء الارهابين داخل نطاق سكنهم.

إنها جريمة لا يوجد لها أي تبرير شرعي أو منطقي لقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. لا يوجد تبرير لقتل أبرياء مدنيين في صلاتهم يوم الجمعة.

إن هذه العملية الإرهابية غير المسبوقة في مكان وقوعها أو أعداد ضحاياها.. أكدت أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة وطن بأكمله من جيش وشرطة وشعب.. إنها معركة بمعنى الكلمة التي تلزمنا جميعاً ان تتضافر جهودنا لمواجهتها بكل ما نملك من معطيات وإمكانيات.

ومن هذا المنطلق وبعد أن سارعت كل وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بنقل هذه الجريمة الشنعاء وقام المئات من المنظرين والمحللين بتناول ما حدث كل حسب رؤيته وتوجهاته ثم قامت معظم دول العالم بإعلان الشجب والتنديد بما حدث وتأييدها للحكومة والشعب المصري في مواجهة الإرهاب.. أعتقد أنه من الواجب أن نضع بعض التصورات الأمنية والاجتماعية بل والسياسية والدينية التي قد تساهم بشكل كبير في تكوين جبهة متماسكة يشارك فيها المجتمع بكل فئاته داخلياً وخارجياً لمواجهة تلك الموجات الإرهابية من عناصر فقدت رشدها وصوابها تحت تأثير عقائدي مغلوط ومغريات مادية ولوجيستية يحصلون عليها من أجهزة استخباراتية اجنبية ودول إقليمية أصبحت معروفة للقاصي والداني.

1-إن أي دولة في العالم – مهما كانت قدراتها – لا تستطيع ان تستبق مثل هذه العمليات الإرهابية ولعل ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإنجلترا خلال الفترة الأخيرة دليل على ذلك.. إلا إذا كان هناك تعاونا صادقا من شرفاء الوطن في الإبلاغ عن أي عناصر تكون محل اشتباه خاصة في محافظة سيناء ومدنها المختلفة المعروفة بتوجهاتها القبلية التي ترصد أي شخص غريب يحاول التقرب منهم او الاندساس بينهم تحت أي ذريعة.

2-إعادة النظر في التعامل مع شيوخ القبائل وتعظيم دورهم مثلما كان في السابق من خلال لقاءات وحوارات مع الأجهزة المعنية تعيد لهم هيبتهم بين قبائلهم وشباب تلك القبائل وتعاونهم في السيطرة على توجهاتهم وتصرفاتهم.

3-دراسة إمكانية عمل بطاقات تعارف لكل أبناء محافظة شمال سيناء اسوة بما حدث في جنوب سيناء.. وهنا أشير إلى أن هذا الطرح هو رغبة حقيقية لأهالي تلك المحافظة.. ولا يتم تسليم تلك البطاقات لأصحابها إلا بعد التأكد من سلامة موقفهم سياسيا وجنائيا وعدم وجود أي علاقة بينهم وبين أي تجاوزات أمنية سواء في تجارة السلاح والمخدرات أو التعامل مع الإرهابيين وإيوائهم وتقديم الدعم اللازم لهم.

4-نقل صورة حقيقية وواضحة لتلك العمليات الإرهابية للخارج من خلال وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات أي الخارج لمواجهة التقارير المشبوهة لجماعات حقوق الإنسان الممولة من أجهزة استخباراتية أجنبية ودول أخرى مثل تركيا وقطر.

5-قيام مجلس النواب بدوره في الاتصال بالبرلمان الأوروبي والبرلمانات الدولية لمراجعة بعض مواقفهم السابقة تجاه طبيعة القائمين بتلك العمليات الإرهابية.

6-وضع استراتيجية أمنية شاملة تتعاون فيها جميع الأجهزة المعنية للقضاء على الإرهاب.. بالإضافة إلى وقفة مجتمعية أكثر جدية لمساندة تلك الاستراتيجية.. مع وضع حد للمحللين وخبراء المقاهي ووسائل التواصل الاجتماعي لانتقادهم ما يحدث دون أن يتعايشوا مع واقع الأمور على حقيقتها وصعوبتها وخطورتها.

-تلك بعض التصورات التي أتمنى أن يؤخذ بها أو ببعضها لعلها تساهم في استكمال رؤية متكاملة لكافة الأجهزة المعنية بعدما تبين لنا جميعاً أن المستهدف هو الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه.. وليس العمل لمصلحة الإسلام بل إلى ضرب الإسلام وتقسيم الوطن مثلما حدث في العراق وسوريا.. ولابد أن يحسم الجميع مواقفه تجاه دعم الدولة بعيداً عن المواقف الرمادية.. فالحيادية في هذا التوقيت وتلك الظروف هي خيانة بكل المقاييس.. وعلى الجميع أن يحسم أمره خاصة وأن مصر تخوض حربا حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة.. فعلى كل مواطن أن يحذر ويرصد ويراقب هذه العناصر الإرهابية والإبلاغ عنها.. كذلك الحال لكل صحفي وإعلامي وكاتب ومسئول فلا مجال للحيادية والرمادية.

-إن الوطن أمانة في أعناقنا فلابد أن تكون جميعاً على قلب رجل واحد في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا الوطني المشرف.

وتحيا مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً