"بلطجة وتجارة مخدرات وتعاطي في وضح النهار وتخزينها والترويج لها بالجملة" هذا هو حال منطقة مساكن عبد القادر الجديدة، غرب الإسكندرية، المعروفة بـ"الباطنية" حيث تنتشر تجارة المخدرات علنا بكافة أنواعها."أهل مصر" اقتحمت دائرة الخطر بمنطقة مساكن عبد القادر الجديدة، غرب الإسكندرية، التابعة لقسم شرطة العامرية أول، لمعرفة كواليس ما يحدث.لم يكن اقتحام هذا العالم المحفوف بالمخاطر والأعمال الخارجة عن القانون ورصد كواليس ما يدور فيه عن قرب بالأمر الهين، ومع محاولات عدة مصحوبة بحرص شديد خشية افتضاح الأمر، تمكنا من رصد عن قرب عملية بيع وشراء المخدرات علنا في وضح النهار، والتي تتم بكل سهولة ويسر بشوارع المنطقة، وكأنه عمل مشروع يمارس وغير مخالف للقانون، وسط غياب تام لأجهزة الأمن، الأمر الذي يجعلك تصاب بدهشة شديدة لما آل إليه الوضع والمأساه التي يعيشها سكان المنطقة.منبع وملجأ لتجارة المخدراتوالمنطقة عبارة عن بلوكات تصل لـ119 بلوك يحتوي كل بلوك علي 56 شقة سكنية ويتجاوز عدد سكانها 800 ألف نسمة، وقد أصبحت المنطقة منبعا لبيع المخدرات وملجأ آمن لتجارتها والترويج لها، وأرجع أهالي المنطقة السبب في ذلك إلي تواجد مكان يطلق عليه "المؤسسة" بالمنطقة لبيع وتجارة المخدرات بكافة أنواعها وتمارس نشاطها علنا في وضح النهار، حتي ذاع سيطها وأصبح يتراود عليها الزبائن من كافة المناطق المجاورة، ورغم التواجد الأمني بشكل دائم في تلك المنطقة إلا أن الأمن لا يقتحم هذا المكان نهائيا، وفقا لحديث سكان المنطقة، مما يثير هذا الصمت الأمني العديد من علامات الاستفهام.صمت الأجهزة الأمنيةوكشف أحد أهالي المنطقة الذي طلب عدم ذكر إسمه خشية ملاحقته وإيذائه، أن هذه المؤسسة التي اتسع نشاطها في تجارة المخدرات بكافة أنواعها، تمتلكها وتديرها سيدة تدعي "ن.ع" من عائلة اشتهرت ببيع وتجارة المخدرات بالمنطقة وبالعديد من المناطق داخل الإسكندرية، ومنذ أكثر من 8 أعوام وهي تمارس هذا العمل في منطقة مساكن عبد القادر الجديدة علنا وسط صمت تام من جانب الأجهزة الأمنية.وأكد أن هذه المؤسسة هي المنبع الرئيسي لتجارة المخدرات بالمنطقة والمناطق الأخري المجاورة، وهي لا تخفي عن أعين الأمن فهم علي دراية بما يدور داخلها، مضيفا أن السيدة صاحبة المؤسسة تعمل كمرشدة لدي الأمن وهذا الأمر معلن يعلمه الجميع، وهناك تواطؤ تام معها من جانب قسم شرطة العامرية أول، نظرا لأنها "تُخدّم" عليهم، علي حد زعمه.وأضاف أن هذه المؤسسة هي مكان ثابت في المنطقة لبيع كل أنواع المخدرات، ويعمل مع السيدة صاحبة المؤسسة أولادها وعدد كبير من الشباب، وتمتلك مخزن للمخدرات، ويتردد عليها زبائنها من مختلف الأماكن المجاورة للمنطقة، ومعروف بين جميع أبناء المنطقة أن هناك مصالح مشتركة بينها وبين قسم شرطة العامرية أول، حيث تسدد مأموريات لإدارة مكافة المخدرات ومكتب المخدرات بالقسم، وفقا لحديثه.البيع والشراء علنا"المؤسسة مفتوحة وتعمل علي مدار 24 ساعة، فهي مؤسسة تبيع جميع أنواع المخدرات باختلافها، والشرطة دائما تمر علي المؤسسة ولكن لا تدخلها، وتتم المتاجرة علنا" يقول "أحمد المنصوري -اسم مستعار-، مشيرا إلي أن صاحبة المؤسسة تمتلك سيارة ملاكي "هيونداي" وأكثر من 3 شقق بمنطقة ميامي شرق الإسكندرية والعديد من الأراضي الزراعية من خلال المكاسب التي تجنيها جراء ذلك، كما تشتهر عائلتها بتجارة المخدرات وهناك العديد من أفراد عائلتها متهمين في العديد من قضايا المخدرات.وأضاف المنصوري، أنه يقطن بالمنطقة منذ أن كانت صحراء وكان لا يوجد بها مساكن وأنه علي دراية بكل ما يدور داخلها من أعمال خارجة عن القانون، لافتا إلي أن هذه المؤسسة لم تكن الوحيدة حيث كان هناك مؤسسة أخري في منطقة مساكن مبارك التابعة لمنطقة عبد القادر ولكن تم إغلاقها بسبب تطاول أحد الشباب العاملين فيها علي أحد ضباط الشرطة فقام الضابط باقتحام المؤسسة وتم ضبط بداخها كمية كبيرة من مخدر الحشيش وتم إغلاقها.وحول تفاصيل تلك المؤسسة، أوضح أنها عبارة عن شقة سكنية في الطابق الخامس بأحد البلوكات بالمنطقة وقامت صاحبة المؤسسة بضم مكان آخر بأسفل البلوك إليها وحوّلته لأشبه بـ"المنور" وتم غلقها بباب من الحديد ويتم بيع المخدرات من خلاله من الداخل للزبائن المترددين علي المكان، مضيفا أن الأمن له غرض في إبقاء عمل المؤسسة، كما أن البلوك المتواجد فيه المؤسسة مأهول بالسكان ولا يستطيع أحدهم التقدم بشكاوي نظرا لعلمهم بتواطؤ الشرطة معهم، علي حد قوله.البلطجة والمخدرات تحيط المدارسومما يثير من تخوفات الأهالي أيضا، هو تواجد المدارس في منطقة تقع خلف المساكن تسمي بـ"الجبل" وهي عبارة عن صحراء خالية من المساكن، حيث يوجد فيها مدرسة سوزان مبارك الإعدادية، ومدرسة منارة الصحراء الابتدائية، ومدرسة الانطلاق الثانوية العامة، وتشتهر المنطقة بأعمال البلطجة وتعاطي الشباب فيها للمخدارت وانتشار عمليات"الشك" وذلك بحقن المخدر وخاصة المكس أو الهيروين أو الأقراص المخدرة بعد طحنها ووضعها فى حقن وحقنها بالوريد أو بأى مكان بالجسم، ويمر طلاب المدارس من أمام تلك المنطقة حيث لا يوجد ممر آخر بديل، مما يشكل خطرا كبيرا علي أولادهم.وكر المساكن المهجورةكما يعاني الأهالي أيضا من انتشار "البلطجة" حيث يوجد بلوكين يطلق عليهما "المساكن المهجورة" ويأويان الشباب الخارجين عن القانون، وكانت هذه المساكن قد تشققت جدرانها وآيلة للسقوط فتم إخلائها من السكان، وتحول البلوكين إلي مسكن مهجور ووكر ومنبع للبلطجية.كما ينتشر السلاح بكافة أنواعه بين سكان مساكن عبد القادر الجديدة، كما تشهد المنطقة دائما خلافات ومشاجرات بين الشباب بسبب خلال عمليات بيع وشراء المخدرات، وقد تصل المشاجرات أحيانا إلي حد الاشتباك بالأيدي والأسلحة وغالبا ما تسفر عن إصابات.وأكد الأهالي أن هناك عدد كبير من الشباب قد انضم إلي المؤسسة للعمل في تجارة المخدرات لجني المكاسب المادية تاركين أعمالهم المشروعة، الأمر الذي يهدد بانضمام باقي شباب المنطقة أيضا إليها والانسياق ورائهم، الأمر الذي يثير تخوفات الأهالي.مناشدة وزير الداخليةوأضاف الأهالي أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي إلي مديرية أمن الإسكندرية وقسم شرطة العامرية أول ولكن دون جدوي، خاصة بعد التأكد من وجود تواطؤ من جانب الأمن مع صاحبة المؤسسة، الأمر الذي زاد من اتساع ممارسة نشاطها.وناشد الأهالي وزير الداخلية ومديرية أمن الإسكندرية لسرعة إنقاذهم وغلق هذه المؤسسة بشكل نهائي حتي يتم القضاء علي المنبع والجذر الرئيسي لبيع المخدرات والترويج لها، مؤكدين أن الأمر بات خطيرا للغاية وأصبحوا لا يطيقون العيش في مثل هذه الأجواء الخطرة، مضيفين: "مستقبل أولادنا بيضيع طول ما في ناس بتبيع مخدرات في الشوارع عادي".
كتب : أحمد مرجان