"الإرادة.. والتحدى.. والصمود".. كلمات تصف شخصيته، هذا الفتى الذى كان يسعى إلى أن يخلد اسمه بين أساطير لعبة لا تحظى بالأهمية الكبرى لدى الكثير من المصريين، لم يقبل على لعبة شهيرة مثل كرة القدم، وإنما كانت أهدافه أن يصبح بطلًا عالميًا ممثلًا لمصر فى المحافل الدولية.
وعلى طريقة نجوم هوليود بدأ بطلنا رحلته نحو العالمية، إلا أن الحظ العثر كان حائلًا أمام استمراره فى تنفيذ هذا الحلم، ولعل أهم تلك الأسباب هى عدم الاهتمام بأبطال الألعاب الأخرى اللهم إن كرة القدم وكفى، التقينا بأحد أبطال مصر فى لعبة "الوشو كونغ فو"، والذى فتح لنا خزائن أسراره لنطلع على مراحل حياته كيف بدأ؟، وكيف أصبح بطلًا؟، ولما كان الرحيل عن عالم اللاعبين والاتجاه إلى التدريب؟!.
"الإنسان يقدر يصنع تاريخه بنفسه، واللى عايز يوصل هايوصل"، كلمات بدأ بها عمرو خطاب، أحد أبطال مصر فى لعبة "الوشو كونغ فو"، حديثه لـ"أهل مصر"، قائلًا: "أنا بدأت اللعبة من سن صغير، والمفروض إنى بدأت فى وقت كانت اللعبة دى مش مشهورة بالمرة فى مصر، كنا بنتمرن فى المنصورة أو محافظات مجاورة لإن دمياط ماكنش فيها مدربين أو على الأقل فى توقيت معين كده كانت اللعبة دى مش مشهورة فى دمياط".
واسترد "خطاب" قائلًا: "كان رفقائى دومًا ينادونى بروس لى النجم الكبير وأحد أساطير اللعبة، وده لإن كان فيه شبه بينى وبينه على حد قولهم، بعدها بدأت أحب اللعبة وأتابع كل الأفلام اللى بتتناول حركات اللعبة دى".
واستكمل حديثه: "بدأت اتمرن فى المنصورة على يد كابتن محمد السبيتى، فضلت سنة اتعرفت فيها على معظم تفاصيل اللعبة، ولإنى كنت بحبها كنت عايز أتعلمها بسرعة، بعدها ظهر فى دمياط كابتن حمام شولح، ده صاحب فضل كبير جدًا عليا، بسببه أصبحت بطل، وشاركت فى بعض البطولات وحققتها، ثم كانت فترتى مع كابتن وليد بدوى اللى اتبنانى وفضلت ألعب معاه لمدة 3 سنوات".ووتابع: "لكن ستظل فترتى مع دكتور يحيى فوزى هى الفترة الذهبية فى حياتى الرياضية وتاريخى مع اللعبة، الراجل ده كملى كل اللى كان ناقصنى، فعلًا وقتها قدرت أحقق بطولات على المستوى الافريقيى وكنت قريب جدًا من تمثيل مصر فى إحدى البطولات العالمية". توقف لحظة وبدأ فى إظهار إحدى الماديليات ليروى لنا قصته معها قائلًا: "الميدالة دى من أهم البطولات اللى حققتها فى حياتى، دى كانت أول بطولة أفريقية أحققها، ولكن لإن الاتحاد الافرقيى كان فى ليبيا وقتها ماقدرناش ناخد مركزنا اللى نستحقها".لم ينقطع الحديث عن بطولاته التى حققها أو مواقفه التى ظلت بأذهانه، فقال، كنت فى إحدى بطولات الجمهورية وأتذكر أنه بسبب التحكيم لعبت 3 مباريات فى يوم واحد وده كان كتير جدًا وحاجه لأول مرة تحصل، لكن بفضل الله حققت البطولة دى رغم الظروف التحكيمية. انتقل بنا بطل إفريقيا المصرى إلى جانب آخر من الحديث ليذك تفاصيل رحلته مع المركز الثقافى الصينى، قائلًا: تنمية مهاراتى كانت أمر واجب وكنت بدور على الأمر ده جدًا، لحد ما التحقت بالمركز الثقافى الصينى، وهناك قابلت مستر تشانج، اللى قدر ينقلنى كتير وأفادنى كتير جدًا خاصةً فى الأساليب. حقيقى فترة فرقت معايا جدًا وجعلتنى أعرف كتير عن اللعبة.اتجهت بعد ذلك إلى عالم التدريب بعد ما تيقتن إن عمرى فى اللعبة انقضى ولك أستطع تحقيق أكثر من ذلك، فأنا الأن بلغت من العمر 38 عامًا وهذا الأمر كفيل بابعادى عن البساط، ولكننى بقيت خلفه كمدرب ولن أبتعد عنه أبدًا.بدأت أدرب فى دمياط ولكنى قدرت أعمل اسم بسرعة وده ساعدنى فى إنى ألتحق بنادى كبير مثل نادى "طلائع الجيش"، أعتقد إن دى هدية كبيرة من ربنا ليا عشان أختم مشوارى فى الملاعب بشكل لائق وأكمل فى عالم التدريب بشكل قوى، فاللعب أو التدريب فى نادى طلائع الجيش زودنى خبره كبيرة جدًا.ورغم إنى ماقدرتش أحقق العالمية وأنا لاعب، ولكننى أسعى إلى تحقيقها وأنا مدرب، وبالفعل أنا قدرت أعمل مستوى كبير سبقت بيه مدربين كتير جدًا، ده غير انى شاركت فى صناعة العديد من النجوم والأبطال ولكن دون إهتمام من القائمين على اللعبة لن نجد بطل حقيقى. أشار إلى أن الوقت أنه قد اقترب على الانتهاء لغلق تلك القصة، لكن بطلنا مازال لديه العديد من الرسائل التى يجب عرضها فبدأ قائلًا: "أتمنى من الكل أن يسعى إلى تنمية مهاراته والتركيز على تطوير اللعبة دى، وعايز أقول لمسؤلى اللعبة فى مصر إن فيه خامات كتير جدًا سواء من الللاعبين أوالمدربين جيدة جدًا ومحتاجين بس فرصة حقيقة وإهتمام حقيقى، فعلًا إحنا نقدر من خلال الخامات دى نكون من أقوى الاتحادات على مستوى العالم ونسبق بلدان تانية".تعمد "خطاب" أن ينهى حديث بتلك الرسائل لعل وعسى، فقال أن مسؤلى الرياضة بمصر يجب أن يهتموا باالألعاب الفردية، واستغلال الأبطال اللى بتموت بدرى بسبب ضعف الامكانيات أو الإهمال. "مصر تمتلك أبطال كتير بس لو نهتم"، كانت تلك آخر عبارات بطل إفريقيا فى لعبة "الوشو كونغ فو"، متمنيًا أن تنال اللعبة اهتمام أكبر فيما هو قادم من الوقت لعل وعسى.